روحاني يزور ماليزيا ثم اليابان... إيران تستدير شرقاً

17 ديسمبر 2019
روحاني: "دول إسلامية مهمة تشارك في القمة الإسلامية بماليزيا"(Getty)
+ الخط -

قبل إقلاع طائرته إلى ماليزيا ومن ثم اليابان، لخّص الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم الثلاثاء، أهداف زيارته في عنوان مهم، يشكل بوصلة السياسة الخارجية لإيران، على ضوء تصاعد المواجهة بينها وبين الغرب، وهو الاستدارة شرقا.

وقال روحاني في مطار "مهرآباد" بالعاصمة طهران، قبل التوجه نحو العاصمة الماليزية، إن "سياسة التوجه نحو الشرق وبناء علاقات أكثر صداقة مع الدول الآسيوية المهمة، كانت دوما جزءا من أهداف الجمهورية الإسلامية"، مشيراً إلى أن زيارته إلى كوالالمبور وطوكيو "تأتي في سياق هذه السياسة".

وأضاف، وفقا لما أورده التلفزيون الإيراني، أن زيارته إلى ماليزيا تأتي تلبية لدعوة رئيس وزرائها مهاتير محمد، قائلا إن "بحث العلاقات متعددة الأطراف في العالم الإسلامي محور الزيارة"، لافتا إلى أن "دولا إسلامية مهمة تشارك في القمة الإسلامية بماليزيا"، مشيرا إلى مشاركة قادة تركيا وباكستان وقطر وإندونيسيا وماليزيا.

ورأى أن إيران وماليزيا "تربطهما وجهات نظر مشتركة حول قضايا إقليمية والعالم الإسلامي"، قائلا إن "الحوار هو السبيل الوحيد لحل القضايا والمشاكل الإقليمية"، مؤكداً على أهمية قمة كوالالمبور الإسلامية 2019، وقال "إنني أولي أهمية كبيرة لهذه القمة، وسأجري على الهامش لقاءات مع قادة العالم الإسلامي".

وفي جانب آخر من تصريحاته، أشار روحاني إلى زيارته لليابان، يوم الجمعة المقبل، والتي تتجاوز أهميتها وعناوينها العلاقات الثنائية إلى مناقشة التوتر مع الولايات المتحدة الأميركية، لكون طوكيو تلعب دورا وسيطا بين الطرفين لخفض التوتر بينهما.

 وقال روحاني إن علاقات بلاده مع اليابان تعززت في حكومته خلال السنوات الست الأخيرة، مشيرا إلى لقاءاته المتعددة مع رئيس الوزراء الياباني، شينزوا آبي، على هامش الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة.

كما تطرق إلى زيارة آبي إلى طهران، خلال إبريل/نيسان الماضي، قائلا إن الزيارة شهدت "نقاشات جيدة جدا حول العلاقات الثنائية ومختلف القضايا"، وهي قضايا لم يسمها روحاني، لكن من الواضح ما يقصده، إذ كانت التوترات بين إيران والولايات المتحدة، عنوان زيارة آبي البارز، وبالأساس الزيارة جاءت في هذا السياق، لكونها كانت أول زيارة لرئيس وزراء ياباني، لطهران منذ أربعين عاما، جاءت في ظروف التصعيد المتبادل بين الأخيرة وواشنطن.

وأضاف الرئيس الإيراني أن لقاءه مع آبي، خلال الأيام المقبلة، هو الثالث خلال العام الحالي، مشيرا إلى أن العلاقات السياسية الثنائية في عقدها التاسع هذا العام، وأن "اليابان، بعد الثورة (في إيران)، نفذت أنشطة اقتصادية واستثمارات جيدة ومهمة في إيران".

إلا أن هذه العلاقات التجارية، على الرغم من تأكيد روحاني على أهميتها،  شهدت على مدى العقود الأربعة الماضية، صعودا وهبوطا، نتيجة تأثرها بتذبذبات الصراع بين طهران وواشنطن، بسبب علاقات تحالفية لليابان مع الولايات المتحدة، التي دفعت طوكيو إلى الالتزام بالعقوبات الأميركية ضد طهران خلال العام الأخير، إذ أنها صفرت شرائها النفط الإيراني، بعد فرض واشنطن حظرا شاملا عليه، اعتبارا من الثاني من أيار/مايو 2019.

وهو ما أشار إليه الرئيس الإيراني، اليوم الثلاثاء، في تصريحاته، حيث قال إن "تراجع العلاقات (الاقتصادية مع اليابان) مؤقت، وهو بسبب الضغط الأميركي الظالم والعقوبات غير الشرعية"، مؤكداً أن "العقوبات لن تستمر وأن جميع دول العالم تريد علاقات تقاربية وجيدة مع إيران، لا سيما الدول التي تربطنا بها علاقات تقليدية جيدة"، في إشارة إلى اليابان.

كما لفت روحاني إلى أن مباحثاته في اليابان ستتناول أيضا "أمن المنطقة والملاحة البحرية وبقية القضايا ذات الاهتمام المشترك".

وتتجه اليوم الأنظار إلى زيارة روحاني لطوكيو، فيما إذا كانت ستشكل محطة مهمة في خفض التوتر في الخليج بين إيران والولايات المتحدة، في ظل المساعي التي بذلها رئيس الوزراء الياباني، خلال الشهور الماضية، ووفقا لتقارير إعلامية، فإن هذه الزيارة تأتي بضوء أخضر، أبدته واشنطن لطوكيو لاستقبال روحاني. كما أنها تأتي بعد صفقة تبادل السجناء بين إيران والولايات المتحدة.

في غضون ذلك، دعا وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، اليوم الثلاثاء، دول الخليج إلى "تجربة مشروع السلام في هرمز"، الذي قدمه روحاني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال سبتمبر/أيلول الماضي، لتأمين الملاحة في الخليج، في تدبير يبدو أنه جاء في سياق مناكفة التحالف البحري العسكري الدولي، الذي شكلته الولايات المتحدة في المنطقة في مواجهة "تهديدات إيرانية".

وأضاف ظريف، في تغريدة، على "تويتر"، أن "السياسة المبنية على المقاطعة والضغط فشلت في تحقيق الأمن في الخليج"، داعيا إلى "تجربة تعاون واقعي آخر مثل خطة الأمل (السلام في هرمز)"، معتبرا أن "الفكرة الجيدة لا يمكن تطبيقها من جانب واحد، مثل الاتفاق النووي".