وكان كوربن قد وصل إلى رئاسة الحزب عام 2015، مدعوماً بارتفاع ملحوظ في أصوات المنتسبين لحزب "العمال"، حتى إن السياسات والتحالفات التي جلبها أصبحت تُعرف في السياسة البريطانية باسم "الكوربينية"، نسبة إليه.
ووصلت "الكوربينية" السياسية إلى ذروتها في الانتخابات المبكرة عام 2017، حيث تمكّن "العمال" من تحقيق مكاسب كبيرة تصل إلى 40 في المائة من الأصوات، على الرغم من حلوله في المركز الثاني. وحرم التقدم العمالي المحافظين من الاستفراد بالسلطة لأكثر من عامين، في أثناء التفاوض على "بريكست".
كذلك نجح كوربن في السنوات الأربع في زعامة الحزب في تحويله كلياً نحو مسار أكثر يسارية، وساهم في وصول صفّ قيادي يعتنق المبادئ السياسية ذاتها.
وبينما أشار كوربن إلى احتمال مغادرته منصبه في "وقت مبكر من العام المقبل"، يبرز السؤال حول الأسماء المرشحة لخلافته، في وقت يخفت فيه نجم "الكوربينية" السياسية، ويمرّ فيه "العمال" بأزمة كبرى، تتمحور حول الخلاف الكبير بين قواعده التقليدية من أفراد الطبقة العاملة في المراكز الصناعية السابقة في شمال أنكلترا وويلز، وقواعده من أبناء المدن الكبرى، مثل لندن.
في ما يلي أبرز الأسماء المرشحة لخلافة كوربن:
إيميلي ثورنبيري
تُعدّ وزيرة خارجية حكومة الظل من أشدّ مناصري جيريمي كوربن، على الرغم من أنها ليست باليسارية ذاتها. وكانت قد أشارت إلى استعدادها لدخول سباق خلافة كوربن في كلمتها بعد فوزها بمقعدها في لندن بالقول: "يبدأ الآن الصراع الحقيقي".
وتدين ثورنبيري لكوربن في ترقيها في مراتب "العمال"، لكنها تتمتع بمرونة تمكنها من حصد تأييد الحزب لها، وهي كانت قد دعمت إيفيت كوبر في انتخابات "العمال" عام 2015، كما خدمت في حكومة الظل بزعامة إد مليباند، قبل اصطفافها إلى جانب كوربن.
وتُعدّ ثورنبيري من مؤيّدي البقاء في الاتحاد الأوروبي، وتسبّب موقفها هذا بتحييدها في أثناء حملة الانتخابات العامة، كما أن مواقفها قد لا تتوافق مع قواعد "العمال" التقليدية في الشمال الإنكليزي، والتي ستكون مهمة زعيم الحزب المقبل إعادة كسب ثقتها.
كير ستارمر
يُعدّ وزير "بريكست" في حكومة الظل من بين أكثر قادة "العمال" شعبية، ويتميّز بجهوده في جمع القوى المعارضة لـ"بريكست" في البرلمان البريطاني السابق، لكن تمّ تحييده أيضاً في الحملة الانتخابية لتأييده البقاء في الاتحاد الأوروبي، وهو موقف لن يستطيع من خلاله الحصول على دعم الشمال الإنكليزي. ويمثل ستارمر مقعداً عن دائرة في شمال لندن، وهو حائز على وسام الفروسية لدوره كمحامٍ مختص في حقوق الإنسان.
إيفيت كوبر
من مخضرمي "العمال"، وخدمت في حكومة غوردن براون، إلا أنها حلّت ثالثة في انتخابات زعامة "العمال" عام 2015، وأصبحت خارج الدائرة القيادية للحزب مع وصول كوربن، ودعمت جهود إطاحته عام 2016.
إلا أن كوبر نجحت في إثبات نفسها في مجلس العموم، عندما ترأست لجنة الشؤون الداخلية. وعلى الرغم من أنها لم تشر إلى إمكانية ترشحها لخلافة كوربن، إلا أنها عزت الخسارة إلى أسلوب زعامة كوربن. وقالت "هناك فجوة كبرى وجدية بين المدن والمراكز الأصغر في هذا البلد، و"العمال" يصبح باطراد حزباً للمدن".
جون ماكدونيل
وزير المالية في حكومة الظل ومقرب جداً من جيريمي كوربن. يُعدّ دافعاً أساسياً وراء البرنامج الانتخابي اليساري العمالي. وعلى الرغم من أنه نفى اهتمامه بالمنافسة على زعامة الحزب، إلا أنه قد يدخل المنافسة للحفاظ على إرث "الكوربينية" العمالية.
ريبيكا لونغ بيلي
مقربة من ماكدونيل، ومثلت كوربن في إحدى المناظرات التلفزيونية خلال الحملة الانتخابية. يسود اعتقاد بتجهيزها لقيادة الحزب، وقد أصدرت تسجيلاً مصوراً تعرّف فيه عن نفسها في أثناء الانتخابات، وتشير فيه إلى أصولها في مدينة سالفورد شمال غرب إنكلترا.
أنجيلا راينر
وزيرة التعليم في حكومة الظل. من أشدّ المدافعين عن كوربن، ولها جمهورها في صفوف العمال، إذ إنها دعمت أندي برنهام في انتخابات زعامة "العمال" عام 2015، وامتدحت طوني بلير في عدة مناسبات، كما أنها تُعدّ من مؤيدي "بريكست".
جيس فيليبس
تنتمي فيليبس إلى الصفوف الخلفية لـ"العمال"، ويُتداول اسمها كمرشحة للمنافسة على خلافة كوربن. تعرف بانتقادها سياساته، إذ تنتمي إلى جناح معاكس لـ"الكوربينية"، وهو ما سيسمح لها بمنافسة بوريس جونسون. وعلى الرغم من ذلك، تحظى بدعم من شرائح مختلفة من جمهور "العمال".
ليزا ناندي
صوّتت لصالح صفقة جونسون لـ"بريكست"، وقالت في كلمة بمناسبة احتفاظها بمقعدها "لقد كانت هذه النتائج متوقعة. لقد قالوا لنا في المدن الأصغر مثل ويغان (التي تمثلها) إن الأمور ليست بخير.. أنا أنصت، وسمعتكم وسأبذل جهدي انطلاقاً من هذا اليوم لأجلب لكم حزب "العمال"، وهو ما يُعتبر طلاقاً مع "الكوربينية" السياسية.