كشفت مصادر مصرية خاصة عن دخول شحنة أسلحة إماراتية ضخمة إلى مليشيات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، التي تشنّ منذ إبريل/ نيسان الماضي عملية عسكرية على العاصمة طرابلس، الخاضعة لسيطرة حكومة الوفاق الوطني، وذلك عبر الحدود الغربية المصرية، برفقة عدد من العسكريين الإماراتيين والمصريين، في العاشر من نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي.
وقالت المصادر، التي تحدثت لـ"العربي الجديد"، إن الأسلحة التي دفعت بها أبو ظبي لمليشيات حفتر أخيراً جاءت كمحاولة لمعادلة قوة حليفها مع قوات حكومة الوفاق الوطني، بعد اختلال ميزان القوة أخيراً بشكل كبير في ظل خسائر مُنيت بها المليشيات المدعومة من القاهرة وأبوظبي، خصوصاً بعد مقتل عدد من المقاتلين الروس التابعين لإحدى الشركات الخاصة، الذين تعاقدت معهم الإمارات لدعم حفتر في معركة اقتحام طرابلس.
وأوضحت المصادر أن طائرات شحن عسكرية مصرية محملة بالأسلحة حطت في قاعدة الرجمة التي يتخذها حفتر مقراً له، لافتة إلى أن الشحنة تضمنت أجهزة رؤية ليلية، وذخائر مدفعية، وصواريخ محمولة على الكتف مضادة للمدرعات، وأخرى مضادة للطائرات وصواريخ جو ــ أرض، بالإضافة إلى طائرات من دون طيار. وأوضحت أنه عقب وصول تلك الأسلحة بنحو 4 أيام، وصل عدد من العسكريين الإماراتيين إلى الأراضي الليبية عبر مصر، للقيام بمهمات متعلقة بقيادة العمليات اللوجستية، وإدارة عملية استخدام الطائرات المسيرة.
وفي سياق مختلف، كشفت مصادر ليبية مُطلعة عن دخول روسيا في مفاوضات سرية مع إحدى الكتائب الموالية لحكومة الوفاق، لإطلاق سراح أشخاص يحملون الجنسية الروسية أُلقي القبض عليهم في أوقات متفرقة من العام الحالي. وقالت المصادر، التي تحدثت لـ"العربي الجديد"، إن روسيا استقبلت قيادات لمليشيات مسلحة أخيراً في العاصمة موسكو، لإجراء مفاوضات تتضمن إطلاق سراح مواطنيها، من بينهم باحثان يدعيان مكسيم شويقلي وسامر حسن علي سفيان، قيل إنهما باحثان في الصندوق الوطني الروسي لحماية القيم والمركز الفيدرالي للعلوم والتكنولوجيا بموسكو، قبل أن تلقي القبض عليهم مجموعة مسلحة من مقاتلي الزاوية.
وأوضحت المصادر الليبية المقربة من حكومة الوفاق أن شويقلي وسفيان تستّرا تحت مظلة العمل البحثي، للقيام بأعمال تجسسية تضرّ بالمصالح الليبية، وأجريا لقاءً مع سيف الإسلام القذافي نجل العقيد الراحل معمر القذافي، ونقلا له رسائل روسية. وأكدت المصادر أن هناك آخرين يحملون الجنسية الروسية تسعى موسكو لتسلّمهم، بعد أسرهم من جانب المقاتلين التابعين لحكومة الوفاق خلال العمليات العسكرية الجارية في محيط طرابلس، حيث كانوا يقاتلون لمصلحة حفتر، بعدما جرى التعاقد مع شركة روسية خاصة على غرار "بلاك ووتر" الأميركية. وبحسب المصادر، فإن وفداً ضم ثلاث شخصيات تنتمي إلى كتائب مسلحة من القوات الخاصة بحماية العاصمة طرابلس، سافر إلى موسكو أخيراً، بناءً على مطلب روسي لحكومة الوفاق، في محاولة لتسلُّم مواطنيها المحتجزين هناك.