إيران تحاول احتواء الاحتجاجات بمساعدات نقدية... وقتلى بالعشرات

19 نوفمبر 2019
197E5316-0133-455A-997B-E2298DD815C8
+ الخط -
يسود الهدوء المدن الإيرانية التي شهدت احتجاجات واسعة في الأيام الماضية على خلفية رفع أسعار البنزين ثلاثة أضعاف، وقالت منظمة العفو الدولية إن عدد القتلى تجاوز المائة، في وقت بدأت الحكومة بتوزيع مساعدات نقدية لـ60 مليون إيراني.
وبدأت الحكومة اليوم الثلاثاء، بتوزيع أول دفعة من المساعدات، وهي ضمن خطة لتأمين موارد مالية للأسر المتوسطة الدخل، من خلال عوائد ارتفاع أسعار البنزين. وتشمل المساعدات 60 مليون إيراني، يشكّلون 18 مليون أسرة إيرانية، وستُنفّذ على ثلاث مراحل تمتدّ ثلاثة أيام، (الثلاثاء، والأربعاء، والخميس)، يتمّ في كلّ منها توزيع 20 مليون ريال من المساعدات.

وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني، قد شرح الجمعة، أسباب رفع سعر البنزين، قائلا: "لا يتصور أحد أن الحكومة اتخذت هذا القرار لصعوبة الوضع الاقتصادي ولتعويض عجز الموازنة، ليس الأمر هكذا أبدا، ولن يذهب العائد إلى خزانة الدولة"، مؤكداً أن هذا الإجراء "جاء لمصلحة الناس والشرائح التي تعاني من المشاكل الاقتصادية"، لافتاً إلى أن الحكومة تعتزم تقديم دعم للأسر الأكثر تضرراً لتوفير حاجاتها الأساسية.

من ناحية أخرى، نقلت وكالة "رويترز" للأنباء، عن متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، قوله إنه لديه تقارير عن أن عدد القتلى في مظاهرات إيران "بالعشرات"، مضيفاً أن حجم الضحايا "خطير للغاية على نحو واضح".

وأبدى مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قلقه العميق من استخدام قوات الأمن الإيرانية الذخيرة الحية ضد المتظاهرين، وحثّ السلطات على الحدّ من استخدام القوة لتفريق الاحتجاجات التي أطلقت شرارتها زيادة في أسعار الوقود.

كما دعا المتحدث باسم المكتب روبرت كولفيل السلطات في إيران إلى إعادة خدمة الإنترنت المقطوعة منذ يوم السبت، واحترام حق المتظاهرين في حرية التعبير والتجمع السلمي.
وفي وقت لاحق، قالت منظمة "العفو الدولية"، بحسب ما أوردته "رويترز"، إن ما لا يقل عن 106 محتجين لاقوا حتفهم في 21 مدينة في إيران خلال الاضطرابات. وأضافت المنظمة في بيان "تعتقد المنظمة أن العدد الحقيقي للقتلى قد يكون أعلى من ذلك بكثير حيث تشير بعض التقارير إلى مقتل نحو 200".

مقتل 3 من القوات الإيرانية

إلى ذلك، أشارت وكالة "فرانس برس" إلى أن وكالتي الأنباء الإيرانيتين "فارس" و"إسنا" أعلنتا ليل الاثنين الثلاثاء، أن "مثيري شغب" قتلوا ثلاثة من عناصر قوات حفظ النظام الإيرانية بالسلاح الأبيض في غرب العاصمة طهران. وذكرت الوكالتان، نقلاً عن بيان للحرس الثوري، أن أحد القتلى يدعى مرتضى إبراهيمي، وكان ضابطاً في الحرس الثوري، والاثنين الآخرين هما مجيد شيخي ومصطفى رضائي من أفراد الباسيج. وأوضحتا أن "مثيري شغب قتلوا (الرجال الثلاثة) بوساطة سلاح أبيض بعد تطويقهم في كمين"، نُصب في محافظة طهران غرب العاصمة.

وذكرت وكالة "فارس" أن إبراهيمي رزق "أخيراً (...) بطفل ثانٍ" وأن شيخي ورضائي يبلغان من العمر 22 و33 عاماً. وسيتم تشييع القتلى الثلاثة غداً الأربعاء. وأعلن التلفزيون الحكومي أن "مراسم وداع" لاثنين منهم ستنظم بعد ظهر اليوم الثلاثاء في طهران.


الحرس الثوري: اعتقال 150 من قادة الاحتجاجات

من جهته، أعلن الحرس الثوري الإيراني، أمس الاثنين، اعتقال 150 شخصاً من قادة الاحتجاجات في محافظة البرز، شمالي البلاد. وقال قسم العلاقات العامة، التابع للحرس الثوري، إن استخبارات الحرس تمكنت خلال أحداث اليومين الأخيرين من الكشف والقبض على من وصفتهم بـ"المخربين"، بحسب وكالة "فارس" للأنباء.
 
وأضاف، وفق ما أوردته "الأناضول"، أن البعض منهم أقرّوا بأنهم كانوا يعملون لدى أشخاص مدربين خارج وداخل البلاد، وتلقوا مبالغ نقدية لإحراق وتدمير المراكز والممتلكات العامة.

وأفادت وسائل الإعلام الرسمية بإحراق ما لا يقل عن 100 بنك وعشرات المباني. وأشارت صحيفة متشددة في إيران، اليوم الثلاثاء، إلى أن من قادوا الاحتجاجات العنيفة سيتم إعدامهم شنقاً.
وقالت صحيفة "كيهان"، وفق "أسوشييتد برس": "تفيد بعض التقارير بأن السلطة التشريعية تعتبر أن الإعدام شنقاً لزعماء الشغب عقوبة مؤكدة، من دون أن تورد تفاصيل إضافية.

من جهته، أعلن المتحدث باسم السلطة القضائية غلام حسين إسماعيلي، في مؤتمر صحافي، اعتقال عدد من الأفراد الملكيين، (أي الذين يدعون لعودة النظام السابق)، فضلاً عن عناصر من "مجاهدي خلق"، مشيراً إلى أنه سيتمّ لاحقاً الكشف عن معلومات حولهم.

إلى ذلك، خرجت في عدد من المدن الإيرانية مسيرات مضادة داعمة للسلطة، ذكّرت بمسيرات عام 2009 التي أنهت الاحتجاجات المعارضة.

وفي سياق آخر، أكد وزير الاتصالات الإيراني محمد جواد جهرمي أن لا علم لديه بموعد إعادة تشغيل الإنترنت، حين قال المتحدث باسم الحكومة علي ربيعي إنّ خدمة الإنترنت ستعود بشكل تدريجي في حال عودة الهدوء إلى المحافظات.



ظريف: التصريحات الأميركية والأوروبية "كذبة مخجلة"

سياسياً، وصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، التصريحات الأميركية والأوروبية الداعمة للشعب الإيراني بـ"الكذبة المخجلة".

جاء ذلك في بيان نُشر على موقع الخارجية الإيرانية، وأوردت تفاصيله "الأناضول"، انتقد فيه مواقف الولايات المتحدة الأميركية وبعض دول الاتحاد الأوروبي حيال التظاهرات الجارية في بلاده بسبب رفع أسعار الوقود.
وأوضح ظريف أن الولايات المتحدة الأميركية تمارس إرهاباً اقتصادياً بحق إيران، وتمنع وصول الدواء والغذاء إلى المرضى والمسنين. وأضاف أن من يقوم بهذه الممارسات، لا يمكن أن يدّعي بأنه يدافع عن الشعب الإيراني.

وفي وقت سابق، أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، دعم بلاده للمتظاهرين في إيران. كما انتقد ظريف دعوة بعض دول الاتحاد الأوروبي، الحكومة الإيرانية إلى احترام حق التظاهر قائلاً: "حق التظاهر مذكور في الدستور الإيراني، لذا لا داعي لأنظمة تتبع سياسة ازدواجية المعايير، أن تذكّرنا بذلك".

وأشار الوزير الإيراني إلى أن الاتحاد الأوروبي عجز عن اتخاذ أي موقف حيال "الإرهاب الاقتصادي" الذي تمارسه الولايات المتحدة الأميركية ضد طهران. وتابع قائلاً: "الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة سيتحملان عواقب استفزازاتهما الخطيرة".

وكانت عدة دول في الاتحاد الأوروبي قد دعت، في وقت سابق، حكومة طهران إلى احترام حق الشعب الإيراني في التظاهر.

(العربي الجديد)

ذات صلة

الصورة
يهود إصلاحيّون يطالبون من أمام الكونغرس بوقف دعم إسرائيل عسكرياً (العربي الجديد)

سياسة

اجتمع الثلاثاء أكثر من 50 يهودياً إصلاحياً مع أعضاء الكونغرس في الكابيتول هيل، للضغط من أجل فرض حظر على تصدير الأسلحة للجيش الإسرائيلي، ووقف تمويل إسرائيل
الصورة
دبابة إسرائيلية تسير على طول الحدود مع قطاع غزة 7 أغسطس 2024 (أمير ليفي/Getty)

سياسة

قال مسؤلون أميركيون رفيعو المستوى في البيت الأبيض ووزارتي الخارجية والدفاع إنهم لا يتوقعون أن تصل إسرائيل وحماس إلى اتفاق قبل انتهاء ولاية الرئيس بايدن.
الصورة
مصياف \ آثار غارات إسرائيلية، 9 سبتمبر 2024 (لؤي بشارة/ فرانس برس)

سياسة

قال موقع أكسيوس إن وحدة من قوات النخبة بالجيش الإسرائيلي شنّت غارة قبل أيام دمّرت خلالها مصنعاً للصواريخ الدقيقة تحت الأرض شيّدته إيران في مصياف وسط سورية.
الصورة
خالد شيخ محمد عقب القبض عليه في مارس 2003 (Getty)

سياسة

في صباح الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001، كان خالد شيخ محمد يجلس في مقهى في كراتشي بدولة باكستان، عندما شاهد الطائرة الأولى تصطدم ببرج التجارة العالمي