دعوات لإضراب عام الأحد في العراق وسط استمرار المظاهرات

16 نوفمبر 2019
يستمر حشد المتظاهرين في بغداد (فرانس برس)
+ الخط -
دعا ناشطون لتنفيذ إضراب عام في العراق، يوم الأحد، عبر منشورات وبيانات بالشوارع والتجمعات العامة وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، كما دعوا لإطلاق أكبر حملة ضجيج عبر أبواق السيارات، تعبيرا عن رفض الإجراءات الحكومية، بعد يوم واحد من التفجيرات التي استهدفت ساحة التحرير في بغداد، وساحة الحبوبي في الناصرية مركز محافظة ذي قار جنوبي البلاد.


يأتي ذلك بينما دفعت السلطات بقوات جديدة إلى محافظة ذي قار، للمرة الثانية في غضون أسبوع، بهدف السيطرة على التظاهرات التي اتسعت بشكل غير مسبوق، وامتدت لقرى وبلدات صغيرة على أطراف المحافظة، وتخللها حرق منازل مسؤولين محليين وضباط أمن متهمين بالفساد.

وعصر السبت، بدأ ناشطون بتوزيع بيانات الإضراب في بغداد ومدن جنوب ووسط البلاد، رغم تحذيرات حكومية سابقة من مغبة الاستجابة لهذه الدعوات، لكن اتحاد العمال العراقيين ونقابة المعلمين واتحاد الصناعيين ونقابة الفلاحين ونقابة الأكاديميين، عبّروا عن استجابتهم لدعوات الإضراب، عبر تصريحات وبيانات رسمية.

وتأتي هذه الدعوات تعبيراً عن التضامن مع المتظاهرين المطالبين بإقالة الحكومة، وإجراء انتخابات مبكرة، وتعديل الدستور، وإصلاح الوضع العام في العراق، ومحاكمة المتورطين بالفساد. ويهدف الإضراب، بحسب ناشطين، إلى جذب انتباه المجتمع المحلي والدولي، لما يتعرض له المتظاهرون في العراق، من استخدام للقوة المفرطة واعتقالات عشوائية واستهداف مباشر بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي.


ودعا ناشطون آخرون إلى أن تكون الساعة 2 ظهر يوم الأحد، موعداً لإطلاق أبواق السيارات في بغداد والجنوب، في وقت واحد، لإسماع سكان المنطقة الخضراء. وقال علي ربيع وهو أحد الناشطين، لـ"العربي الجديد"، إنّ المطلوب ليس استخدام "أبواق أو منبهات السيارات فقط بل كل شيء يصدر صوتاً حتى لو كان قدور المطابخ".


في الأثناء، شهدت ساحة الخلاني وجسر السنك الذي يمثل امتداداً للساحة في العاصمة بغداد، مساء السبت، توافداً لأعداد كبيرة من المحتجين الذين تمركزوا في الساحة وعلى الجزء الشرقي من الجسر، كما قام المئات من المتظاهرين باعتلاء مرآب للسيارات مكون من عدة طوابق، وضعوا عليه لافتة كبيرة مكتوب عليها "جبل شهداء التحرير"، موضحين أنه يمثل نسخة جديدة من المطعم التركي المعروف بـ"جبل أحد" في ساحة التحرير.

وقال ناشطون مشاركون بتظاهرات بغداد، إنّ تظاهرة ساحة التحرير امتدت لتتصل بساحة الخلاني وصولاً إلى جسر السنك بعد تزايد الأعداد بشكل كبير، خلال المساء، موضحين لـ"العربي الجديد"، أنّ المتظاهرين يصرون على البقاء على جسر السنك حتى تحقيق مطالبهم.

وردد المتظاهرون هتافات مناهضة للحكومة وأناشيد وطنية في ساحة الخلاني، وفوق جسر السنك المؤدي إلى مبنى التلفزيون الحكومي والسفارة الإيرانية.

كما أقام متطوعون من المتظاهرين نقاط تفتيش في محيط ساحة التحرير، للتأكد من عدم تهريب أي أسلحة أو متفجرات إلى الساحة، لتجنّب تكرار حوادث التفجيرات التي أربكت الأمن، مساء الجمعة.

وقالت مصادر أمنية عراقية، لـ"العربي الجديد"، إنّ قوات خاصة انتشرت بكثافة في محيط السفارة الإيرانية الواقعة في الجانب الثاني من جسر السنك، موضحة أنّ الانتشار الأمني امتد ليشمل مبنى الإذاعة والتلفزيون القريب، وعدداً من منازل المسؤولين ومقرات الأحزاب خشية وصول المتظاهرين إليها خلال الليل.


وفي البصرة، جنوبي البلاد، وافق المعتصمون عند بوابة ميناء أم قصر على انسحاب مشروط من بوابة الميناء التي أغلقوها، مساء الجمعة.


وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ مسؤولين محليين وعدوا المتظاهرين بتلبية مطالبهم، خلال أيام، على أن ينسحبوا ويفتحوا الحركة أمام الشاحنات الداخلة والخارجة من الميناء الحيوي.

وفي السياق، أكد مدير شركة الموانئ العراقية صفاء المالكي، إعادة افتتاح ميناء أم قصر، موضحاً، في تصريح لإذاعة محلية، أنّ "مفاوضات جرت مع المحتجين الذين أغلقوا الميناء، وتم الاتفاق معهم على توفير فرص عمل لهم في الميناء مقابل انسحابهم وفتح البوابة أمام حركة التجارة".

ودعت لجنة حقوق الإنسان في البرلمان، السلطات العراقية إلى الحفاظ على حياة المدنيين وفقاً للقوانين الدولية، موضحة، في بيان، أنها تدين اغتيال الناشط عدنان رستم في منطقة الحرية شمالي العاصمة بغداد.

وذكرت اللجنة الحكومة العراقية بخطورة عمليات اغتيال الناشطين، مشيرة إلى أنها "تكرر مخاوفها بشأن خطف واغتيال الناشطين والمدونين والمنظمات المدنية"، داعية الأجهزة الأمنية إلى كشف ملابسات اغتيال الناشط عدنان رستم.


ودعا المرجع الديني العراقي الأبرز علي السيستاني، أمس الجمعة، الحكومة إلى الاستجابة السريعة لمطالب المتظاهرين، مجدداً دعمه للاحتجاجات التي قال إنها "الطريق الشرعي لإجراء الاصلاح". إلا أنّ السلطات العراقية لم تستجب لهذه الدعوة، في وقت استمرت فيه قوات مكافحة الشغب بقمع المتظاهرين في بغداد ومدن الجنوب.


وفي السياق، قال عضو البرلمان عن تحالف "الفتح"، وهو الجناح السياسي لـ"الحشد الشعبي" المدعوم من إيران، مختار الموسوي، إنه "من الصعب الاستجابة لدعوات المرجعية خلال أيام"، مضيفاً، في تصريح صحافي، أنّ "الأمر يقتضي وقتاً وميزانية".