قوات النظام السوري تشتبك مع "الجيش الوطني" بريف رأس العين

27 أكتوبر 2019
اشتباكات متواصلة رغم اتفاق "سوتشي" (فرانس برس)
+ الخط -
تجددت الاشتباكات في ريف مدينة رأس العين الجنوبي الشرقي، شمال غرب محافظة الحسكة، بين "الجيش الوطني" المدعوم من القوات التركية من جهة، وعناصر "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) المدعومة من قوات النظام السوري من جهة أخرى، وسط إعلانات متبادلة بين الطرفين عن السيطرة على قرى جديدة في المنطقة.

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" إن "وحدات من الجيش العربي السوري سيطرت على 4 قرى جديدة في ريف رأس العين وهي أم حرملة، باب الخير، أم عشبة، الأسدية، وقلصت المسافة باتجاه الحدود التركية إلى 3 كم". وأضافت الوكالة أن "وحدات من الجيش العربي السوري خاضت اشتباكات ضد قوات الاحتلال التركي بريف رأس العين"، على حد وصفها.

غير أن مصادر محلية قالت لـ"العربي الجديد" إن الاشتباكات جرت بين قوات النظام السوري وقوات من "الجيش الوطني" السوري مدعومة من القوات التركية، وذلك خلال محاولة تقدم من قوات النظام في المنطقة، والسيطرة على مناطق يسيطر عليها الجيش الوطني.

وقال بيان للجيش التركي إن جندياً تركياً قتل خلال هذه الاشتباكات، وأصيب خمسة آخرون في منطقة رأس العين، بعد هجوم بالصواريخ وقذائف الهاون على مواقعهم، معتبرا ذلك خرقا لاتفاق سوتشي الموقع مع روسيا بشأن الترتيبات في هذه المنطقة.


من جانبها، أعلنت "قسد" أنها ستعيد انتشارها في مواقع جديدة بعيدة عن الحدود التركية – السورية، وذلك "حقنا للدماء ولتجنيب سكان المنطقة آلة الحرب التركية".

وقالت، في بيان لها، لـ"قسد" إنه "بعد المناقشات المكثفة مع روسيا الاتحادية حول تحفظاتنا السابقة، وافقنا على تطبيق مبادرتها بوقف العدوان التركي على شمالي شرقي سورية والتي جاءت استنادا إلى اتفاقية سوتشي المبرمة في 22 أكتوبر/ تشرين الأول 2019. إن قوات سورية الديمقراطية تعيد انتشارها بمواقع جديدة بعيدة عن الحدود التركية – السورية، وذلك حقنا للدماء ولتجنيب سكان المنطقة آلة الحرب التركية، فيما تقوم قوات حرس الحدود التابعة للحكومة المركزية بالانتشار على طول الحدود السيادية السورية مع الدولة التركية".

وأكد المتحدث باسم "قسد" مصطفى بالي، في حديث للصحافيين في وقت لاحق، أن قواتهم انسحبت من قرية سنجق سعدون في الريف الجنوبي لناحية عامودا، بريف الحسكة، لمسافة 32 كم بإشراف روسيا.

وأضاف أن روسيا ستكون ضامنةً لإطلاق عملية حوار سياسيٍ بين الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سورية وحكومة دمشق، لإيجاد حلٍ سياسيٍ في المنطقة.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن نحو 50 سيارة عسكرية تابعة لـ "قسد" تقل قرابة 200 عنصر انسحبت من مدينة عامودا باتجاه مدينة الحسكة.

وبحسب وكالة "سمارت" المحلية، فإن رتلاً عسكرياً مؤلفاً من نحو 25 عربة وآلية عسكرية على متنها عناصر مشاة انسحب من قرية الخالدية جنوب مدينة تل أبيض باتجاه مدينة عين عيسى.

وكانت أعداد كبيرة من قوات النظام السوري قد انتشرت أمس في المنطقة، وخاصة طريق حلب - الحسكة (إم 4)، وهي تحاول التوسع في المنطقة على حساب المناطق التي سيطرت عليها مؤخرا قوات "الجيش الوطني" والقوات التركية.

من جهته، أعلن "الجيش الوطني السوري" سيطرته على قرية لوذي شرق رأس العين، فيما تدور اشتباكات بين الجانبين في محيط قرية باب الخير شرق رأس العين.

وقالت مصادر محلية إن قوات "قسد" شنت هجوماً كبيراً ضد "الجيش الوطني" في قرية باب الخير، وحاولت استعادتها بعد أن سيطر الأخير عليها، وذلك بالتزامن مع وصول رتل عسكري لقوات النظام السوري يتألف من ناقلتي جند وحافلتين وخمس سيارات إلى قرية أبو راسين للانتشار فيها، فيما قال شهود عيان إن مجموعات للنظام انتشرت بقرية زركان قرب تل تمر.

وأعلن الجيش الوطني، في وقت سابق السبت، التصدي لمحاولة تقدم من قبل قوات النظام السوري والمليشيات الكردية على الطريق الواصل بين مدينة رأس العين وناحية تل تمر.

وتأتي الاشتباكات تلك رغم الاتفاق الذي توصلت إليه كل من روسيا وتركيا في الـ22 من الشهر الجاري يقضي بانسحاب "قسد" بعمق 32 كيلومتراً خلال 150 ساعة، على أن يسيّر البلدان دوريات مشتركة عقب عملية الانسحاب.

وكانت تركيا قد أوقفت عمليتها العسكرية التي أطلقتها في الـ9 من الشهر الجاري، وسيطرت خلالها على مدينتي تل أبيض ورأس العين، إضافة إلى عشرات القرى في محافظتي الحسكة والرقة، لكنها قالت إنها سوف تستأنف العملية في حال لم تلتزم "قسد" بالانسحاب مع نهاية المهلة المحددة في الاتفاق في الـ29 من الشهر الجاري.