وأضاف أردوغان: "لقد أبرمنا تفاهماً تاريخياً مع السيد بوتين بخصوص مكافحة الإرهاب وضمان وحدة أراضي سورية ووحدتها السياسية وعودة اللاجئين". وأكد أن الهدف الرئيس للعملية العسكرية التركية هو "إخراج الإرهابيين من المنطقة وتأمين عودة السوريين إلى مناطقهم".
وشدد: "سيخرج إرهابيو تنظيم "ي ب ك" مع أسلحتهم من المنطقة حتى عمق 30 كم خلال مدة 150 ساعة تبدأ الساعة 12.00 ظهر الأربعاء".
كما لفت الرئيس التركي إلى أن مليشيات "وحدات حماية الشعب" الكردية ستنسحب من تل رفعت ومنبج.
وأشار أردوغان إلى أنه تم بحث الأوضاع في منطقة خفض التصعيد بإدلب أيضاً، وأعرب عن ارتياحه للهدوء النسبي القائم في إدلب وتراجع الهجمات.
وقال: "الأراضي السورية كانت منطقة صراعات في فترة سابقة وبعد سنوات من الجهود التركية عاد إليها السلام والاستقرار".
وأضاف أردوغان: "نأمل أن تفتح اللجنة الدستورية الباب أمام تحول سياسي شامل يلبي التطلعات المشروعة للسوريين". وتابع: "سنُقدم على مشاريع مع أصدقائنا الروس، من شأنها تسهيل العودة الطوعية للاجئين السوريين".
وأوضح الرئيس التركي أن بلاده تستضيف 3 ملايين و650 ألف سوري، بينهم 350 ألف كردي، و"علينا اتخاذ خطوات تنهي معاناة البعد عن الوطن".
ومضى قائلا: ستتخذ كلتا الدولتين (تركيا وروسيا) تدابير لازمة لمنع تسلل الإرهابيين، وسيتم إنشاء آلية مشتركة لتحقيق هذا الهدف".
وفي سياق متصل، تلا وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو البيان المشترك الذي جاء فيه أن الشرطة العسكرية الروسية ستُخرج عناصر المليشيات الكردية وأسلحتهم حتى مسافة 30 كم من الحدود التركية.
وأضاف البيان أن جميع عناصر تنظيم "الوحدات" مع أسلحتهم سيتم إخراجها من منطقتي منبج وتل رفعت بريف محافظة حلب.
وأشار إلى أن الجيشين التركي والروسي سيبدآن تسيير دوريات مشتركة بعمق 10 كم بشرق وغرب منطقة العمليات التركية شمال شرقي سورية.
وأكد أنه سيتم الحفاظ على الوضع الراهن في المنطقة الواقعة ضمن العملية التي تضم مدينتي تل أبيض ورأس العين.
من جهة أخرى، جاء في الإعلان المشترك للقمة أن البلدين "مصممان على محاربة الإرهاب وتعطيل المشاريع الانفصالية في الأراضي السورية".
بدوره، أكد الرئيس الروسي أن بلاده "تتفهم الهواجس الأمنية لتركيا، واتخاذها خطوات باتجاه حماية أمنها القومي".
وقال بوتين: "نتفهم الهواجس الأمنية لتركيا، وقلنا عدة مرات إننا نتفهم اتخاذ تركيا خطوات باتجاه حماية أمنها القومي"، مضيفاً أن "القرار الذي اتخذ بعد عمل طويل مع الرئيس أردوغان سيحل المشكلة على الحدود السورية مع تركيا".
ولفت بوتين إلى أن تحقيق استقرار دائم في سورية لن يتحقق إلا من خلال احترام وحدة أراضيها. وأضاف "الأتراك والسوريون سيضمنون السلام والاستقرار في المنطقة معاً، ولكن إذا لم يكن هناك احترام متبادل، فلن يكون ذلك متاحاً".
تأمين عودة اللاجئين
أشار الرئيس الروسي إلى أنه ناقش مع أردوغان المساعدات الإنسانية أيضاً، مشدداً على ضرورة تأمين عودة اللاجئين إلى وطنهم بأسرع وقت.
ويمدد الاتفاق الهدنة التي توسطت فيها الولايات المتحدة، كما يسلط الضوء على التغيرات المذهلة في سورية منذ أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن انسحاب القوات الأميركية قبل أسبوعين قبيل الهجوم الذي بدأته تركيا عبر الحدود.
وينص اتفاق اليوم على عودة قوات النظام السوري إلى الحدود إلى جانب قوات روسية لتحل هذه القوات محل الأميركيين الذين تولوا حراسة المنطقة لسنوات مع حلفائهم الأكراد السابقين.
وبموجب الاتفاق الذي أبرم بين بوتين وأردوغان قالت الدولتان إن الشرطة العسكرية الروسية ستشرع مع قوات حرس الحدود السورية في إبعاد "وحدات حماية الشعب" الكردية مسافة 30 كيلومتراً من الحدود التركية يوم الأربعاء.
وستقوم القوات الروسية والتركية بعد ذلك بستة أيام بالبدء في تسيير دوريات مشتركة في نطاق عشرة كيلومترات في "المنطقة الآمنة" التي تسعى أنقرة منذ فترة طويلة لإقامتها في شمال شرق سورية.
وبعد محادثات استغرقت ست ساعات مع أردوغان في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود عبر بوتين عن رضاه عن القرارات التي وصفها بأنها "مهمة جداً إن لم تكن بالغة الأهمية لإنهاء وضع متوتر جداً على الحدود السورية التركية".
ووصف مسؤول تركي بارز الاتفاق بأنه "ممتاز" كونه سيحقق لتركيا هدفها الذي تنشده منذ فترة طويلة بإقامة شريط حدودي لا توجد به "وحدات حماية الشعب" الكردية التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية بسبب صلاتها بمتمردين داخل تركيا.
وكان الاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة الأسبوع الماضي وانتهى عند الساعة 19:00 بتوقيت غرينتش اليوم الثلاثاء يقتصر على الجزء الأوسط من القطاع الحدودي بين مدينتي تل أبيض ورأس العين السوريتين حيث ركزت القوات التركية هجومها العسكري.
وبموجب الاتفاق مع موسكو فإن المنطقة الحدودية التي سيتطلب من "وحدات حماية الشعب" الكردية الانسحاب منها يزيد طولها ثلاث مرات عن حجم الأراضي التي شملها الاتفاق الأميركي التركي، حيث يشمل معظم المنطقة التي كانت تركيا ترغب في إدراجها ضمن الاتفاق.
وإلى جانب أردوغان، شارك في الاجتماع المتحدث باسم الرئاسة إبراهيم قالن، ووزراء الخارجية مولود جاووش أوغلو، والخزانة والمالية براءات ألبيراق، والدفاع خلوصي أكار، ورئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان.
وفي 9 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أطلق الجيش التركي، بمشاركة الجيش الوطني السوري، عملية عسكرية في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سورية، ضد المليشيات الكردية.
(العربي الجديد، وكالات)