وقال المتحدث باسم "الجيش الوطني السوري"، لـ"العربي الجديد"، إنهم تأكدوا، صباح اليوم، من إخلاء "قسد" لمواقعها بشكل كامل في مدينة رأس العين بريف الحسكة، شمالي سورية.
وأضاف الرائد يوسف حمود أنّ الاتفاق التركي الأميركي حول انسحاب "قسد" ينصّ على عدم دخول "الجيش الوطني السوري" والجيش التركي إلى النقاط التي يجري الانسحاب منها قبل مضي مهلة الأيام الخمسة الممنوحة للمليشيا من أجل الانسحاب من "المنطقة الآمنة" التي تريد تركيا إنشاءها.
وشدد على التزام الاتفاق بشكل تام، وأنّه لن يُدخَل إلى تلك المناطق قبل انتهاء المهلة الممنوحة للمليشيا، وفقاً للاتفاق الأميركي التركي.
واستمرّ الهدوء لليوم الرابع على التوالي على محاور العملية العسكرية التي يشنّها الجيشان "الوطني السوري" والتركي على مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، وذلك منذ صباح الجمعة الماضي بعد إعلان أنقرة وواشنطن التوصل إلى اتفاق يقضي بمنح المليشيا مهلة خمسة أيام للانسحاب إلى عمق 32 كلم داخل الأراضي السورية بعيداً عن الحدود التركية.
وبدوره، ذكر وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، في تصريح له اليوم الاثنين، أنه بقيت 35 ساعة من المدة المحددة لـ"انسحاب الإرهابيين بموجب الاتفاق التركي الأميركي".
وأضاف جاووش أوغلو، في كلمة ألقاها خلال افتتاح منتدى "تي آر تي وورلد" الذي انطلقت فعالياته في إسطنبول، أنه "إذا لم ينسحب الإرهابيون (من المنطقة الآمنة)، فإن عملية نبع السلام ستُستأنف".
وأكد وزير الخارجية التركي أن "الأكراد ليسوا أعداءً" لبلاده، وأن القوات التركية تستهدف المليشيات الكردية فقط في الشمال السوري.
وأوضح أن بلاده ليست ضد المكون الكردي، وأنها استقبلت 350 ألفاً منهم لجأوا من سورية، مشيراً إلى أن علاقات أنقرة مع إقليم شمالي العراق جيدة للغاية.
وتابع قائلاً: "انتشرت مع عملية (نبع السلام) مقولة (الأتراك والأكراد)، وهي خاطئة جداً، فالأكراد ليسوا أعداءنا".
وأشار إلى أنّ بلاده اضطرت إلى القيام بالعملية العسكرية بمفردها بسبب عدم تلقيها دعماً من حلفائها.
وحول الزيارة المرتقبة للرئيس رجب طيب أردوغان لروسيا، غداً الثلاثاء، قال: "سنلتقي في مدينة سوتشي مع الرئيس الروسي بوتين، وهذا اللقاء سيكون مهماً للغاية"، وجدد تأكيده أن "تركيا تؤمن بأن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع القائم في سورية".
وبدأ الجيشان الوطني السوري والتركي في التاسع من الشهر الجاري بعملية عسكرية ضد "قسد" بدأت في محاور تل أبيض ورأس العين، وتمت على أثرها السيطرة على مدينة تل أبيض وأجزاء من مدينة رأس العين، وعشرات القرى في محيطهما.
دورية روسية في منبج
إلى ذلك، دخلت دورية عسكرية روسية، الاثنين، إلى مدينة منبج في محافظة حلب شمالي سورية، بالتزامن مع بداية إضراب في المدينة رفضاً لدخول قوات النظام السوري إليها بالاتفاق مع مليشيات "قسد".
وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ دورية عسكرية روسية مؤلفة من ثلاث عربات مصفحة جالت، اليوم، في مدينة منبج، وتوجهت إلى محور عون الدادات المقابل للمناطق الخاضعة لسيطرة "الجيش الوطني السوري" شمال المدينة.
وذكرت المصادر أنّها الدورية الثالثة منذ إعلان "قوات سورية الديمقراطية"، الأسبوع الماضي، الاتفاق مع النظام السوري على نشر قواته في المناطق الخاضعة لسيطرتها بهدف التصدي للعملية التركية ضد الميليشيا، التي بدأت في التاسع من الشهر الجاري.
وجاء تجوال الدورية الثالثة بالتزامن مع بدء إضراب من قبل الأهالي والتجار في المدينة احتجاجاً على دخول قوات النظام السوري إليها.
وقالت مصادر أهلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ معظم المحلات التجارية في المدينة أغلقت، صباح اليوم، تنفيذاً لدعوة من أجل الإضراب تحت عنوان "يوم الغضب المنبجي".
وأوضحت المصادر أنّ الإضراب تفاوت في المدينة، حيث شهدت معظم المناطق إضراباً تاماً، ومن بينها حيّ السرب والسوق الرئيسي والسوق المسقوف وسوق السلالين وشارع الكواكبي وسوق العكاشين وشارع الحديقة العامة وطريق حلب.
ورافق ذلك دعوات من قبل ناشطين لأبناء المدينة المجندين ضمن صفوف "قسد" تحثهم على رمي سلاحهم والمشاركة في الإضراب، احتجاجاً على دخول قوات النظام إلى المدينة.
ويتخوف الأهالي في المدينة من سيطرة النظام التي قد تؤدي إلى شنّ الأخير حملات اعتقال ضد معارضيه، فضلاً عن حملات تجنيد إجباري قد تقوم بها قواته.
ومن المتوقع مناقشة مصير المدينة، يوم غد الثلاثاء، خلال زيارة الرئيس التركي لنظيره الروسي في موسكو.