وأضاف في حديث مع "العربي الجديد"، أنه "خلال 48 ساعة كان هناك تقدم واضح بالشراكة مع الجيش التركي، في أطراف تل أبيض ورأس العين، حيث هناك احتجاز لعدد كبير من المدنيين داخل هاتين المدينتين من قبل تنظيم " ب ي د" (حزب الوحدة الديمقراطي) وجناحه العسكري، "وحدات حماية الشعب" الكردية"، موضحاً أنّه "بسبب احتجاز المدنيين من قبل التنظيم، اعتمد "الجيش الوطني" أسلوب التقدم في المحيط، ولم يتقدم مباشرة في عمق المدن، وذلك حرصاً على حياة المدنيين، ونُشر قناصون من قبل القوات، من أجل التعامل مع عناصر التنظيم المنتشرين في المدن". وأضاف: "حتى الآن سيطرنا على 12 قرية قرب الحدود، وعدد من النقاط المتقدّمة، والتقدّم مستمر، إلا أن حماية المدنيين هي الأولوية، وإن كان ذلك سيؤدي إلى بطء في عملية التقدم".
وعن الفصائل المشاركة في العملية، قال الجابر: "تشارك في العملية فصائل المعارضة المندمجة في جسم "الجيش الوطني" ضمن سبعة فيالق، وحتى الآن هناك مشاركة مباشرة للفيلق الأول والثاني، وهناك أيضاً المزيد من القوات من الفيالق الأخرى التي بدأت بالسير إلى نقاط الجبهات".
وعن مشاركة "الجبهة الوطنية للتحرير" في العمليات، أوضح أن الأخيرة "باتت جزءاً من الجيش الوطني، وتحت قيادة واحدة"، مضيفاً أن الأخيرة "باتت موجودة في كل فيالق "الجيش الوطني" وهي موجودة في المعركة، وهناك محاور أخرى عدة، مثل محاور منبج وتل رفعت بريف حلب". وأوضح أنه لا يمكن إقحام كلّ الفيالق في المعركة، لأن هناك نقاطاً في ريف حلب "تحتاج إلى البقاء على استعداد، تحسباً لأي تحرك قد تقوم به المليشيا بالتعاون مع النظام السوري".
وبحسب المتحدث، فإنّه "لا يوجد فرق، ضمن العملية العسكرية، بين المقاتلين والجميع تحت قيادة "الجيش الوطني"، لافتاً إلى أنّ "كل الفيالق لديها مناطق تمركز محددة، إلا أنه في وقت المعركة يتوجه الجميع إلى الجبهة تحت قيادة واحدة". وتابع: "الجيش التركي مشارك في العملية بنحو أساسي عبر المدفعية والطائرات والقناصين والقوات الخاصة، وهو يسير في ذات الجبهة مع "الجيش الوطني" ضد العدو المشترك".
وأشار إلى أن "المعنويات لدى مقاتلي الجيشين مرتفعة، وتدفعهم إلى المعركة رغبتهم في "تحرير المنطقة" وإعادة الأهالي المهجرين إليها." وعن مساحة الأراضي التي ستشملها العملية قال المتحدث: "إن الأيام القادمة ستكشف عنها".
وبدأت العملية بعد ظهر يوم الأربعاء الماضي، بشنّ غارات جوية من الجيش التركي وضربات مدفعية على مواقع المليشيات في منطقتي تل أبيض ورأس العين.
"الجيش الوطني" يسيطر على 34 قرية
إلى ذلك، سيطر "الجيش الوطني السوري" على 34 قرية في منطقة شرقيّ الفرات، بالإضافة إلى معبر مدينة رأس العين والمنطقة الصناعية، ضمن العملية التي يشنها بدعم تركي ضد مليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) التي تقودها "وحدات حماية الشعب" الكردية.
وقال المتحدث باسم "الجيش الوطني السوري" الرائد يوسف حمود لـ"العربي الجديد"، إن قواتهم، بالتعاون مع الجيش التركي، سيطرت على 34 قرية في محوري تل أبيض ورأس العين في ريفي الرقة والحسكة منذ بدء العملية العسكرية يوم الأربعاء الماضي.
والقرى التي تمت السيطرة عليها هي: نص تل، رجم عنوة، أم جرن الصواوين، جاموس، لزكة، العريضة، حويران، الواسطة، شوكان، التروازية، الزيدي، النبهان، الخالدية، الخويرة الكبيرة، الخوير الصغير، الفيلو، الغجير، الغزيل، كشتو تحتاني، كشتو، اليابسة، تل فندر، مشرفة الحاوي، اقصاص، بير عاشق، حميدة، مشرفة الحاوي، مزرعة المسيحي، مزرعة الحاج علي، برزان، تل حلف، أصفر نجار، حلاوة، والسكرية.
وأضاف المتحدث باسم الجيش الوطني لـ"العربي الجديد"، أنه بالإضافة إلى السيطرة على تلك القرى، سيطرت قوات الجيش اليوم بنحو كامل على معبر رأس العين الحدودي مع تركيا، وعلى المدينة الصناعية برأس العين.
وفي سياق متّصل، قال حمود لـ"العربي الجديد"، إن القوات تواصل عملها للسيطرة على قرية عين العروس، والسيطرة عليها تعني فرض حصار شبه كامل على مدينة تل أبيض، من خلال قطع الطريق الواصل بينها وبين مدينة الرقة ومنطقة عين عيسى شمال الرقة.
وبحسب المتحدث، تستمر المواجهات بين "الجيش الوطني" ومليشيات "قسد" في محور تل حلف، غرب مدينة رأس العين في ريف الحسكة الشمالي الغربي. وقال المتحدث إن قوات العملية ضد مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" التي تقودها "وحدات حماية الشعب" الكردية، بسطت سيطرتها على الطريق 712 الواصل بين مدينتي تل أبيض ورأس العين.
وفيما أفادت وكالة "الأناضول" التركية بأن "الجيش الوطني" وصل إلى الطريق الدولي بين الحسكة وحلب "منبج - القامشلي"، نفت مصادر عسكرية عدة من "الجيش الوطني" الوصول إليه، مشيرة إلى أن الطريق يبعد عن الحدود السورية التركية قرابة 25 كيلومتراً في محور رأس العين، و30 كيلومتراً في محور تل أبيض.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع التركية في بيان لها، أن العمليات استمرّت خلال الليلة الماضية بنجاح، مشيرة إلى تحييد 415 عنصراً من عناصر مليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية التي تقود "قسد"، وذلك منذ بدء العملية العسكرية.