وبحسب الصحيفة، فإن "أردوغان شدّد في المكالمة على أن هذا التفجير استفزاز لمرحلة الانسحاب الأميركي، ليرد عليه ترامب بأنه مدرك لذلك".
ونقلت الصحيفة أن أردوغان قال لترامب: "هذا الهجوم استفزازي، يهدف إلى التأثير على قرار انسحابكم"، ليرد عليه ترامب "أعلم ذلك، ولكن لن أتراجع خطوة للوراء، أنا حازم، سننسحب".
وبعد هذه الكلمات، قال أردوغان لترامب "لا تقلقوا من أجل داعش، نحن أتممنا كل الاستعدادات للإقدام على جميع الخطوات المطلوبة"، وجدد التحذيرات التركية المتعلقة بـ"وحدات حماية الشعب" الكردية، وعلاقتها بحزب "العمال الكردستاني"، وأن تركيا عازمة على مواصلة قتال هذه التنظيمات.
ولفتت الصحيفة إلى أن الزعيمين ناقشا اجتماع رئيسي هيئة أركان البلدين، وكان على الخط كل من مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، والمتحدث باسم الرئاسة إبراهيم قالن، إذ جدّد ترامب موقفه بضرورة تسريع مرحلة الانسحاب وإنشاء المنطقة الآمنة، وأن يواصل بولتون موضوع التنسيق، ومن ثم تحدّث بولتون، وبعده قالن، الذي قال: "العسكريون أجروا لقاءاتهم الأولية، ولتسريع الأمر علينا أن نلتقي"، قاصداً بولتون، على أن يجمعهما اتصال هاتفي اليوم أو غداً، كما تواصل تكليفهما من الرئيسين لمواصلة التنسيق.
وبيّنت الصحيفة أن الهدف الآن هو تسريع اللقاءات العسكرية والاستخبارية والدبلوماسية، مع القرار الحازم من ترامب لإنشاء المنطقة الآمنة والانسحاب، ولكن المؤسسات الأميركية، وخاصة العسكرية منها، تعمل ببطء وترغب في إبطاء مرحلة الانسحاب، وخاصة موضوع المنطقة الآمنة، فيما رئاسة الأركان الأميركية تريد الإبقاء على جنود من الجيش الأميركي، وأن يتم تشكيل المنطقة الآمنة مع تركيا، ولكن أنقرة تعلم أن ترامب يرفض ذلك، وأنقرة لا تعلم حتى الآن إن كانت المؤسسات الأميركية ستتوافق على خطة المنطقة الآمنة والانسحاب.
وشددت الصحيفة على أن أنقرة ترفض بشدة أي تشارك في المنطقة الآمنة مع أي قوى أخرى، وتطالب بانتشار قواتها في هذه المنطقة، ولخصت الصحيفة مطلب تركيا بنقطتين رئيسيتين، الأولى أن يتم منح حفظ أمن منطقة منبج لتركيا، وأن تكون نقطة الانطلاق والتعاون التركي الأميركي من هناك، وهي خطوة ورسالة من أجل بناء الثقة بين الطرفين.
أما النقطة الثانية بخصوص المنطقة الآمنة، فعرضت تركيا بخصوصها على أميركا التقاء القوى الأمنية بين البلدين بأسرع وقت، كما أن تركيا ستعمل على كسب دعم القوى المحلية، كما حصل في مدينتي اعزاز وجرابلس، وتشكيل قوى منها، وتضم الأكراد الذين لا علاقة لهم مع قوات "وحدات حماية الشعب".
كذلك أوضحت الصحيفة أن السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام الذي زار تركيا مؤخراً، وهو من المقربين من ترامب، كانت رسائله واضحة فيما يتعلّق بالارتباط بين "وحدات حماية الشعب" الكردية، وحزب "العمال الكردستاني"، وأنه يسعى لحل المشاكل مع تركيا التي وصفها بالشريكة.
ودافع غراهام عن تأخر تنفيذ الانسحاب، بالخشية الأميركية من أن تشغل تلك المناطق كل من إيران وروسيا، وأن أميركا حريصة على عدم حصول أي فراغ، مبيناً أن على أميركا عدم إزعاج تركيا بإزاحة عناصر الوحدات إلى أماكن أخرى.
وختمت الصحيفة بالقول إن ترامب تطرّق إلى المواضيع الاقتصادية، معرباً عن رغبته في رفع حجم التعاون الاقتصادي مع تركيا بأسرع وقت ممكن، وأنه سيعطي تعليمات قريباً بهذا الصدد.