بغداد تحبس أنفاسها: مفاوضات الساعات الأخيرة لحسم سباق "الكتلة الكبرى"

03 سبتمبر 2018
تتجه الأنظار إلى الأكراد لحسم الكتلة الكبرى(Getty)
+ الخط -
يشهد حيّا الكرادة والجادرية، وسط العاصمة العراقية بغداد، مساء اليوم الإثنين، مفاوضات سياسية حاسمة بين كتل مختلفة، وذلك بعد رفع جلسة البرلمان العراقي الأولى لغاية يوم غد، الثلاثاء، حيث يسعى المبعوثان، الأميركي بريت ماكغورك والإيراني إيرج مسجدي، إلى إقناع كتل كردية وأخرى سنية بالانضمام إلى أحد المعسكرين الشيعيين الرئيسيين.

وقال مسؤول عراقي بارز في بغداد لـ"العربي الجديد"، إن السفير الإيراني عقد لقاءات جديدة مع ممثلين عن الوفد الكردي الموجود حالياً في منطقة الجادرية بمقر إقامة الرئيس العراقي فؤاد معصوم، بهدف إقناعه بالتوجه لتأييد معسكر نوري المالكي و"الفتح" الذي يمثل الجناح السياسي لمليشيات "الحشد الشعبي"، لافتاً إلى أن مسجدي ومسؤولين إيرانيين آخرين يستخدمون أوراقاً عدة في تحركاتهم مع الأكراد بهدف إقناعهم.

من جهته، أنهى المبعوث الأميركي بريت ماكغورك، عند الساعة الرابعة من عصر اليوم، لقاءه مع قيادات سنية عراقية رصدت اليوم تواقيع لها، تؤكد انضمامها إلى تحالف نوري المالكي ـ هادي العامري.

وبحسب المسؤول نفسه، فإن المبعوث الأميركي والسفير الأميركي سيليمان دوغلاس يتحركان بشكل واضح، ويعتبران أن تشكيل الحكومة الجديدة يكتسب أهمية بالغة، كونه مرتبطاً بطي صفحة تنظيم "داعش" وتحقيق مصالحة في العراق، أو عودة التوتر والاحتقان الطائفي، مع الخشية من أن يؤدي فوز معسكر المالكي - العامري إلى إذكاء الخلافات المذهبية في العراق مجدداً.

وفي حال نجح أي من الوفدين الأميركي أو الإيراني في حسم المفاوضات لصالحه خلال الساعات المقبلة، فمن المرجح أن يتم إعلان ذلك هذه الليلة، قبل بدء أعمال جلسة البرلمان صباح الغد.

ومن المقرر أن تعقد يوم غد، في الحادية عشر صباحاً، جلسة أخرى للبرلمان، سيتم خلالها التصويت على رئيس البرلمان ونائبيه.

وحول ذلك، قال عضو "التحالف الكردستاني" حمة أمين، لـ"العربي الجديد"، إن المباحثات تحولت إلى ضغوطات تمارسها واشنطن وطهران على الأكراد الموجودين في بغداد، مؤكداً "أننا لا نريد أن نكون رقماً لوصول الآخرين إلى الحكومة، فلدينا ورقة مطالب وشروط، من ينفذها سنكون معه، وبالنهاية لا يمكن الثقة بأي من الأميركيين أو الإيرانيين دون ضمانات حقيقية".

وشدد على أن "الأكراد الآن هم من سيحدد الشخصية التي ستشكل الحكومة الجديدة، لذا نريد الحصول على حقوق لنا عند بغداد، والاجتماعات لا تزال مستمرة هذه الليلة وصباح الغد".

وتجري المفاوضات في منازل زعيم قائمة "الفتح" هادي العامري ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي وعمار الحكيم وفي مقر الرئاسة في الجادرية، إضافة إلى مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي والسفارة الأميركية في المنطقة الخضراء في حي الكرادة، إضافة إلى السفارة الإيرانية المجاورة للمنطقة الخضراء.

في هذه الأثناء، علم "العربي الجديد" أن المحكمة الاتحادية العليا تسلمت فعلاً استفساراً من رئيس البرلمان المؤقت محمد زيني حول كيفية احتساب الكتلة الأكثر عدداً داخل البرلمان.

وقال مسؤول في الدائرة الإعلامية بالبرلمان لـ"العربي الجديد"، إن الاستفسار جاء بعد تقديم كل فريق أسماء وبيانات كتل ونواب تشير إلى أنهم الكتلة الكبرى، وهناك تكرار في الأسماء لدى المعسكرين، معرباً عن اعتقاده بأن المحكمة ستعقد جلسة خاصة بكامل أعضائها للرد على الاستفسار، ما يعني أن ملف الكتلة الكبرى أو الأكثر عدداً قد يطول حسمه في حال لم ينهِ الأكراد الجدل، ويعلنون الانضمام إلى أحد المعسكرين، إذ إنهم بإعلانهم سيحسمون الجدل من خلال تغليب أحد الطرفين.

يأتي ذلك مع إعلان رئيس الحكومة حيدر العبادي، اليوم الإثنين، بشكل مفاجئ، تعيين نفسه رئيساً لمليشيات "الحشد الشعبي"، التي أقال رئيسها السابق فالح الفياض قبل أيام.

وجاء في بيان صدر عن مكتب العبادي، أن "القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي زار، اليوم، مقر الحشد الشعبي وأشاد بمواقف المقاتلين، واطلع على أوضاع الهيئة والمنتسبين فيها". وتضمن البيان صفة حيدر العبادي رئيسا لهيئة "الحشد الشعبي".

وكان العبادي قد أصدر خلال الأسبوع الماضي، أمراً بإعفاء فالح الفياض من جميع مناصبه الحكومية، ومن رئاسة "الحشد"، حيث أوضح في بيان، أن "القرار جاء بالنظر لانخراط السيد فالح الفياض بمزاولة العمل السياسي والحزبي ورغبته في التصدي للشؤون السياسية، وهذا ما يتعارض مع المهام الأمنية الحساسة التي يتولاها". 

المساهمون