ندّدت "الفدرالية العربية لحقوق الإنسان- أوروبا"، اليوم الإثنين، بما وصفته "الحرب التعسفية التي تشنها سلطات المملكة العربية السعودية بحق الدعاة والأكاديميين"، مطالبة بـ"تدخّل دولي لوقفها".
وأكدت "الفدرالية العربية"، التي تتخذ من لندن مقراً لها، في تقريرٍ، "رفض استهداف السلطات السعودية أئمة وخطباء الحرم المكي بالاعتقال التعسفي أو المنع من الخطابة، باعتبار ذلك من كبرى الجرائم الحقوقية غير المبررة".
وطالبت بتدخّل فوري من قبل الهيئات الحقوقية الدولية لـ"الضغط على السلطات السعودية من أجل وقف انتهاكاتها المستهجنة، في ظلّ تحوّل المملكة إلى نظام قمعي يعتقل مئات العلماء والنشطاء والحقوقيين، الذين بدأت محاكمة بعضهم، في ظل غياب أبسط شروط المحاكمة العادلة".
وأشارت "الفدرالية العربية" في تقريرها إلى "اعتقال السلطات السعودية الشيخ بندر عبد العزيز بليلة بشكل تعسفي ومسيء، بعد مداهمة منزله يوم 11 من شهر سبتمبر/أيلول الحالي واحتجازه لمدة أربعة أيام، بسبب الاشتباه في أنه تجاوز بعض الأمور التي تُلزم السلطات السعودية بها خطباء وأئمة الحرم".
وذكرت أن السلطات السعودية "تعمّدت أن يخرج الشيخ بندر بليلة إماماً في صلاة العصر استباقاً لانتشار خبر اعتقاله، ثم في صلاة العشاء"، مشيرة إلى أن هذا أسلوب "سبق أن اتبعته السلطات السعودية، بل فعلت أكثر منه، عبر الضغط على من تمّ اعتقالهم للخروج بمقطع فيديو ينفون الاعتقال".
والشيخ بليلة هو إمام الحرم المكي وأستاذ مساعد في جامعة الطائف، وجاء اعتقاله ضمن قائمة طويلة من استهداف السلطات السعودية للدعاة والأكاديميين ومعتقلي الرأي.
وبحسب مصادر حقوقية موثقة، فإن عدد معتقلي الرأي في المملكة بلغ 2613 معتقلاً، من بينهم إمام الحرم المكي الشيخ الدكتور صالح آل طالب، المعتقل منذ شهر، وخطيب جامع العريفي بمكة والمدرّس بمعهد الحرم المكي الشريف، الشيخ محمد الدهاس العتيبي، المعتقل منذ شهرين.
ولفتت "الفدرالية العربية" إلى "تصعيد السلطات السعودية إجراءاتها التعسفية، بمنع دعاة من إلقاء الخطب، وآخرهم الشيخ خالد بن علي الغامدي، الذي أوقف عن التدريس في كلية الدعوة وأصول الدين في جامعة أم القرى، وعن الخطابة والإمامة في الحرم المكي"، كما أشارت إلى وقف إمام وخطيب الحرم المكي، الشيخ فيصل بن جميل غزاوي، وهو عميد كلية الدعوة وأصول الدين في جامعة أم القرى، عن الخطابة وجميع النشاطات الدعوية.
وشدد التقرير على أن هذه الممارسات "تترافق مع ارتكاب السلطات السعودية للتعذيب الجسدي بالصعق والضرب والتعليق لساعات من الأذرع، والسحل في ساحات السجن بحق معتقلي الرأي والدعاة والأكاديميين".وقالت "الفدرالية" إن "الرياض تضيّق أكثر فأكثر على النخب الوطنية، وعلى من اعتقلوا قبل سنوات، بالانتهاكات داخل السجون وبالمحاكمات السرية، وعلى من خارج السجون باستمرار الاعتقالات التعسفية والمنع من الخطابة".