فصائل المعارضة السورية في ادلب تستعد للمرحلة الأصعب

02 اغسطس 2018
أنهى النظام السوري وجود المعارضة في الجنوب(جلاء ماري/فرانس برس)
+ الخط -


خطت فصائل المعارضة في شمال غربي سورية خطوة واسعة باتجاه توحيد جهودها، في ظلّ تهديدات من النظام وحلفائه الروس والإيرانيين بالقضاء عليها، بعدما أنهوا وجود المعارضة السورية في جنوب البلاد.

وأعلنت فصائل عسكرية بارزة في إدلب، أمس الأربعاء، اندماجها في تشكيل جديد تحت مسمّى "الجبهة الوطنية للتحرير"، مشيرة في بيان إلى أن الكيان الجديد يتكون من فصائل "الجبهة الوطنية للتحرير"، "جبهة تحرير سورية"، "ألوية صقور الشام"، "جيش الأحرار" و"تجمع دمشق"، على أن يكون التشكيل الجديد "نواةً لجيش الثورة القادم". وأكد البيان دعم "عقد مؤتمر وطني جامع، كي تعود الثورة لأهلها، ونقرر جميعا مستقبل أرضنا وبلادنا".

وجرى تعيين القائد العام لـ"فليق الشام"، فضل الله الحجي، قائداً للتشكيل الجديد، على أن يكون مصطفى سرحان من "صقور الشام" نائباً أول له، ووليد الهاشم من "جيش الأحرار" نائباً ثانياً، والنقيب عناد الدرويش من "أحرار الشام" رئيساً للأركان، والرائد محمد المنصور نائباً لرئيس الأركان.

وتؤكد مصادر مطلعة أن قوام "الجبهة الوطنية للتحرير" هو "أكثر من 40 ألف مقاتل ينتشرون في مدن وبلدات الشمال السوري، وتمرسوا في قتال قوات النظام ومليشيات ايران الطائفية على مدى سنوات".

وأكد المتحدث الرسمي باسم "الجبهة"، النقيب ناجي أبو حذيفة، في تصريحات صحافية، أن التشكيل الجديد "سيكون قوة عسكرية فاعلة وقوية ومؤثرة في الساحة"، لافتاً إلى أنه "سيتم التواصل والتعاون مع كافة القوة الثورية الأخرى، من مجالس محلية وهيئات سياسية وهيئات إعلامية والقوى والمؤسسات الثورية، وسيكون هذا التعاون باتجاه تكامل بين جميع القوة الثورية، وهذا الكيان الجديد".

واستثنيت "هيئة تحرير الشام" التي تشكل "جبهة النصرة" قوامها الرئيسي، من التشكيل الجديد، في إشارة واضحة الى أن المعارضة في شمال غربي سورية تستعد لمرحلة جديدة، في ظلّ التهديدات الروسية بالسيطرة على محافظة إدلب، أبرز معقل للمعارضة تحت ذريعة محاربة "جبهة النصرة".

ومن الواضح أن الحكومة التركية دفعت هذه الفصائل المقربة منها باتجاه اندماجها في كيان واحد، والنأي بنفسها عن "هيئة تحرير الشام" التي تؤكد مصادر أنها باتت أمام خيارين: إما حلّ نفسها نهائياً، أو مواجهة التشكيل الجديد، في صدام لا بد أن ينتهي بالقضاء على الهيئة المرتبطة بتنظيم "القاعدة".



وباتت محافظة إدلب تحت سيطرة قوى عدة هي "الجبهة الوطنية للتحرير"، و"هيئة تحرير الشام"، وتنظيم "حراس الدين" الذي يضمّ بقايا فصيل "جند الأقصى"، وتنظيمات جهادية تابعة لـ"القاعدة" ومنشقة عن "هيئة تحرير الشام"، إضافة الى "الحزب التركستاني". وتسيطر المعارضة السورية على محافظة ادلب وأجزاء من أرياف حماة الشمالي، واللاذقية الشمالي، وحلب الغربي منذ سنوات، وهي تواجه تحدياً ربما يعد الأصعب، في ظل محاولة النظام استعادة هذه المناطق، إما عن طريق "المصالحة"، وإما من خلال عمل عسكري.​

المساهمون