مصر والسودان يتجهان لإنهاء أزمة "حلايب": تكامل واستثمارات

23 يوليو 2018
عزم من قبل البشير والسيسي على حلّ القضايا الخلافية(الأناضول)
+ الخط -
تحدّثت مصادر دبلوماسية مصرية وسودانية عن مؤشرات إيجابية في العلاقات بين القاهرة والخرطوم، في أعقاب الزيارة الأخيرة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى السودان التي استمرت لمدة يومين.

وقالت مصادر دبلوماسية مصرية، تحدّثت لـ"العربي الجديد"، إنّ "هناك تحوّلات كبيرة في ملف العلاقات المصرية السودانية، ستظهر للعيان خلال الفترة المقبلة"، مشددةً على أنّ "العلاقات ستسير خلال الفترة المقبلة نحو التحالف الكامل".

وحول الملفات الخلافية بين البلدين، وفي مقدمتها النزاع الحدودي بشأن مثلث حلايب وشلاتين وأبو رماد، كشفت المصادر أن "القاهرة أبدت موافقتها على مقترح سوداني سابق لتحويل المنطقة المتنازع عليها إلى منطقة تكامل بين البلدين، وإقامة عدد من المشاريع المشتركة عليها، بشراكة بين رجال أعمال من البلدين، مع إتاحة حرية الحركة للمواطنين من البلدين عليها".

وقالت المصادر إنّ "دلالات الزيارة كانت واضحة للغاية في أن تكون أول زيارة خارجية للسيسي في فترة ولايته الثانية، وكذلك كونها زيارة طارئة ليست على أجندة الرئيسين، إضافة إلى كونها المرة الأولى منذ عقود التي يزور فيها رئيس مصري السودان ويبيت هناك لمدة ليلة".

وأوضحت المصادر أنّ "هناك خطوات إيجابية من جانب السودان، قد يتمّ الإعلان عنها خلال أيام؛ بسحب الخرطوم الشكوى المودعة من جانبها لدى الأمم المتحدة، المتعلقة بالنزاع حول حلايب وشلاتين".

ودعمت كلام المصادر، التي تحدّثت مع "العربي الجديد"، تصريحات لوزير الخارجية السوداني، الدرديري محمد أحمد، الذي قال إنّ هناك "اتفاقاً بألا يكون النزاع الحدودي حول مثلث حلايب سبباً في توتر العلاقات بين السودان ومصر"، مضيفاً في تصريحات إعلامية أنّ "البحث عن الحلول سيكون في إطار التوجّه العام الجديد في العلاقة".

وكشف أحمد عن زيارة للنائب الأول لرئيس الجمهورية، بكري حسن صالح، رئيس مجلس الوزراء، إلى القاهرة في نهاية أغسطس/ آب المقبل. كذلك أعلن عن "عزم الرئيسين عمر البشيروعبد الفتاح السيسي على حلّ كل القضايا الخلافية والمُضي بالتعاون إلى أبعد مدى"، لافتاً إلى "جديتهما في تنفيذ كل الاتفاقيات والتفاهمات الموقعة بين البلدين".

وأضاف أحمد أنّ "هناك اتفاقاً على حلّ الملفات الشائكة بإرادة الأطراف، وعدم العمل على توتير الأجواء، وترك المعارك الإعلامية"، موضحاً "أنّ هناك توجهاً إلى ألا تكون الخلافات الحدودية وغيرها من الملفات الشائكة سبباً في توتر الأجواء وإغفال الإيجابيات والملفات والقضايا المتفق حولها"، مشيراً إلى أن "التوجيهات الرئاسية بإزالة كل العوائق أمام اللجان المشتركة في البلدين لتنفيذ كل الاتفاقيات".

وحول ما يُثار بشأن حمل السيسي رسائل أميركية وغربية للبشير تحذره من تعديل الدستور والترشّح لولاية جديدة، علّقت المصادر قائلة "الأمر مستبعد. ربما يناقش السيسي أوضاع المنطقة برمتها مع البشير، والتحولات التي تطرأ عليها، وإعادة ترتيب الأوراق فيها، ولكن أن يتحدّث في شأن داخلي خالص للسودان، فالأمر يبدو غير منطقي وبعيداً".

أمّا في ما يتعلّق بالحديث عن ترتيبات مصرية سودانية خلال الفترة المقبلة بشأن ملف أمن البحر الأحمر ومنطقة القرن الأفريقي، بعد الترتيبات الجديدة الخاصة باتفاق المصالحة الإثيوبي الإريتري، قالت مصادر سودانية دبلوماسية لـ"العربي الجديد" إنّ "هناك ترتيبات جديدة، من بينها السماح باستثمارات مصرية على سواحل البحر الأحمر في السودان، على غرار الاستثمارات التركية التي جرى الاتفاق عليها بين الخرطوم وأنقرة خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى السودان العام الماضي".

المساهمون