نتنياهو يوافق على إرسال وفد لاستئناف التفاوض بشأن إبرام صفقة مع حماس

04 يوليو 2024
نتنياهو في مؤتمر صحافي بتل أبيب، 8 يونيو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- نتنياهو وافق على إرسال وفد للتفاوض مع حماس، مشددًا على تحقيق أهداف الحرب قبل إنهائها، دون مناقشة في الكابنيت.
- هناك فجوات كبيرة في الصفقة تشمل آلية الإفراج عن الأسرى والسيطرة على معبر رفح، والمفاوضات قد تكون شاقة ومعقدة.
- رؤساء المؤسسة الأمنية يرون فرصة لإبرام صفقة، بينما تتعاطى حماس بإيجابية مع جهود الوسطاء المصريين والقطريين لوقف العدوان والتوصل لاتفاق دائم.

مصدر إسرائيلي: هناك فجوات يجب تقليصها للسماح بالتوصل إلى صفقة

ردّ حماس أشعل خلافات بين رؤوساء المؤسسة الأمنية ونتنياهو

نتنياهو يقول إن الحرب لن تنتهي إلا بعد تحقيق جميع أهدافها

أفادت وسائل إعلام عبرية، مساء اليوم الخميس، أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وافق على إرسال وفد المفاوضات الذي يتعامل مع مقترح الصفقة بين إسرائيل وحركة حماس، لكنه يواصل التمسّك بتحقيق الحرب "جميع أهدافها".

 وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، اتخذ نتنياهو قراره دون مناقشة ذلك في المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابنيت). ونقل موقع القناة 12 العبرية، عن مصدر سياسي لم تسمّه، أن نتنياهو "أعطى الضوء الأخضر لإرسال وفد المفاوضات". وأوضح أنه "بعد المناقشة الأولية التي أجراها، وافق رئيس الوزراء نتنياهو على إرسال الوفد المفاوض بشأن المختطفين. وأكد رئيس الوزراء نتنياهو مجدداً، أن الحرب لن تنتهي إلا بعد تحقيق جميع أهدافها، وليس قبل ذلك ولو بلحظة واحدة".

وفي الوقت نفسه، يرى المصدر  الإسرائيلي، أنه لا تزال هناك فجوات يجب تقليصها للسماح بالتوصل إلى صفقة.  وأوضح: "ستكون هناك حاجة إلى مفاوضات شاقة أخرى، حتى مع التوصل الى إطار اتفاق، لأن هناك قضايا أخرى تحتاج إلى حل، مثل آلية الإفراج  (كم عدد الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل كل محتجز)، وأيضاً حق الفيتو (على هوية المفرج عنهم). بالإضافة إلى ذلك، وبعيداً عن آلية الإفراج، سيكون هناك حاجة إلى تأخير ما يتعلق بالانسحاب الإسرائيلي، ومسألة التعامل مع السيطرة الإسرائيلية على معبر رفح".

ولم يحدد المصدر أين ستجري المفاوضات ومتى، ولكن عادة ما تتم إما في العاصمة المصرية القاهرة أو القطرية الدوحة. وينعقد "الكابنيت" الإسرائيلي، مساء اليوم، لمناقشة التطورات المتعلقة بالصفقة ورد حركة حماس. واعتبرت وسائل إعلام عبرية، أن هذه الجلسة قد تكون الأهم منذ الصفقة السابقة، وفي نهايتها سيتضح للمفاوضين ما إذا كان رئيس الحكومة والوزراء لديهم استعداد حقيقي للتوصل إلى صفقة، ومنح الفريق المفاوض تفويضاً واسعاً لسد الفجوات. وإذا لم يحصل الفريق على التفويض المطلوب للمضي قدماً، فسيكون من الصعب جداً التوصل إلى اتفاق آخر في الإطار الزمني المنظور.

بدورها، أفادت صحيفة هآرتس مساء اليوم، أن رؤساء المؤسسة الأمنية يرون فرصة لإبرام صفقة، ويخشون أن يفوّتها نتنياهو بسبب حسابات سياسية. وأوضحت أن ردّ حماس أثار خلافات كبيرة بينهم وبين نتنياهو، وأن المسؤولين في المستوى المهني الذي يتعامل مع قضية المحتجزين والمفقودين الإسرائيليين، ومثلهم وزير الأمن يوآف غالانت، يرون فرصة جديدة للتقدّم اتصالات الصفقة، إلا أن نتنياهو، كما يظهر في التسريبات، وحتى في التصريحات الرسمية، لا يشاركهم هذه الرؤية.

وفي وقت سابق اليوم، قال الناطق الرسمي باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس جهاد طه، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، إنه "لا شك أن الحركة تتعاطى بروح من الإيجابية، لوقف العدوان على قطاع غزة، مع مساعي الوسطاء المصريين والقطريين حول أفكار جديدة، تفضي لوقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب شامل من القطاع، وتنهي العدوان الغاشم المتواصل على شعبنا الصامد في غزة". وأوضح طه أن "هذه المداولات والأفكار، تخدم قضايا شعبنا الوطنية، الذي يتعرّض لأبشع صور حرب الإبادة الجماعية من قبل الاحتلال الإسرائيلي، الذي لا يزال يمارس سياسة المراوغة والمماطلة".

وتابع المتحدث باسم حركة حماس: "بالنسبة إلى كل المساعي والجهود التي تبذل من أجل الحلّ، نأمل أن تتخذ هذه الأفكار والمداولات، طريقها نحو النجاح والتنفيذ، وإلزام الجانب الإسرائيلي بما يجري التوافق عليه". 

وكانت شبكة "سي أن أن" قد نقلت عن مصدر إسرائيلي مطلع على مفاوضات وقف الحرب في غزة، قوله إن حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي على وشك التوصل إلى اتفاق إطاري لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. وقال المصدر للقناة إن المسؤولين الإسرائيليين يعتقدون أن ردّ حماس الأخير سيمكن الطرفين من الدخول في مفاوضات تفصيلية للتوصل إلى اتفاق.

وفي السياق، قال مصدر سياسي للقناة الإسرائيلية (12) الأربعاء إنه "حتى لو ردت حماس بشكل إيجابي، فإن المفاوضات ستستغرق وقتاً طويلاً". وقال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، خلال لقاء مع عائلات المحتجزين الإسرائيليين، ليل الأربعاء الخميس: "نحن أقرب إلى الصفقة من أي وقت مضى". وأوضح غالانت وفق ما أورده موقع القناة 12 اليوم الخميس: "قبل شهر كنت متشائماً بشأن إمكانية التوصل إلى صفقة في الفترة القريبة. وكان أحد أهدافي الرئيسية في جميع الاجتماعات التي أجريتها في الولايات المتحدة، الضغط على حماس للتوصّل إلى صفقة، وقلت إنه لن تكون هناك صفقة أفضل". ونقلت القناة عن مسؤول إسرائيلي رفيع لم تسمّه، قوله "تلقيّنا رداً (من حماس) دون طلب للالتزام، من المرحلة الأولى، بإنهاء الحرب".