احتجاجات جنوب العراق تعطل حراك تشكيل الحكومة

16 يوليو 2018
التظاهرات تؤخر إعلان التحالفات السياسية (حيدر محمد علي/فرانس برس)
+ الخط -
تسببت الاحتجاجات التي تشهدها محافظات العراق الجنوبية، منذ أكثر من أسبوع، وما رافقها من توترات أمنية، بتراجع حراك تشكيل الكتلة البرلمانية الكبرى، الممهدة لانبثاق الحكومة العراقية الجديدة. 

وأكد مصدر مقرب من "تحالف النصر"، الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أن رئيس التحالف منشغل بالسيطرة على التظاهرات التي اجتاحت جنوب العراق منذ أيام، مبينا، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن مفاوضات تشكيل الكتلة الكبرى توقفت إلى حين استقرار الأوضاع الأمنية. 

وأشار المصدر إلى أن "الوضع الحالي لا يسمح بتشكيل أية كتلة برلمانية، في ظل الغليان الشعبي الذي يشهده الشارع العراقي"، موضحا أن الحديث عن التحالفات قد يتسبب في تأجيج الأوضاع في الوقت الذي تبدو فيه الحكومة بأمس الحاجة لخطاب يسهم في تخفيف حدة التوترات". 

إلى ذلك، قال عضو البرلمان العراقي السابق، جاسم محمد جعفر، إن التظاهرات التي تشهدها البلاد قد تؤخر إعلان التحالفات السياسية، وتشكيل الحكومة الجديدة، مبينا، خلال تصريح صحافي، أن هذا الأمر قد يتسبب أيضا في تأخر إعلان نتائج الانتخابات.

وتوقع جعفر حدوث صراعات جديدة بين الكتل السياسية على خلفية الحديث عن تورط بعض الأطراف في حرق مقار سياسية تابعة لخصومها، مرجحا أن يؤدي ذلك إلى مزيد من التأزم السياسي.

وشدد المتحدث ذاته على "ضرورة الاستماع للمتظاهرين، وتنفيذ مطالبهم بشكل عاجل، وعدم ترك الأمور على ما هي عليه"، مؤكدا أن "تلبية المطالب ستؤدي إلى حلحلة الأوضاع، وامتصاص غضب الشارع". 

 

وفي السياق، قال أحد منظمي تظاهرات البصرة، ويدعى حميد المنصوري، إن حرق مقار الأحزاب والجماعات المسلحة في المحافظة لم يتم بتحريض من أية جهات أو أحزاب، مؤكدا لـ"العربي الجديد" أن "الجماهير الغاضبة هي التي اقتحمت هذه المقار".

وأشار المنصوري إلى أن "المحتجين لم يستثنوا أية جهة في البصرة"، وأن "التظاهر هذه المرة شمل جميع الأحزاب، ومن ضمنها تلك التي رفعت شعار "الجهاد والقتال" ضمن صفوف مليشيا "الحشد الشعبي"".

وأضاف: "للأسف تعرضنا لإطلاق نار كثيف من مقر منظمة "بدر" التي يتزعمها هادي العامري، كما تعرض إخواننا في بقية المحافظات المنتفضة إلى اطلاق رصاص حي قبل حركة "عصائب أهل الحق"، وجماعات مسلحة أخرى"، مبينا أن "الأولوية اليوم يجب أن تكون للاستجابة لمطالب المتظاهرين"، ودعا الأحزاب الحاكمة إلى التعامل بجدية مع مطالب المحتجين، والابتعاد عن "الصفقات والتسويات السرّية".