انطلق في مدينتي جدة ومكة بالسعودية، اليوم الثلاثاء، مؤتمر لعلماء دين، برعاية "منظمة التعاون الإسلامي"، لمناقشة الحرب والسلم في أفغانستان، ويستمر حتى غد الأربعاء، وسط غياب حركة "طالبان" التي تمسّكت بموقفها الرافض للحوار مع الحكومة وللمشاركة في المؤتمر، باعتباره "مؤامرة أميركية".
وقال المجلس الأعلى الأفغاني للمصالحة إنّ نحو 35 من علماء الدين من أفغانستان يشاركون في المؤتمر، بزعامة رئيس مجلس العلماء قيام الدين كشاف.
ويناقش المؤتمر، في يومه الأول بمدينة جدة، دور العلماء في المصالحة الأفغانية، وذلك برئاسة إمام المسجد الحرام في مكة عبد الرحمن السيدس، فيما يواصل المؤتمر جلساته في اليوم الثاني بمدينة مكة، ويشارك فيه مفتي مصر شوقي علام، ووزير الشؤون الدينية السعودي صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، على أن يصدر المؤتمر بياناً بشأن الحرب في أفغانستان.
ويشارك في المؤتمر علماء دين من 33 دولة إسلامية، لمناقشة القضية الأفغانية، ويتوقع مجلس المصالحة الأفغانية أن يصدر المؤتمر فتوى ضد الحرب في أفغانستان.
بدورها، رفضت حركة "طالبان" المشاركة في المؤتمر، وأعربت عن خيبة أملها حيال رعاية "منظمة التعاون الإسلامي" له.
وقالت الحركة، في بيان، إنّه كان من المفترض أن يسعى المؤتمر "لإنهاء الاحتلال وليس لأجل إنهاء حرب" وصفتها بـ"المشروعة".
كما جاء في البيان أنّ "ما تقوم به الحركة في أفغانستان ضد المحتل، هو دفاع مشروع عن حق الشعب، ونضال ضد القوات المحتلة وحلفائها"، مضيفاً أنّ "الحركة ليست بحاجة إلى أخذ الشرعية من أية جهة".
وشددت الحركة على أنّ "الحرب في أفغانستان ليست حرباً بين أطياف أفغانية داخلية، إنما هي بدأت قبل 17 عاماً عندما دخلت القوات الأميركية بعدتها وعتادها إلى أفغانستان، ومن ثم بدأ الشعب الأفغاني بمقاومة الغزاة".
وقالت إنّ "نضال الشعب في أفغانستان لا يزال مستمراً، وسيستمر بوجود القوات الأجنبية".
يُشار إلى أنّ عدداً كبيراً من علماء باكستان رفض المشاركة في المؤتمر؛ منهم رئيس مجلس العلماء طاهر أشرفي، والمولوي فضل الرحمن زعيم جمعية "علماء الإسلام".
ويرى مراقبون أنّ موقف السعودية الأخير إزاء قضية أفغانستان، وتحديداً موقف علماء المملكة، سيؤثر لا محالة على علاقاتها مع "طالبان" من جهة، وباكستان من جهة ثانية.