وأضاف نتنياهو، خلال لقائه بكورتس في القدس المحتلة: "لقد أثبَتَّ ذلك في توجهك اليوم إلى زيارة الحائط الغربي (وهو المسمى الصهيوني لحائط البراق)، وآمل أن يسير زعماء أوروبيون آخرون على خطاك".
وامتدح رئيس حكومة الاحتلال ما وصفه بأنه "مواجهة للعداء للسامية" من قبل المستشار النمساوي، واصفا إياه بأنه "مناهض للاسامية، وأنه تحدث عن حياة اليهود في النمسا، واعترف بأن بلاده لم تكن مجرد ضحية للنازية، بل كانت أيضا مجرمة، وهذه كلمات شجاعة، وقمت بترجمة أقوالك بأفعال، وأثبتَّ عدم تسامح مطلق تجاه المعادين للسامية".
وأقر بأن حكومة الاحتلال تعلق آمالا على تولي النمسا الشهر المقبل رئاسة الاتحاد الأوروبي.
وتعلق حكومة الاحتلال آمالا على مواقف مناصرة لها، خاصة في كل ما يتعلق بالملفين السوري - الإيراني والملف الفلسطيني، لجهة كسر ما تعتبره إسرائيل "انحيازا" بين دول الاتحاد الأوروبي لصالح المواقف الفلسطينية، وفرض عقوبات على منتجات المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، ومن ضمنها القدس، وفي هضبة الجولان.
وتتوخى حكومة اليمين في إسرائيل من المستشار النمساوي وحكومة اليمين المتطرف في النمسا أن لا تسير الأخيرة على خطى مواقف أوروبية مناهضة لإسرائيل ومناصرة للفلسطينيين، وهو ما فسر رفض نتنياهو استقبال وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، بحجة عدم وجود متسع في جدوله الزمني، ما اضطر الأخيرة، التي ستصل إلى المنطقة، إلى الإعلان عن إلغاء زيارتها لإسرائيل.
وذكرت الصحف الإسرائيلية أن حكومة الاحتلال، وعلى رأسها نتنياهو، تعتبر موغريني معادية لإسرائيل.
في المقابل، لا تخفي حكومة الاحتلال تضامنها وتعاملها النشط مع حكومات اليمين المتطرف في دول أوروبية، مثل النمسا ودول شرق أوروبا السابقة، مثل هنغاريا.
وتأمل حكومة الاحتلال أن تتخذ النمسا لدى رئاستها للاتحاد الأوروبي مواقفا أكثر تفهما لـ"المصالح الأمنية الإسرائيلية"، وهو ما قصده نتنياهو موجها كلامه لكورتس: "لقد سبق أن أعلنت أمس، أن على أوروبا أن تأخذ القلق الأمني الإسرائيلي بعين الاعتبار، نعتقد أن هذا مهم للغاية.. لم يكن الأمر كذلك دائما. كما سبق لك أن أعلنت أنك خلال توليك لمنصب الرئاسة في النمسا ستزيد من الاهتمام بهذه المخاوف، كما الاهتمام بمحاربة العداء للسامية، هذا أمر جيد ويدل على روح القيادة. لقد أوعزت إلى مدير عام وزارة الخارجية (نتنياهو يشغل أيضا منصب وزير الخارجية) بتكثيف الاتصالات مع الخارجية النمساوية حتى نتمكن من تطبيق هذه الأمور خلال ولايتك".
من جهته، كرر المستشار النمساوي في حديثه الاعتراف بـ"ذنب النمسا في جرائم النازية إبان الحرب العالمية الثانية"، وصولا إلى قوله: "نحن النمساويون نعرف أنه على الرغم من تاريخنا، فإن لدينا مسؤولية تجاه إسرائيل والشعب اليهودي. أستطيع أن أعدك بأن النمسا ستحارب كل أشكال معاداة السامية في أوروبا بحزم. معاداة السامية القائمة وتلك الجديدة، نعرف أن مسؤوليتنا لا تقف عند حدودنا، ونريد دعم دولة إسرائيل واحتياجاتكم الأمنية. أنتم تعيشون في منطقة صعبة، وجيرانكم ليسوا مثل جيراننا، ليختنشتاين وسويسرا".
إلى ذلك، تعهد المستشار النمساوي أمام نتنياهو بأن تعمل بلاده لـ"محاولة زيادة الوعي في أوروبا بشأن الاحتياجات الأمنية الخاصة لإسرائيل".
وكانت الصحف الإسرائيلية نقلت، في وقت سابق الاثنين، أن المستشار النمساوي سيطلب من رئيس حكومة الاحتلال وقف مقاطعتها لحزب "الحرية" المشارك في الحكومة النمساوية، والذي تعتبره إسرائيل "حزبا معاديا للسامية"، لكن عناصر من حزب "الليكود" نفسه يقيمون علاقات متينة مع هذا الحزب، وسبق أن دعوا مسؤولين منه لزيارة إسرائيل.
ويعتبر هؤلاء، وفي مقدمتهم عضو الكنيست يهودا غليك، أحد أقطاب دعاة بناء الهيكل الثالث، أنه ينبغي استغلال مواقف الحزب وتجنيدها لصالح المواقف الإسرائيلية، وعدم إخلاء الساحة لحركة المقاطعة الدولية.
وبالرغم من الموقف الرسمي بمقاطعة وزراء الحكومة النمساوية من حزب "الحرية"، إلا أن مسؤول قسم أوروبا في وزارة الخارجية الإسرائيلية، تسفي طال، كان قد أقر في جلسة للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست في 16 إبريل/ نيسان الماضي، أنه تشكلت أخيرا لجنة مشتركة من مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية والناطق بلسان المستشار النمساوي، لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين في كل المستويات: الحكومية والبرلمانية والحزبية.
ويبدو أن الحوار بين الطرفين المذكورين مهد لزيارة المستشار النمساوي لإسرائيل اليوم، وخاصة أن وزيرة الخارجية النمساوية، التي ستتولى في الأول من الشهر المقبل رئاسة الاتحاد الأوروبي، تنتمي لحزب "الحرية".