روسيا تحقق في روايتين للهجوم على عسكرييها بدير الزور

28 مايو 2018
مقتل 91 عسكرياً روسياً في سورية (لؤي بشارة/فرانس برس)
+ الخط -




ذكرت صحيفة "كوميرسانت" الروسية في عددها الصادر، اليوم الإثنين، أنّ القيادة العسكرية الروسية تنظر في روايتين للهجوم على قوات النظام السوري ومستشاريها والذي ذهب ضحيته أربعة عسكريين روس في محافظة دير الزور ليلة 23 مايو/أيار الجاري، وذلك للاشتباه في تنفيذه إمّا من قبل مسلحي "داعش" الإرهابي، أو "المعارضة المعتدلة" المدعومة من التحالف الغربي.

وأكد مصدر بالقيادة العسكرية للصحيفة الروسية، أنّ العسكريين الروس يتحققون من رواية مشاركة عناصر "المعارضة المعتدلة" بالهجوم بعدما نُقلوا من قاعدة "التنف" التابعة للتحالف الدولي إلى دير الزور قبل ذلك بيومين.

وبحسب المصدر عينه، فإنّ "الاشتباك بمدينة الميادين في محافظة دير الزور وقع في منتصف الأسبوع الماضي بعد أيام على وصول مجموعة من عشرة عسكريين روس لتنسيق أعمال القوات السورية والتصويب على الأهداف، وكان من المقرر أن يعودوا إلى قاعدة حميميم في محافظة اللاذقية بعد تدريب العسكريين السوريين، ثم العودة إلى روسيا".

ولفت إلى أنّ الهجوم كان سريعاً ومدبراً بشكل جيد إلى الحد أن "العسكريين السوريين لم يفهموا فوراً ماذا يجري، كما فضل قسم منهم الخروج من تحت النيران التي أطلقها المسلحون من عشرات سيارات الجيب المزودة بأسلحة من العيار الثقيل. ودفع هذا الوضع بالعسكريين الروس إلى تولي القيادة بأنفسهم، فنشروا الأسلحة المدفعية وأطلقوا نيراناً جوابية".

كذلك علمت "كوميرسانت" أنّ العسكريين الروس يشتبهون بضلوع تنظيم "داعش" الإرهابي في الهجوم، ولكن هذه ليست الرواية الوحيدة، إذ أفاد أحد المصادر بـ"نقل مقاتلي الجيش السوري الحر" الذين تعتبرهم روسيا من "أعوان الإرهابيين"، من قاعدة التنف في محافظة حمص بذريعة "دعم الوحدات الكردية".

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أقرت، أمس الأحد، بمقتل أربعة عسكريين روس في هجوم دير الزور، بينما ذكرت تقارير إعلامية أن عدد القتلى الروس بلغ ستة، من بينهم عنصران من شركة "فاغنر" العسكرية الخاصة غير المسجلة رسمياً والتي تعتمد عليها روسيا في العمليات عالية المخاطر للحد من سقوط الضحايا بين أفراد الجيش.

وكان تنظيم "داعش" الإرهابي أعلن مقتل أكثر من 15 عنصرًا من قوات النظام والقوات الروسية، في هجوم على مواقعهم في محيط مدينة الميادين.

وذكرت وكالة "أعماق"، أمس، أن مقاتلي تنظيم "داعش" شنوا هجوماً من محورين على رتل لقوات النظام والقوات الروسية غربي الميادين، ما أدى إلى مقتل 15 عنصراً منهم، وتدمير ثلاث شاحنات وآلية عسكرية.

وبذلك، ارتفع العدد المعلن للضحايا في صفوف قوات الجيش الروسي في سورية إلى 91 قتيلاً، سقط نحو 50 منهم بعد قرار موسكو تقليص المجموعة العسكرية في سورية، الذي أعلنه الرئيس فلاديمير بوتين خلال زيارته الخاطفة إلى حميميم في نهاية العام الماضي. ولا تشمل هذه الأرقام المئات من عناصر الشركات العسكرية الخاصة، والذين تحدثت تقارير إعلامية عن سقوطهم بسورية منذ بدء التدخل العسكري المباشر الروسي في عام 2015.

أما أكبر خسارة في صفوف الجيش الروسي، فتكبدتها روسيا في 6 مارس/آذار الماضي، حين لقي 39 شخصاً مصرعهم بتحطم طائرة نقل عسكري من طراز "أن-26" أثناء الهبوط إلى حميميم.

المساهمون