"الكنيست" يبدأ دورته الصيفية ومساعٍ لإقرار قانون "القومية اليهودية" لإسرائيل

30 ابريل 2018
تبدأ أولى جلسات الكنيست ببيان لنتنياهو (جيم هولاندر/فرانس برس)
+ الخط -

يبدأ "الكنيست" الإسرائيلي (البرلمان)، اليوم الإثنين، دورته الصيفية، وسط استعدادات في الائتلاف الحكومي لمواصلة تشريعات عنصرية إضافية، لم يتمكّن خلال دورته السابقة من إكمالها، بفعل خلافات داخلية ترتبط بقضايا الدين والدولة.

ومن المقرر أن يستغل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في بيان سياسي، افتتاح الدورة الصيفية للكنيست، لمواصلة تصعيد لهجته ضد إيران ووجودها العسكري في سورية من جهة، والتركيز مجدداً على شرط اعتراف الجانب الفلسطيني بإسرائيل كدولة يهودية، وعدم الاكتفاء بالاعتراف بوجود إسرائيل فقط، من جهة أخرى.

وكاد قانون تجنيد "الحريديم"، يؤدي إلى إسقاط الحكومة الإسرائيلية، قبل نحو شهرين، فضلاً عن قوانين أخرى تتعلّق بمكانة محكمة العدل العليا الإسرائيلية وصلاحياتها، والمعروفة اليوم بفقرة "قانون الالتفاف على قرارات المحكمة، بإلغاء قوانين تعتبرها غير دستورية وغير قانونية".

وهدّد "الحريديم" (اليهود الأورثوذكس الأصوليون)، بحل الحكومة الحالية، في حال لم يتم التصويت نهائياً على قانون إعفاء اليهود "الحريديم" من الخدمة العسكرية الإلزامية، والاعتراف بحقهم في دراسة التوراة في المعاهد الدينية.

وتبدأ أولى جلسات الكنيست رسمياً، اليوم الإثنين، عند الرابعة بعد الظهر بالتوقيت المحلي، ببيان نتنياهو، يليه بيان من زعيم المعارضة حاييم هرتسوغ، ومن المتوقع، أن يتمكّن من إقرار قانون إسرائيل "الدولة القومية للشعب اليهودي"، الذي يقرّ بأنّه لا حق لتقرير المصير في أرض فلسطين التاريخية، سوى لـ"الشعب اليهودي".

ويجيز القانون الجديد، بعد حذف كلمتي "المساواة" و"ديمقراطية" منه، إقامة مستوطنات جديدة داخل حدود 1948 لليهود فقط، ومنع العرب الفلسطينيين في الداخل من شراء بيوت في المستوطنات الجديدة، حتى لا تتحول إلى بلدات مختلطة، كما حدث مع عدد من المستوطنات التي أقامتها إسرائيل في الجليل مثل "نتسرات عيليت وكرمئيل"، علماً أنّ المستشار القانوني للحكومة، والمستشار القانوني للكنيست، أقرا بأنّ القانون في نسخته الجديدة هو "غير دستوري ويميز ضد العرب".

ولفتت صحيفة "هآرتس"، في هذا السياق، إلى أنّ التفاهمات داخل الائتلاف الحكومي، تتحدّث عن سنّ القانون بالقراءة الأولى فقط، من دون المضي قدماً بالقراءتين الثانية والثالثة، وذلك لتثبيت القانون، وتمكين الحكومة المقبلة من مواصلة عملية التشريع، من مرحلة القراءة الأولى، وليس البدء مجدداً من الصفر.

وتأتي هذه التفاهمات، في ظل معارضة حزب "كولانو" بزعامة موشيه كاحلون، للقانون بصيغته الحالية، لكن كاحلون وافق على التشريع بالقراءة الأولى، لتفادي أزمة ائتلافية من شأنها أن تؤدي إلى حل الحكومة، والذهاب إلى انتخابات مبكرة، وهو ما لا يريده كاحلون ولا حزب "البيت اليهودي" بقيادة نفتالي بينت.

ويأتي هذا في ظل استمرار تمتع نتنياهو بشعبية كبيرة في الشارع الإسرائيلي، بعد حصوله على أكبر عدد من مقاعد الكنيست في حال جرت الانتخابات، وفق استطلاعات الرأي المتكررة، والتي منحته ما بين 28-30 مقعداً، مقابل تراجع قوة أحزاب: "البيت اليهودي" بقيادة نفتالي بينت، و"كولانو" بقيادة موشيه كاحلون، و"يسرائيل بيتينو" بقيادة أفيغدور ليبرمان.


ومن المرجح أن يستغل نتنياهو الأسابيع الأولى من دورة الكنيست الصيفية، لتصعيد لهجته في القضايا الخارجية (الملف الإيراني وسورية، والملف الفلسطيني) مع مواصلة التحريض على اليسار وعلى الفلسطينيين في الداخل.

وعمّم نتنياهو، أمس الأحد، تقريراً كاذباً من موقع القناة السابعة التابعة للمستوطنين، زعم أنّ تلامذة من مشجعي فريق "اتحاد سخنين" لكرة القدم، لم يقفوا دقيقة حداد على ضحايا الفيضان في النقب، وتبيّن لاحقاً أنّ الاتهامات والتقرير المذكور مزور كلياً وعار عن الصحة.

ويسعى نتنياهو إلى تأجيج العنصرية والتحريض، لإزاحة الأنظار عن ملفات التحقيقات الجنائية ضده، في ملفات الفساد، بهدف التمهيد لمعركة انتخابية مبكرة، في حال قرر الاتجاه نحو هذا الخيار، وسط أجواء من الحشد القومي العنصري، والتصعيد العسكري ضد حركة "حماس" الفلسطينية، وضد إيران، وتكريس هذه القضايا على جدول المعركة الانتخابية.