انقسام داخل "داعش": أنصار البغدادي يقاتلون "الخوارج"

22 ابريل 2018
أصدر أنصار البغدادي فتوى تصف معارضيه بـ"الخوارج"(الأناضول)
+ الخط -
تشير معلومات متواترة، أخيراً، إلى نشوب خلافات حادّة داخل تنظيم "داعش" في مناطق سيطرته شرقي سورية؛ قطباها الأساسيان عناصر التنظيم السوريون والعراقيون من جهة، والعناصر الأجنبية بمن فيهم التوانسة والمغاربة من جهة أخرى.

وبحسب هذه المعطيات، فقد تطورت الخلافات في الأيام الأخيرة إلى اشتباكات وتصفيات واعتقالات أطاحت بعدد من عناصر التنظيم وكوادره، في وقت يحاول الأخير التكتم عليها وإبعادها عن وسائل الإعلام.

وذكرت شبكة "فرات بوست"، المتابعة لشؤون المنطقة الشرقية في سورية، أنّ خلافات حادة نشبت بين أعضاء اللجنة المفوضة الحاكمة في تنظيم "داعش" على خلفية اقتراح ترشيح أبو فاطمة التونسي، زعيماً للتنظيم، خلفاً لزعيمه الحالي أبو بكر البغدادي، وذلك بناء على طلب العناصر المغاربية والأجانب بعد غياب البغدادي عن ساحات القتال، حسب قولهم.

وفي سياق هذه التوترات، قتل عناصر المكتب الأمني في تنظيم "داعش" أبو خالد التونسي، أحد قياديي ديوان التسليح، وزوجته، إثر اشتباك بالقرب من منزله على خلفية ترك بيعته للخليفة أبو بكر البغدادي.


في المقابل، أعدم التيار الموالي للبغدادي، أحد عناصر التنظيم (مغربي الجنسية)، وسط بلدة الشعفة، بتهمة أنه من "الخوارج"، وهي التهمة التي باتت تطلق على المعادين للبغدادي. كما أعلنوا حظراً للتجوال خلال ساعات الليل في القرية، وعمدوا إلى نصب الحواجز والتدقيق على حركة المرور، لتطاول الاعتقالات بعض المدنيين دون معرفة الأسباب.

كذلك أعدم 8 عناصر أجانب من معارضي البغدادي على يد الأمنيين التابعين له جراء هذه الخلافات، لتتصاعد التطورات الأحد الماضي، حين حاول أنصار البغدادي اقتحام منزل في الشعفة، يتحصن فيه عناصر أجانب "خرجوا عن أمر الخليفة"، وفق مصادر محلية.

وأضافت المصادر عينها، أنّ "العناصر الأجانب ردوا على هذا الاقتحام بالنزول إلى نفق حفروه في وقت سابق، وفجروا المنزل بالكامل، ليقتل العناصر العراقيون والسوريون الذين نفذوا عملية الاقتحام، وليهرب من قاموا بالتفجير عقب ذلك إلى منطقة تابعة لقرية الكشمة، حيث ما زالوا يتحصنون فيها حتى الآن".

وفي إطار هذه التوترات، شهدت قريتا أبو خاطر والبقعان بريف البوكمال، الجمعة، اشتباكات بين المقاتلين الأجانب من جهة، والمقاتلين السوريين والعراقيين من جهة أخرى، أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص من الطرفين.

ونشبت هذه الخلافات قبل أسابيع لتتطور لاحقاً إلى اشتباكات مسلّحة، حيث انقسم عناصر التنظيم ما بين فريق مؤيد للبغدادي ومحافظ على بيعته رغم مرور فترة طويلة على عدم ظهوره علناً، وفريق طالب بمبايعة أمير ثان له حضور في الميدان مع المقاتلين فيما تبقى من مناطق خاضعة للتنظيم، والمحاصرة منذ أشهر.

ومع تفاقم الخلافات، أصدر أنصار البغدادي فتوى تصف معارضيه بـ"الخوارج"، ما يعني قتالهم و"سبي" نسائهم، وتم الإعلان عن هذا الحكم من على المنابر في خطب الجمعة بمساجد بلدة الشعفة وبلدة السوسة.

وتابعت المصادر، أن "عناصر من الجنسية التونسية الذين يقاتلون إلى جانب الأجانب المتهمين بأنهم خوارج، ضد العراقيين والسوريين، اقترحوا حلاً للنزاع المستفحل داخل التنظيم، يتمثل في قدوم أبو بكر البغدادي إلى مناطق ريف البوكمال، أو الظهور في تسجيل مصور يوجه فيه كلمة لجنود الخلافة، وفي حال تعذر ذلك تتم مبايعة خليفة جديد يقود التنظيم في أكبر منطقة يسيطر عليها التنظيم".

ومع تدخل بعض "الشرعيين" لإيقاف القتال، و"رفع الأمر لولاة الأمر"، عقد اجتماع ضم عناصر وقادة من التنظيم قبل أسبوع في بلدة الشعفة، لكن دون الوصول إلى نتيجة.

وعلى ضوء استمرار الخلاف داخل التنظيم والذي تفاقم خلال الأيام الأخيرة، دعا الخطباء في صلاة الجمعة بمناطق سيطرة "داعش"، وغالبيتهم من شرعيي التنظيم، إلى "الصبر والثبات خلال الأيام المقبلة"، وزعموا أن عملاً عسكرياً كبيراً ستشهده الأيام المقبلة في مختلف الجبهات.

ودخل الطيران العراقي على خط هذه الخلافات باستهداف مناطق سورية خاضعة للتنظيم في مدينة هجين، حيث تشير معلومات إلى أن إحدى الغارات استهدفت اجتماعاً عقد لبحث الانشقاق القائم داخل التنظيم، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من قادة وعناصر "داعش"، من جنسيات مختلفة.

ولا يزال "داعش" يحتفظ بعدد من المناطق في ريف دير الزور الشرقي، أبرزها هجين، الشعفة، السوسة، البقعان جزيرة، الباغوز بالقرب من الحدود العراقية، إضافة إلى آبار الملح تل شاير والدشيشة في ريف الحسكة الجنوبي على الحدود العراقية، وكذلك مناطق من بادية دير الزور وقرية معيزيلة ومحيط حقل الكم، ومنها يشن هجماته ضد قوات النظام السوري والمليشيات الكردية.