الشاهد ضد نتنياهو: كلمة زوجته سارة فوق الأجهزة الأمنية

06 مارس 2018
لكلمة سارة تأثير على قرارات نتنياهو (عبير سلطان/فرانس برس)
+ الخط -
حتى تحوّل نير حيفتس المستشار الإعلامي لعائلة بنيامين نتنياهو، إلى "شاهد ملكي" ضده في قضايا الفساد، كانت الصحف الإسرائيلية، تتناقل دون تأكيد قطعي، روايات مختلفة عن تأثير الزوجة سارة والابن يئير، على قرارات رئيس الوزراء الإسرائيلي السياسية والأمنية، وليس فقط القرارات اليومية والإدارية.

وقد فجّر حيفتس، أمس الإثنين، في شهاداته أمام الشرطة الإسرائيلية، "قنبلة"، إلا أنّها لم تكن الأولى من نوعها، عندما أقرّ وبشكل علني، باعتباره "كان هناك"، أنّ نتنياهو، خشي من سطوة زوجته، ورفض توصيات جهاز الأمن العام "الشاباك"، والشرطة وقادة الجيش، بعدم نصب البوابات الإلكترونية على أبواب المسجد الأقصى، في يوليو/تموز العام الماضي، وأنّه وبالرغم من هذه التوصيات اتخذ القرار بنصب البوابات، نزولاً عند نصيحة ومشورة زوجته سارة وابنه يئير.

وأكد حيفتس أنّ بإمكانه أن يشهد بأنّ نتنياهو كرر هذا الأمر، في قضية الحارس في السفارة الإسرائيلية في عمان الذي قتل مواطنين أردنيين، لكن وبالرغم من الأضرار السياسية، فقد عمل نتنياهو بمشورة زوجته، وقام باستقبال الحارس المذكور عند وصوله لإسرائيل، ولم يكتف بذلك بل اهتم بتوثيق الاستقبال، ووصف الحارس القاتل بأنّه بطل قومي، قام بما يتوقعه الجميع.

ولفت حيفتس أيضاً إلى أنّ نتنياهو، كان معنياً بالتوصّل إلى تسوية، في مسألة الموقف من إقامة هيئة بث إذاعي وتلفزيوني جديدة، بدلاً من سلطة البث الإسرائيلية الرسمية، لكن "عندما سمع يئير بذلك استشاط غضباً وأخذ يصرخ، وعندها تراجع نتنياهو وغيّر موقفه. لقد ألحق هذا الولد الضرر بوالده وبالدولة لذلك استقلت من منصبي عندها(أكتوبر/تشرين الأول 2017)"، بحسب قوله.

لكنّ هاتين الحادثتين لم تكونا الوحيدتين، في هذا الإطار، فقد سبق وأن نشرت صحف إسرائيلية، أنّ سارة نتنياهو سبق لها وتدخلت لإبعاد موظفين رفيعي المستوى من ديوان نتنياهو، بينهم الوزيرة الحالية للعدل أيليت شاكيد، ووزير التعليم زعيم حزب "البيت اليهودي" نفتالي بينيت.


لكن "أخطر" شهادة في هذا السياق، هي التي أدلى بها، اليوم الثلاثاء، في مقابلة مع إذاعة جيش الاحتلال، المستشار السياسي السابق لنتنياهو البروفيسور عوزي أراد، أول من أطلق مؤتمر هرتسليا للمناعة القومية، والذي كان من أكثر المقربين من نتنياهو، لكنّه وجد نفسه هو الآخر خارج اللعبة، بسبب رفضه للتأثير الكبير الذي كان لسارة نتنياهو على زوجها في قرارات مصيرية.

وقال أراد، إنّه اضطر في إحدى المرات، إلى أن يخرِج هو بنفسه سارة نتنياهو من الغرفة، مضيفاً أنّ "هذا ليس بأمر غير معروف، لقد طلب مني (نتنياهو) أن أذهب إليه للقائه في غرفته في الفندق، لكنّها سدت بجسدها باب الغرفة، وقالت لي إنّه نائم، ولكن كنت متفقاً معه على الوصول، ولم يكن أمامي مفر، فاضطررت إلى إخراجها من الغرفة".

وأضاف أراد، أنّ نتنياهو أطلع زوجته على معلومات سرية، ولم يفكّر أي من أجهزة فرض القانون بفحص قانونية الأمر، "لكنني أعلنت معارضتي وقلت إنّ هذا الأمر مرفوض، لكن شيئاً لم يحدث".

وأشار أراد إلى أنّ "هذه الأمور لا تزال مستمرة، على ما يبدو، حتى اليوم، ويجب فحص ذلك"، موضحاً أنّه، "قبيل اللقاء مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، جرى الحديث عن مواضيع مثل إيران والعملية السياسية، فهل هي مخولة بسماع هذه الأمور؟ الجواب هو كلا، لكن نتنياهو لا يمنع حدوث ذلك".

وختم بالقول "إذا كانت الآن تجري تحقيقات، فهذا هو الوقت المناسب لفحص ما إذا حدثت أمور كهذه أكثر خطورة".