"دير شبيغل": زيارة الحزب الألماني المتطرف لسورية حضرت بمساعدة موسكو

10 مارس 2018
الزيارة تثير صدمة داخل ألمانيا (حمزة العجوة/ فرانس برس)
+ الخط -
الرحلة الغريبة للسياسيين السبعة للحزب اليميني الشعبوي المتطرف "البديل من أجل ألمانيا" إلى سورية ما زالت تلقي بظلالها على الحدث السياسي اليومي في ألمانيا، وما زاد من تفاعل السياسيين معها المعلومات التي ذكرتها صحيفة "دير شبيغل" أخيرا حول كون زيارة "البروباغندا" للبديل تم التحضير لها بمساعدة من موسكو، وذلك وفق معلومات أمنية.

وتفيد الصحيفة أن الاتصال والتنسيق بخصوصها حصل أوائل شهر فبراير/ شباط خلال رحلة قام بها وفد من البديل إلى شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا. يضاف إلى ذلك صور اللقاء مع مفتي سورية، بدر الدين حسون، الذي هدد عام 2011 أوروبا وأميركا بهجمات للخلايا النائمة، وقال حينها "سنرسل المفجرين الانتحاريين والذين هم بالفعل بينكم إذا ما قصفت دمشق ولبنان، من الآن وصاعدا، العين بالعين والسن بالسن".

وشكلت الصور التي وضعها أعضاء الوفد الألماني على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي عامل اشمئزاز للكثيرين، إذ يحاول أعضاء حزب اليمين الشعبوي من خلال تعليقاتهم وصورهم إعطاء انطباع بأن سورية بلد آمن يمكن لجميع اللاجئين العودة إليه. وهذا ما حدا في وقت سابق من هذا الأسبوع بالمتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفان زايبرت، للقول من برلين لهؤلاء الذين يسايرون النظام في سورية بأنهم يستبعدون نفسهم لكي يكونوا مؤهلين للعمل السياسي، مضيفا أن النظام يظهر كل يوم كم هو غير إنساني ومن أن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، يتحمل مسؤولية العنف والقتل في حلب وإدلب والغوطة. وكان للخارجية الألمانية موقف بشان الزيارة واعتبرت أن أعضاء وفد البديل لم يطلعوا الوزارة على الزيارة مسبقا.

وكان خبير الاستخبارات باتريك سينسبيرغ، المؤيد لحزب المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، والذي ينتمي إلى هيئة الرقابة البرلمانية في البوندستاغ التي تشرف على عمل أجهزة الاستخبارات الفدرالية، شجع في حديث مع صحيفة "هاندلسبلات"، أمس الجمعة، جهاز الاستخبارات الفيدرالي بمراقبة الاتصالات الخارجية لحزب البديل، بعدما تبين أن الأخير أصبح أحد الأذرع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين. وأضاف بعد الزيارة سيكون من مهمة الاستخبارات الألمانية التعاون مع أجهزة دول أخرى، معتبرا أن أجزاء من بنية البديل يمكن اعتبارها مناهضة للدستور وتصرفاته يجب أن تكون لها عواقب.

كذلك، قال رئيس كتلة الحزب الاجتماعي المسيحي، ألكسندر دوبرنتلاوغسبرغ الغيمانه، "بتنا نتعامل مع الناس الذي يعبرون عن تصريحات على هامش الشرعية وبطعم وحشي، يجب على البديل أن يكون معارضا سياسيا، وعلى السلطات حماية الدستور في الحكومة الاتحادية وفي الولايات التأكد مما إذا كان يجب مراقبة برنامج البديل في المستقبل".

من جهته، اعتبر خبير الشؤون الخارجية في الحزب الاشتراكي، رولف موتسنيش، أن الزيارة تندرج في إطار استراتيجية محددة لتعويم نظام الأسد ومؤيديه، فيما اعتبر مسؤول حقوق الإنسان في كتلة الاتحاد المسيحي، ميشائيل براند، "اللقاءات مع مسؤولي النظام بالمثيرة للاشمئزاز وبأنه لقاء مع زمرة من القتلة"، مضيفا أن الوفد أساء إلى سمعة ألمانيا وتسبب بالإهانة إلى ضحايا الحرب الوحشية.

هذا الأمر استفز أيضا ناشطين فأطلقوا فيديو قصيرا من داخل الغوطة الشرقية طالبوا فيه الوفد الموجود حاليا في دمشق والمؤلف من أربعة نواب من البوندستاغ واثنين من برلمان ولاية شمال الراين وستفاليا، إضافة إلى مسؤول آخر في الحزب بزيارة الغوطة التي لا تبعد أقل من 5 كيلومترات عن العاصمة السورية.

ودعوا الوفد إلى معاينة الوضع عن قرب، في نوع من التحدي، ومتسائلين إن كان بإمكانهم البقاء فيها لساعة واحدة، ورد الفيديو على المزاعم التي يطلقها أعضاء الوفد عن إمكانية عودة اللاجئين من ألمانيا إلى سورية والعيش بأمان.

وبين الفيديو الجحيم والوضع المأساوي في الغوطة، وقال الناشطون لأعضاء الوفد انظروا إلى أين سيعيش اللاجئون كل شيء مدمر والوضع مزر لأقصى الحدود، حيث ذبح المئات منذ منتصف الشهر الماضي بعدما استخدم النظام غاز الكلور والنابالم والبراميل المتفجرة في الحمورية وسقبا ودوما.

المساهمون