نتنياهو يراهن على قاعدته الشعبية مستعيناً بالتوراة

21 فبراير 2018
نتنياهو يدعي أنه مطارد من قبل الإعلام واليسار(Getty)
+ الخط -
ردّ رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم الأربعاء، على الإعلان عن توصل مدير عام وزارة الاتصالات، شلومو فليبر، أحد أكثر المقربين منه في العقدين الأخيرين، إلى اتفاق مع النيابة العامة يمنحه منصب "شاهد ملكي"، باقتباس من سفر الخروج من العهد القديم يعزز إدعاءاته بأنه مطارد من قبل الإعلام واليسار، وأن الغلبة ستكون في نهاية المطاف له.

واختار نتنياهو، اليوم، أن ينشر في حسابه على "إنستغرام"، ما جاء في كتاب الخروج من العهد القديم، قائلاً "لكن بحسبما أذلوهم هكذا نموا وامتدوا فاختشوا من بني إسرائيل".

وهدف نتنياهو من وراء هذا الاقتباس إلى وضع حد للتساؤلات في الحلبة الحزبية الإسرائيلية بشأن قراراته المقبلة مع الإعلان عن اتفاقية "الشاهد الملكي" مع فليبر، التي تهدد بالتأسيس لأدلة جنائية ضده بشبهات منح رشاوى لمدير شركة "بيزك" الإسرائيلية، شاؤل ألونيفيتش، بمنح الشركة امتيازات مالية مقابل قيام موقع "والاه" التابع لألونيفيتش بنشر تقارير وأخبار إيجابية عن نتنياهو وزوجته، سارة.


ولم يكتف نتنياهو بالاقتباس المذكور، بل زاد بأن أعاد نشر صورة لنتائج استطلاع أُجري قبل يومين، وبيّن أن "الليكود" يحصل تحت قيادة نتنياهو على 34 مقعداً متفوقاً بـ14 مقعداً عن حزب "ييش عتيد" بقيادة يئير لبيد، و23 مقعداً عن "المعسكر الصهيوني".

وجاء هذا الرد بعد الإعلان عن "الشاهد الملكي"، وبعد الكشف، أمس، عن فضيحة أخرى يشتبه فيها بعرضه منصب المستشار القضائي للحكومة على القاضية هيلا غرسطل، مقابل إغلاق ملف جنائي ضد زوجته.

إلى ذلك، يلتزم وزراء "الليكود" الصمت، فيما أعلن رئيس "البيت اليهودي"، المشارك في الائتلاف، أن حزبه لن يتعاون مع أي مسعى أو مبادرة لتغيير الحكومة الحالية، أو انتخاب خليفة لنتنياهو قبل صدور قرار المستشار القضائي للحكومة في توصيات الشرطة الإسرائيلية.

وفيما نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية تقديرات عن الجو العام في إسرائيل والضغوط الشعبية، وعن كم التحقيقات التي سيخضع لها نتنياهو، ما سيجعل من الصعب عليه إدارة دفة الدولة، يبدي الأخير رهاناً كبيراً على التأييد الشعبي الجارف له في أوساط المجتمع الإسرائيلي، خصوصاً أن الاستطلاعات الثلاثة التي صدرت الأسبوع الماضي، بينت أن نتنياهو لا يزال يتمتع بتأييد كبير في الشارع الإسرائيلي على الرغم من قضايا الفساد التي يبدو أنه تورط فيها.

ومع أن الصحف الإسرائيلية أشارت، اليوم، إلى أن تحول فليبر إلى "شاهد ملكي" ضد نتنياهو، أسوة بمدير ديوانه الأسبق، أريك هارو، في قضية الفساد (2000) المتعلقة بالاتصالات مع ناشر "يديعوت أحرونوت"، يشكل بداية أكيدة لنهاية نتنياهو مهما طالت هذه النهاية أو استغرقت عاماً كاملاً، إلا أنها لم تسقط من الحسبان احتمالات اتجاهه نحو إجراء انتخابات مبكرة، ليجدد التأييد الشعبي له.

ويبدو أن نتنياهو نجح لغاية الآن بإقناع 47 بالمائة من الجمهور الإسرائيلي، بحسب استطلاعات الأسبوع الماضي، بأن ما يجري هو مطاردة له منذ اليوم الأول لوصوله إلى الحكم، وأن الهدف هو إسقاط حكومة اليمين ككل وليس مجرد الإطاحة به شخصياً.

في المقابل، أكد البروفيسور في القانون، مردخاي كريمنتسر، أن ادعاءات نتنياهو عارية من الصحة، وأن بمقدوره التنحي عن منصبه، فيما يختار "الليكود" خليفة له ويشكل حكومة جديدة دون خوض انتخابات جديدة.

المساهمون