استمرار تظاهرات البصرة ومخاوف من امتدادها لمدن مجاورة

07 ديسمبر 2018
عبدالمهدي سيتوجه إلى البصرة قريباً (حيدر محمد علي/فرانس برس)
+ الخط -
لليوم الرابع على التوالي، تتواصل حركة الاحتجاجات والتظاهرات في عدد من مناطق محافظة البصرة جنوبي العراق، بعد توقف دام لأكثر من شهر إثر حملات الاعتقالات الواسعة والاغتيالات التي طاولت ناشطين وأعضاء التنسيقيات المحلية خلال الأسابيع الماضية، عقب عملية حرق القنصلية الإيرانية ومكاتب لمليشيات مسلحة في المحافظة من قبل متظاهرين غاضبين.

وقال مسؤولون محليون إن ثلاث مناطق في البصرة تشهد الجمعة تظاهرات للعشرات، ومن المتوقع أن تزداد عقب صلاة الجمعة إلى المئات، مؤكدين لـ"العربي الجديد"، أن من بينها تظاهرة أمام مجلس المحافظة الجديد، وقرب مقر شركة نفطية في شط العرب.

وعززت قوات الأمن تواجدها في شوارع البصرة، وسط تسريبات تتحدث عن قرب وصول رئيس الوزراء الجديد عادل عبد المهدي إلى المحافظة للقاء قادة التظاهرات الذين يرتدون السترات الصفراء في خطوة قالوا إنها لتحويل الاحتجاجات في البصرة إلى قضية رأي عالمية.

وتعاني البصرة من نقص حاد في مياه الشرب والطاقة الكهربائية، إضافة إلى انهيار قطاعي الصحة والتعليم، وارتفاع معدل الفقر والبطالة، وانتشار عصابات السرقة والسطو المسلح.

ورغم أن البصرة أعلى المحافظات العراقية من حيث الاعتمادات المالية، إلا أن تقاسم الأحزاب للنفوذ على المحافظة المطلة على مياه الخليج العربي جعلها أكبر محافظات العراق تضررا من عمليات الفساد المالي والإداري، ما أثر سلبا على واقعها الخدمي وحياة السكان فيها البالغ عددهم قرابة 4 ملايين نسمة.

وأحرق المتظاهرون صورا لمحافظ البصرة أسعد العيداني، احتجاجا على إقدامه على ضرب أحد المتظاهرين أول أمس عندما ترجل من سيارته وسحبه من وسط الشارع وضربه، وهو ما برره في وقت لاحق بأنه شتم عائلته.

ووفقا لمسؤول حكومي عراقي في بغداد، فإن عبد المهدي سيتوجه للبصرة قريبا خوفا من توسع الاحتجاجات مرة أخرى وامتدادها إلى مدن جنوبية ثانية كما حصل في سبتمبر/ أيلول الماضي، مبينا أن "التظاهرات اندلعت لأن الحكومة لم تف بأي من وعودها، وهذا بسبب إلغاء البرلمان قرارات اتخذها رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي خلال فترة تصريف الأعمال، منها صرف 3.5 ترليونات دينار للبصرة، وإطلاق مشاريع تنمية في المحافظة، وفتح الباب للتوظيف فيها".

إلى ذلك، أكد ضابط في شرطة البصرة أن القوات العراقية فرضت، صباح اليوم الجمعة، إجراءات أمنية مشددة، خشية تمدد الاحتجاجات، مشيرا في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى نشر مفارز أمنية قرب مباني المحافظة والحكومة المحلية، وبقية منازل المسؤولين، تحسبا لاحتمال استهدافها من قبل متظاهرين بعد صلاة الجمعة.


وفي السياق، اعتبر عضو البرلمان العراقي عن محافظة البصرة عدي عواد أن "تجدد التظاهرات أمر طبيعي بعد أن تنصلت الحكومة من وعودها التي سبق أن أطلقتها لأبناء البصرة"، مؤكدا أن "المواطن البصري فقد الأمل بمسألة وجود حلول جذرية لمشاكله من قبل السلطات العراقية بشقيها التشريعي والتنفيذي".

وأضاف أن "الحكومة والبرلمان عجزا عن حل المشاكل، فكيف لهما أن يتمكنا من إيصال الماء لمدينة الفاو الواقعة في أقصى جنوب العراق؟"، مبينا خلال تصريح صحافي، أن "جميع وعود الحكومة ذهبت أدراج الرياح، ولم يتم تنفيذها على أرض الواقع، ما دفع سكان البصرة للتظاهر من جديد".

ولفت إلى أن أعضاء البرلمان العراقي عن محافظة البصرة حذروا الحكومة ومجلس النواب بأنهم لن يسكتوا أمام "الإهمال المقصود" للمحافظة.

وكانت التظاهرات قد اندلعت مجددا قبل أربعة أيام أمام مبنى الحكومة المحلية للمطالبة بتوفير الخدمات وفرص العمل.

يشار إلى أن شرارة التظاهر اندلعت بالبصرة في يوليو/ تموز الماضي، قبل أن تتوقف نهاية سبتمبر/ أيلول من العام الحالي، على خلفية اقتحام وحرق متظاهرين للقنصلية الإيرانية في البصرة، ومبان حكومية، وتعرض قادة التظاهر على أثر ذلك لحملة اعتقالات واغتيالات.