أعلن فصيل مسلح عراقي مدعوم من إيران، اليوم الأحد، عما وصفه استعداده لمد يد العون إلى أكراد سورية، وذلك في أول موقف معلن يصدر عن جهات داخل مليشيات "الحشد الشعبي" العراقية، منذ إعلان واشنطن قرار سحب قواتها من سورية.
وقال الفصيل العراقي المسلح الذي يقاتل في سورية أيضا منذ سنوات إلى جانب نظام بشار الأسد، ويرتبط بشكل مباشر مع "فيلق القدس" الإيراني في بيان له نشرته وسائل إعلام محلية عراقية، إن "الانتكاسات العسكرية التي تعرضت لها الولايات المتحدة الأميركية ابتداء من فيتنام ومرورا بالعراق، ما تزال حتى اليوم تؤرق صانع القرار الأميركي، وتؤثر في منحى قرارات الدخول في حرب جديدة أو الانسحاب منها، ما أنتج متلازمة نفسية كانت السبب وراء هزائم الجيش الأميركي في العراق والمنطقة"، معتبرا أن الرهان على الولايات المتحدة ودورها بالمنطقة رهان خاسر.
واتهم بالوقت نفسه واشنطن بمحاولة إعادة تدوير تنظيم "داعش"، مؤكدا أنه "من دواع إنسانية، نرى أن من الواجب الشرعي والأخلاقي مد يد العون لأطفال ونساء أكراد سورية، وحمايتهم من بطش الجماعات الإجرامية بعدما تخلت عنهم إدارة ترامب، تاركة إياهم بين فكي الغدر الأميركي ووحشية داعش"، وفقا للبيان.
في المقابل قال المتحدث باسم المليشيا (كتائب حزب الله)، جعفر الحسيني في حديث لتلفزيون عراقي محلي إن "الكتائب مستعدة للمشاركة مع الجيش السوري لحماية المدنيين الأكراد على الحدود"، مبينا أن "القرار الأميركي بالخروج من سورية كان متوقعا والكتائب ستعمل مع القيادات الكردية التي لم تنسق مع الأميركيين، حيث لدينا تواصل مستمر ومكثف مع قيادات كردية في شمال سورية". وأضاف أن لديهم تصورا كاملا حول ما يجري في شمال سورية، بما في ذلك التحركات الأميركية.
في الأثناء قلل مسؤول عراقي رفيع من شأن الإعلان معتبرا أن جميع فصائل "الحشد الشعبي" مرتبطة بالدولة، ولا يمكن القبول بأي تحرك خارج الحدود العراقية إلا بقرار مشفوع بتأييد من البرلمان، معتبرا البيان وبيانات أخرى من فصائل معروفة بأنها "مزايدة لا أكثر".
وبحسب المسؤول ذاته في اتصال مع "العربي الجديد"، فإن القرار العراقي من التطورات الجارية في سورية هو النأي عن الدخول بها والالتزام بتأمين الحدود فقط لا غير.
يأتي ذلك بعد ساعات من إعلان وزارة الدفاع العراقية عن بحث رئيس الأركان العراقي الفريق أول الركن عثمان الغانمي، مع قائد القيادة المركزية الأميركية الوسطى الجنرال جوزيف فوتيل، الوضع الأمني على الحدود العراقية السورية وتداعيات انسحاب القوات الأميركية من سورية.
وقالت وزارة الدفاع في بيان لها، إن "الغانمي تلقى، اتصالاً هاتفياً من قائد القيادة المركزية الأميركية الوسطى الجنرال جوزيف فوتيل"، موضحاً أنه "جرى خلال الاتصال مناقشة الوضع الأمني على الحدود العراقية -السورية وتداعيات انسحاب القوات الأميركية من سورية".
ونقل البيان عن قائد القيادة المركزية الأميركية الوسطى قوله، إن "قرار الانسحاب يأتي ضمن جدول زمني معد من قبل القيادة الأميركية".
وأكد "التزام وحرص الولايات المتحدة الأميركية بالوقوف مع العراق بمحاربة ما تبقى من عناصر تنظيم داعش الإرهابي".