وبث التلفزيون الحكومي صوراً ومقاطع فيديو لحرس الشرف والجوقة الموسيقية خلال مراسم استقبال موريسون ببغداد، أظهرت اصطفاف فصيل من مليشيات "الحشد" وآخر من قوات "البشمركة" ضمن الاستقبال، وهو ما اعتبر رسالة من الحكومة الجديدة للداخل العراقي والخارج أيضاً.
وكان رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، قد استقبل في وقت سابق من مساء أمس الأربعاء، نظيره الأسترالي سكوت موريسون والوفد المرافق له، بحسب بيان لمكتب رئيس الحكومة قال إن الطرفين استعرضا العلاقة بين البلدين وسبل تعزيزها في المجالات الاقتصادية والتجارية والزراعية والثقافية.
في حين نقل البيان عن رئيس الوزراء الأسترالي، إعلانه عن دعم العراق في جهود محاربة الإرهاب والمجالات الأخرى خاصة تطوير الاقتصاد والبناء والإعمار والتدريب والمساعدات الإنسانية اللازمة.
وحول ذلك، قال مسؤول بالأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن "إشراك الحشد الشعبي والبشمركة مبادرة من رئيس الوزراء للتأكيد على أن القوتين من ضمن منظومة الدفاع العراقية".
وبين، في المقابل، أن "هناك ارتياحا كبيرا من قبل قادة الحشد الشعبي وكذلك أربيل فهي تحدث لأول مرة، خاصة مع ضيف غربي رفيع يصل إلى العراق"، مشيراً إلى "أن رئيس الوزراء العراقي عازم على جعل ذلك مستمراً حتى مع زعماء الدول التي تتقاطع مع الحشد الشعبي وتعتبره مليشيات بما فيها الولايات المتحدة وبريطانيا"، على حد قوله.
ورأى أن "إشراك البشمركة رغم رفض أربيل، جعلها تحت تصرف وزارة الدفاع الاتحادية، وهو مبادرة أيضاً لحل الخلاف القائم منذ ما يقرب عن 14 عاماً".
وتناقلت وسائل إعلام محلية عراقية ممولة من قبل فصائل بـ"الحشد الشعبي" وأحزاب قريبة من إيران الحدث على أنه إنجاز كبير وإعلان عن نهج الحكومة الجديد، واعتبرته دليلا على "مأسسة" المليشيات، وتعزيز أهميتها من خلال اشتراك عناصر من "الحشد" باستقبال رئيس الوزراء الأسترالي.
إلا أن العقيد المتقاعد محمود عبد السلام، قال لـ"العربي الجديد"، إن "ما حدث يمثل سابقة خطيرة تهدد المكانة التي يتمتع بها حرس الشرف"، لافتاً إلى أن "العهود السابقة كانت تخضع أي عنصر من الجيش يتم ترشيحه لحرس الشرف لاختبارات وتدريبات عدة، لأنه يمثل واجهة البلاد أمام الضيوف العرب والأجانب".
وبين أن "ظهور حرس الشرف عند زيارة رئيس الوزراء الأسترالي لم يكن متناسقاً، ولم يحدث من قبل"، مؤكداً أن "ما جرى أمس يعد المرة الأولى منذ تأسيس الدولة العراقية التي يشترك فيها عناصر من خارج المؤسسة العسكرية بمراسم استقبال مسؤول أجنبي".
وقال أيضاً إن "وجود أشخاص من خارج المنظومة العسكرية بزي بدا مختلفاً عمّا كان يرتديه حرس الشرف مثّل صورة غير مفهومة"، معتبراً أن "هذا الأمر يثير عددا من علامات الاستفهام ينبغي على رئيس الوزراء الإجابة عليها، لأنه يعد مؤسس هذه السابقة".
ومنذ تأسيس الجيش العراقي عام 1921، تطورت شيئاً فشيئاً وحدة المراسم التي أخذت على عاتقها من خلال حرس الشرف التابع لها مهمة الاشتراك باستقبال الضيوف.
ووفقاً للموقع الرسمي لوزارة الدفاع العراقية، فإن وحدة المراسم التي تتبع لدائرة الإدارة في الوزارة تعد الوجه الحضاري للمؤسسة العسكرية، والمرآة العاكسة لهيبة الدولة، لأن عملها يتجسد في استقبال الضيوف القادمين للعراق بشكل رسمي، كما أن للوحدة (المراسم) حضورا فاعلا في المناسبات الوطنية والرسمية.