جرف الصخر العراقية... كيف تحولت المأساة الإنسانية إلى دعاية انتخابية؟

07 يناير 2018
نازحو جرف الصخر ينتظرون العودة إلى ديارهم(صافين حامد/فرانس برس)
+ الخط -


يعلّق سكان بلدة جرف الصخر العراقية آمالهم في العودة إلى ديارهم، التي أرغموا على مغادرتها منذ أكثر من ثلاث سنوات؛ على قشة الوعود الانتخابية وإن كانت من باب الدعاية.

وأطلق برلمانيون وسياسيون، وعوداً بعودة النازحين، وذلك مع اقتراب الانتخابات، فيما بدا بأنه ورقة رابحة، وجدت ترحيباً لدى النازحين، رغم تأكيد البعض أن الأمر يندرج فقط ضمن الدعاية السياسية.

وأكّد عضو المجلس المحلي السابق في جرف الصخر، بمحافظة بابل (100 كيلومتر جنوب بغداد)، حسين الجنابي، في حديثٍ مع "العربي الجديد"، أنّ "الهم الوحيد الذي يشغل أهالي البلدة هو العودة الفورية إلى بيوتهم التي أجبروا على تركها عام 2014"، مشدّداً على أن "نازحي البلدة يعلقون آمالهم على الوعود التي تطلق بين الحين والآخر من قبل برلمانيين وسياسيين، من أجل إعادتهم إلى مناطقهم".

ولفت إلى أنّه "لا يعنينا إن كانت هذه الوعود تندرج ضمن الدعاية الانتخابية لبعض المرشحين أم أنها صادقة، الذي يعنينا هو انتهاء مأساتنا التي تسببت بتشريدنا لأكثر من ثلاث سنوات، الذي يعنينا هو العودة إلى منازلنا حتى وإن كانت ركاما"، معتبراً أنّ "الوعود كثيرة لكن العبرة بالتطبيق".

من جهته، أوضح الزعيم القبلي محمد دحام لـ"العربي الجديد"، أنّ "أهالي جرف الصخر على يقين بأن جميع الأطراف تتاجر بقضيتهم"، معتبراً أنّ "الذين تعالت أصواتهم، أخيراً، للمطالبة بعودة نازحي جرف الصخر، والرافضين لذلك، كلا الطرفين يهدفان لتحقيق المكاسب السياسية".

وأوضح أن "النواب لو كانوا جادين في مطالباتهم بعودة النازحين لاتخذوا موقفا حازما في البرلمان، أو على الأقل عملوا على طلب تدخل الأمم المتحدة"، معتبراً أنّ "جميع الأجندات السياسية أصبحت مكشوفة للعراقيين".

أما الطرف الآخر الرافض لعودة نازحي جرف الصخر، فبحسب الزعيم القبلي، هم مليشيات "الحشد الشعبي"، التي تسعى أيضاً إلى كسب أصوات الناخبين لا سيما بعد الحديث عن تسجيل عدد من المليشيات في مفوضية الانتخابات استعداداً للمشاركة في الانتخابات المقبلة"، معبراً عن قلقه من احتمال بقاء هذا الملف معلقاً حتى موعد الانتخابات في مايو/أيار 2018.

على صعيد آخر، دعا عضو البرلمان عدنان الجنابي إلى إعادة نازحي جرف الصخر، نافياً الحديث عن عودة 65 في المائة من سكان البلدة، موكداً أن هذا الكلام غير صحيح.

وأكّد الجنابي، في مؤتمر صحافي عقده في بغداد، أنه "لم يعد أي نازح، وأتحدى أي شخص يثبت أن هناك نازحين من جرف الصخر تمت إعادتهم"، معتبراً أنّ "من يتحدث عن النازحين في هذه المرحلة يتم اتهامه بأنه يروج لدعاية انتخابية.

من جهة ثانية، أعلن الجنابي أنه لن يترشح للانتخابات المقبلة، مؤكداً أن "حديثه اليوم هو عن النازحين في جرف الصخر".

ودخل تنظيم "داعش" الإرهابي إلى جرف الصخر منتصف عام 2014، قبل أن تتم السيطرة عليها من قبل مليشيات "الحشد الشعبي"، التي لم تسمح لسكانها بالعودة إلى مناطقهم، وحولت منازلهم إلى معسكرات ومخازن للأسلحة ومعتقلات، يقول سياسيون وبرلمانيون إنها تضم الآلاف من النازحين المغيبين الذين اعتقلوا عام 2015 على يد مليشيات مسلحة.




المساهمون