لكل قضية بطلها. والبطل في حالة كتالونيا الإسبانية، هو رئيس الإقليم، كارليس بيغدمونت، الصحافي الذي تحوّل من رئاسة وكالة أنباء كتالونيا، إلى رئيسها في أدقّ ظرفٍ لها. ابن الـ54 عاماً، وُلد في 29 ديسمبر/كانون الأول 1962، في منطقة آمير، في مقاطعة جيرونا الكتالونية. كارليس الثاني من بين 8 إخوة. تحول في عامه الـ16 إلى مراسل لصحيفة "دياري دي جيرونا"، متابعاً الأحداث الرياضية. ومع أنه درس "فقه اللغة الكتالونية" في الجامعة، إلا أنه سرعان ما تركها، عائداً للعمل الصحافي في عام 1981، تحديداً في صحيفة "إل بونت"، ثم صحيفة "برزنسيا". لاحقاً عمل على نشر منشورات بعنوان "كاتا... ماذا؟ كتالونيا في عيون الصحافة الأجنبية"، وذلك في عام 1994.
في إطار الرياضة أيضاً، انضمّ بيغدمونت، أثناء دورة الألعاب الأولمبية الصيفية، التي أُقيمت في برشلونة، عام 1992، إلى مجموعة مدافعة عن "الوطنيين الكتالونيين"، أثناء حملة أحد أشهر قضاة إسبانيا عليهم، بالتازار غارثون. بعدها عاد إلى العمل الصحافي، متجولاً في أوروبا، ثم مساهماً في تأسيس "وكالة الأنباء الكتالونية" عام 1999، وأدار الوكالة حتى عام 2002، حين بدأ العمل مديراً للمركز الثقافي في جيرونا. أسس بيغدمونت أيضاً صحيفة "كتالونيا توداي" الصادرة باللغة الإنكليزية.
في عام 2006، ترك بيغدمونت عالم الصحافة، ليبدأ مساره السياسي، ورغم فشله في حجز مقعدٍ في البرلمان الكتالوني في عام 2007، إلا أنه نجح في عام 2011 في الفوز، ليُصبح عمدة جيرونا. وفي عام 2015، انتُخب نائباً عن جيرونا، قبل أن يصبح رئيساً للإقليم في 10 يناير/كانون الثاني 2016. وكان أول رئيس لإقليم كتالونيا، يرفض أن يقسم اليمين للعرش الملكي، تحديداً للملك فيليبي السادس. بيغدمونت متزوج منذ عام 2000 من الصحافية الرومانية، مارسيلا توبور، ولهما ابنتان. يجيد التحدث باللغات الكتالانية والإنكليزية والفرنسية والإسبانية والرومانية.
وأبدى في حديثٍ لوكالة "رويترز"، أمس الجمعة، قناعته بأن "الناخبين سيتصرفون بشكل سلمي يوم الأحد عندما يدعى الإقليم للتصويت في استفتاء"، مضيفاً أنه "لا أعتقد أن أحداً سيستخدم العنف أو سيحرّض عليه بما يشوّه الصورة السلمية لحركة استقلال كتالونيا التي لا غبار عليها". ودعا بيغدمونت الشرطة الإسبانية، التي أرسلت آلافاً من أفرادها للإقليم بهدف منع أي تحرك لإجراء الاستفتاء، إلى "التصرف بصفة مهنية لا بصفة سياسية أثناء أداء مهامها"، مشدّداً على أنه "أود أن يستخدموا المعايير ذاتها التي تستخدمها شرطة إقليم كتالونيا. ليست معايير سياسية ولا أوامر سياسية، وإنما معايير الشرطة والمهنية".