المرزوقي يرتب بيته الداخلي قبل الانتخابات البلدية في تونس

03 سبتمبر 2017
قرر المرزوقي التحاور مع قواعد الحزب (ياسين قائدي/الأناضول)
+ الخط -

علمت "العربي الجديد" أن الرئيس التونسي السابق، منصف المرزوقي، مؤسس حزب "حراك تونس الإرادة"، سيبدأ جولة داخلية في تونس، يلتقي خلالها قيادات وقواعد الحزب في عدد من الجهات بهدف التحاور معها في قضايا الحزب المستجدة قبل الانتخابات البلدية نهاية العام الحالي.

وتأتي مساعي المرزوقي للحد من ارتدادات الأزمة الداخلية للحزب، بعد إعلان عدد من أعضاء الهيئة السياسية للحزب استقالتهم منها. وكشف المستقيلون، في بيان، أن استقالتهم جاءت بسبب ما وصفوه بـ"استحالة مواصلة العمل ضمن هياكل الحزب، بسبب إصرار مجموعة ضيقة على الاستفراد بالقرار وتوجيهه، وعزلها مؤسسات الحزب وهياكله والمنخرطين فيه، رغم الأخطاء المتتالية والفشل الواضح في إدارة مراحل سابقة، والدفع لمنهجية الفوضى والارتجالية، ما أربك قرارات الحزب ومواقفه وأعاق تطوره"، بحسب البيان.

وتعكس هذه الاستقالة محاولة للضغط على المرزوقي بهدف إبعاد قيادات تاريخية رافقته طيلة سنوات من النضال، قبل الثورة وبعدها، وأبرزهم عدنان منصر وطارق الكحلاوي. وقد برزت هذه الخلافات مباشرة بعد المؤتمر الأول للحزب، إذ حاول المستقيلون إبعاد الثنائي عن دائرة القرار من خلال عدم انتخابهما، ما فاجأ كثيرين وبدا أنه سعي لقلب التوازن داخل الحزب، لأن الكحلاوي ومنصر بالذات من رفاق الرحلة المقربين إلى المرزوقي، وهو ما فُهم منه بأنه محاولة لعزله وفرض توازن جديد داخل الحزب، بالرغم من أن الظاهر قد يعكس ممارسة ديمقراطية حزبية. لكنْ كثر يعتبرون أن الحزب قد سارع إلى عقد مؤتمره الأول قبل أن تنضج شروط ذلك، وأهمها فهم الوضع الخاص للحزب في المشهد التونسي العام.

وعلى الرغم من أن المرزوقي لم يعبر رسمياً، حتى الآن، عن موقفه من الأزمة، فقد علمت "العربي الجديد" أنه قرر التحاور مع قواعده مباشرة بعد عيد الأضحى، وأنه يعتبر أنها أزمة متوقعة برغم أسفه على ذلك، لكنه يبدو غير مستعد للتخلي عن قيادات تاريخية رافقته على امتداد سنوات طويلة، خصوصاً أن ذلك غير مفهوم. ويبقى التساؤل حول إمكانية ترتيب البيت الداخلي للحزب بعد هذه الأزمة، والحد من تداعياتها خلال موسم الاستعداد للانتخابات المحلية، التي يعتبرها الحزب موعداً مهماً، باعتبار أنه يقدم نفسه كحزب الحكم المحلي. لكن من المؤكد أن هذه الأزمة ستؤثر على مكانة الحزب في بعض المناطق، خصوصاً في الجنوب، حيث ينتمي أكثر المستقيلين. ولكن هل سيسعى المرزوقي إلى محاولة التحاور مع المستقيلين وإقناعهم بالعدول عن ذلك، أم أنه سيعتبر أنها مرحلة ينبغي تجاوزها بسرعة والمرور إلى ما بعدها؟ كل الاحتمالات واردة، خصوصاً وأن أغلب قيادات الحزب تحفظت عن نشر الموضوع بشكل واسع، باستثناء البيان وتصريحات للنائب المستقيل مبروك الحريزي، فيما التزم منصر والكحلاوي وبقية القيادات الصمت تجاه هذه الأزمة.

المساهمون