استطاع تنظيم "داعش" الإرهابي، أخيراً، أن يفتح ثغرة لينفذ من خلالها نحو محافظات جنوب العراق، في خطوة يسعى من خلالها لتنفيذ ضربات وهجمات فيها وإرباك أمنها، الأمر الذي دفع الحكومة للتعجيل بإطلاق عملية عسكرية في غرب محافظة الأنبار بهدف تأمين المحافظات الجنوبية.
وقال مسؤول محلي في محافظة المثنى لـ"العربي الجديد"، إنّ "تنظيم داعش استطاع أن يتسلل خلال الأيام الماضية نحو المحافظات الجنوبية وينفذ هجماته فيها"، مبيناً أنّ "التسلل تم عبر منافذ أقامها التنظيم عبر بادية السماوة المرتبطة بمحافظة الأنبار".
وأوضح أنّ "المساحة الشاسعة للبادية وارتباطها بصحراء الأنبار والتي لم تستطع القوات الأمنية السيطرة عليها، منح التنظيم القدرة على فتح ثغرات من خلالها إلى المحافظات الجنوبية"، مبيناً أنّ "تلك الثغرات لا يمكن السيطرة عليها بسهولة، وتتطلب أعداداً كبيرة من القوات".
وأشار إلى أنّ "القوات الأمنية ومليشيا الحشد الشعبي دفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة في المنطقة الحدودية بين المحافظتين محاولة السيطرة عليها ومنع تسلل التنظيم منها".
ودفعت تلك المخاوف الحكومة إلى تعجيل إطلاق عملية عسكرية واسعة في غرب محافظة الأنبار، لأجل إجلاء التنظيم عنها وتأمين المحافظات الجنوبية.
وقال ضابط بقيادة العمليات لـ"العربي الجديد"، إنّه "كان من المقرر أن تنطلق عملية تحرير الحويجة قبل غرب الأنبار، لكنّنا فوجئنا بالأوامر التي صدرت بالتحرك نحو عكاشات والبدء بالمعركة"، مبيناً أنّ "الهدف الرئيس من المعركة هو إجلاء داعش عن غرب الأنبار لأجل تأمين المحافظات الجنوبية، ومنع التنظيم من التسلل إليها".
وأشار إلى أنّ "العملية تمت بمشاركة كبيرة لمليشيات الحشد الشعبي، والتي وضعت خطة لتامين محافظات الجنوب".
ودفعت مليشيات "الحشد الشعبي" بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية في محافظة المثنى، تعزيزات عسكرية كبيرة نحو بادية السماوة، ونشرت منظومات صواريخ، وسرايا استطلاع تعمل بالتناوب لأجل السيطرة على المنطقة وسد الثغرات التي يتسلل من خلالها "داعش" إلى المحافظات الجنوبية.
وكانت محافظات جنوبي العراق قد شهدت الأسبوع الفائت تفجيرين في محافظتي ذي قار وبابل أوقعا عشرات القتلى والجرحى فيهما، بينما تتحدث القيادات الأمنية عن معلومات لتنفيذ تفجيرات أخرى.