"مجزرة المدرعات" تكسر الهدوء بسيناء: تفاصيل الاعتداء على رتل للشرطة

11 سبتمبر 2017
حصيلة القتلى مرشحة للارتفاع (Getty)
+ الخط -
كسر الاعتداء الذي استهدف رتلا للشرطة المصرية غرب مدينة العريش، اليوم الإثنين، ونفّذه مسلّحون ينتمون لتنظيم "ولاية سيناء" الموالي لـ"داعش" الإرهابي، حاجز الهدوء النسبي الذي ساد محافظة شمال سيناء منذ عدة أسابيع، في ما يتعلق بالهجمات ضد قوات الأمن.

وفي تفاصيل الهجوم، كشفت مصادر قبلية، لـ"العربي الجديد"، أن اعتداء مركّبا شنه المسلحون على رتلٍ للشرطة المصرية أثناء مروره على الطريق الدولي الرابط بين مدينة العريش وبئر العبد، مما أدى إلى مقتل وإصابة كل من كان في الرتل.

وأوضحت المصادر أن "بداية الهجوم كانت بتفجير عبوة ناسفة في سيارة التشويش على العبوات الناسفة والمواد المتفجرة، مما أدى إلى تدميرها. وخلال تقدم المدرعات، التي كانت تتبع سيارة التشويش على الطريق، قام المسلحون بتفجير عبوات ناسفة في المدرعات، مما أدى إلى تدمير مدرعتين وإصابة من فيهما".

وأكدت المصادر، نقلا عن شهود عيان، أن المسلحين اقتربوا من الرتل، ودمروا مدرعتين أخريين بقذائف مضادة للدروع، مما أدى إلى اشتعال النيران فيهما، ومن ثم أجهز المسلحون على بعض المصابين.



وأشار شهود عيان إلى أن العميد محمود خضوري، حاول الهرب بسيارته رباعية الدفع من مكان الاعتداء، إلا أن الإرهابيين أطلقوا النار بغزارة على السيارة، مما أدى إلى إصابته ومقتل ضابط برتبة ملازم أول كان برفقته، قبل أن يهرب من السيارة، ويتمكن المسلحون من السيطرة عليها والانسحاب بها من مكان الحادثة.

وفي وقت لاحق، قالت مصادر طبية، لـ"العربي الجديد"، إن 17 من أفراد الشرطة، بينهم 4 ضباط، قتلوا في الهجوم، فيما أصيب 12 آخرون بجروح متفاوتة، بينها خطيرة وحالات بتر في الأعضاء.

وأشارت المصادر ذاتها إلى أن سيارات الإسعاف عجزت عن الوصول إلى مكان الحادثة؛ بسبب تمركز عدد من المسلحين على الطريق المؤدي إلى مكان الاستهداف، وإطلاقهم النار على أي سيارة تتحرك في اتجاههم.

وأكدت أن 4 من العاملين في الإسعاف أصيبوا نتيجة إطلاق نار مباشر تعرضت له عدة سيارات إسعاف كانت برفقة قوات الأمن، حينما حاولت الدخول إلى منطقة التلول، حيث استُهدف رتل الشرطة.

وتوقعت المصادر ارتفاع حصيلة القتلى والإصابات في الهجوم، خلال الساعات المقبلة، في ظل تواصل نقل الحالات بصعوبة لتعرض الإسعاف لإطلاق نار، واحتمالية وفاة عدد من المصابين بجروح خطيرة.

وفي إثر الهجوم، أغلقت قوات الأمن المصرية الطريق الدولي من وإلى مدينة العريش أمام حركة المواطنين، وأغلقت كافة الكمائن العسكرية المنتشرة في المنطقة، فيما بدأت في حملة تمشيط واسعة في محيط المكان بحثا عن المنفذين.

ويعتبر هذا الهجوم هو الأعنف منذ أسابيع، حيث شهدت محافظة شمال سيناء هدوءاً نسبياً في الهجمات ضد قوات الأمن، التي تواصل هجومها في مدينة رفح، لليوم العشرين على التوالي، وسط حركة نزوح واسعة من السكان.

كما يعتبر الهجوم الأعنف منذ هجوم البرث الإرهابي، الذي استهدف ارتكازا للكتيبة 103 صاعقة جنوب مدينة رفح، مطلع يوليو/تموز المنصرم، وأدى إلى مقتل وإصابة 40 عسكريا، هم مجمل عدد الكتيبة التي كانت متواجدة لحظة هجوم التنظيم.

وشهدت مناطق غرب العريش، قبل أسبوعين، هجمات عدّة ضد قوات الأمن، أدت إلى مقتل وإصابة عدد منهم، كان أبرزها الكمين الذي أعده تنظيم "ولاية سيناء"، الموالي لتنظيم "داعش"، واستهدف سيارة تقلّ 4 عسكريين سقطوا قتلى.





المساهمون