50 أسيراً من "وفاء الأحرار" يضربون عن الطعام بعد قطع السلطة رواتبهم

03 اغسطس 2017
خمسون أسيراً سيضربون من داخل سجون الاحتلال (العربي الجديد)
+ الخط -
أعلن خمسون أسيرًا فلسطينيًّا من محرّري صفقة "وفاء الأحرار"، والذين أعادت قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقالهم، اليوم الخميس، إضرابهم المفتوح عن الطعام من داخل سجون الاحتلال، احتجاجًا على قطع السلطة الفلسطينية رواتبهم للشهر الثالث على التوالي، في تصعيد كبير من داخل سجون الاحتلال، وبعد أن أُغلقت في وجوههم كل السبل واللقاءات، فيما يواصل بعض أولئك الأسرى إضرابهم عن الطعام لليوم الثالث على التوالي.

وفي بيان تلاه الأسير المحرر في الصفقة، منصور شماسنة، خلال مؤتمر صحافي عقد اليوم،  أمام خيمة الاعتصام، في رام الله، قال الأسرى "إن كان صوتنا لم يصل لمسامع المسؤولين بعد، فسنضطر للأسف إلى خوض الإضراب عن الطعام من داخل السجون، كي تسمع صوت لهيب جوع أمعائنا. سنذهب ونحن له كارهون، وليس فيه من مخمصة وجوع، وإنما جاء بعد إدخال قضية الأسرى، إحدى القضايا المجمع عليها، مربع التجاذبات السياسية والضغوطات الخارجية، رغم حرصنا على أن ننأى بأنفسنا عن الانقسام، مهما كانت الظروف والأحوال".

وطالب أسرى "وفاء الأحرار" السلطة الفلسطينية بإعادة حقهم المصادر، والذي هو قوت عيالهم وعيش أطفالهم، وعبروا عن أملهم بأن يأتي موعد صرف رواتبهم في شهر أغسطس/آب الجاري، وقد حلت قضيتهم وكافة قضايا الأسرى والمحررين. كما أهابوا بجماهير الشعب الفلسطيني وفصائله الوطنية "أن يقفوا صفًّا واحدًا متعاضدًا لحل هذه القضية ومساندة الأسرى بشكل عام"، ودعوا لتجنيب حقوقهم أية تجاذبات سياسية أو ضغوطات خارجية أو مآرب سياسية.

ولفت الأسرى إلى أنه "للشهر الثالث تواصل السلطة الفلسطينية قطع رواتبهم والإمعان بحرمانهم من أبسط حقوقهم التي كفلها القانون وتشريعاته، وبعد أكثر من شهر ونصف من سعيهم وتواصلهم المستمر مع الجهات ذات الشأن لاسترداد حقهم، لم يجدوا جوابًا لهذا الحق الذي سلب منهم دون وجه حق، سوى أنهم أسرى قاوموا الاحتلال لأجل وطنهم وشعبهم"، وفق البيان.



وفي رد على سؤال "العربي الجديد" حول إمكانية حل قضيتهم في الفترة الحالية، خاصة في ظل الحديث عن مبادرات للمصالحة الفلسطينية، قال شماسنة "إن ما وصل لنا هو نقل انطباع إيجابي ليس فيه وعود دقيقة أو حل واقعي، لكنه أشبه بالجو الإيجابي، ويمكن أن يبنى عليه، ولم يصلنا أي حل أو وعود بحل هذه القضية".

وأكد أن قطع الرواتب جاء في سياق ضغوط خارجية، بعد زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للأراضي الفلسطينية في مايو/أيار الماضي، ومطالبته بعدم الإنفاق على الأسرى، وكذلك بعد تهديد الاحتلال باقتطاع ما يدفع للأسرى من أموال الضرائب الفلسطينية، "ولعل من اتخذ قرار قطع الرواتب أراد أن يدخل موضوع الانقسام في هذه القضية". وشدد شماسنة على "ضرورة أن يتم تجنيب الأسرى وقوت عيالهم أية تجاذبات سياسية، ومعاقبتهم على شيء لا يستحقونه بل يجب أن يكرموا ويصانوا".

وحول قضية إضراب أسرى "وفاء الأحرار" من داخل سجون الاحتلال، قال شماسنة، "هناك من الأسرى وكذلك المحررين المضربين، من يعاني من أمراض مزمنة وخطيرة، ومنهم كبار سن يخشى على حياتهم، والسلطة الفلسطينية تتحمل المسؤولية عن قوتهم وحياتهم".

واعتبر أن "هذا الإضراب خرج عن المألوف، في العادة يكون الإضراب ضد مصلحة سجون الاحتلال لتحقيق مطالب داخل الأسر، أما أن يكون الإضراب من داخل السجن ضد السلطة فهو أمر محزن ومحرج للجميع. ومن الممكن أن تستغل إدارة سجون الاحتلال ذلك، في الإمعان بمعاناة الأسرى، وقد يعزلون، وتصادر الأجهزة الكهربائية التي يستخدمونها". 


يخوض المحررون المقطوعة رواتبهم اعتصاماً مفتوحاً منذ 47 يوماً (العربي الجديد)

في غضون ذلك، يخوض 16 أسيراً محرراً من محرري صفقة "وفاء الأحرار"، بينهم الأسيرة المحررة هنية ناصر، إضرابًا مفتوحًا عن الطعام، ضد قطع رواتبهم من قبل السلطة الفلسطينية، لليوم السادس على التوالي، بعد دخولهم في اعتصام مفتوح، وسط مدينة رام الله، منذ 47 يوماً، حيث سيكون إضراب المحررين على مرحلتين؛ الأولى يتناولون خلالها الماء والسوائل مع الامتناع التام عن الطعام، والثانية تكون بالاعتماد على الملح والماء.

ومنذ مطلع شهر يونيو/حزيران الماضي، قطعت السلطة الفلسطينية رواتب نحو 300 أسير ومحرر ومبعد في صفقة "وفاء الأحرار"، التي أبرمتها حركة "حماس" في عام 2011 مع إسرائيل برعاية مصرية، مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وأفرج فيها عن أكثر من ألف أسير أعادت إسرائيل اعتقال وإعادة الأحكام السابقة للعشرات منهم، بعد اعتقالهم قبل نحو ثلاث سنوات.