وقال مسؤول عراقي بارز في بغداد إن الوفد الأميركي باشر، منذ يوم أمس، بعمليات مسح جوي ورصد الأوضاع في المنطقة بشكل عام، بدءًا من الحدود مع الأردن، وعلى طول الطريق الدولي الرابط بين بغداد وعمان، مبينًا أن "الشركة الأميركية (أوليف) ستباشر مشروع تأمين الطريق الدولي، بأسرع وقت ممكن".
وأضاف أن "مسألة اعتراض البرلمان على الشركة، بسبب هويتها الحقيقية، واعتبارها نسخة من (بلاك ووتر) سيئة الصيت، ستكون محل جدل داخل البرلمان والحكومة، إذ أكدت الشركة أنها ماضية في تنفيذ بنود العقد".
وأكّد أن بدء فتح المنفذ سنشهد قبله عمليات تأهيل ونصب حواجز تفتيش وتسيير طائرات لرصد أي خطر محتمل على القوافل التجارية، سواء القادمة من الأردن أو المغادرة من العراق، موضحًا لـ"العربي الجديد"، أن المسؤولين وممثلي الشركة الأميركية اطلعوا على مستلزمات إصلاح وتأمين الطريق.
وأضاف أن "الهدف من الزيارة الحالية هو تحديد كل ما يحتاجه فتح الطريق بين العراق والأردن، سواء أكان من الناحية الأمنية، أم الخدمية، أم إعمار الجسور التي نسفها (داعش)، وإنشاء مركز للتنسيق بين العراق والأردن في المنفذ"، مؤكدًا أن الوفد الأميركي حظي بحماية أمنية كبيرة من قبل قوات أميركية خاصة محمية بالمروحيات، وقوة عراقية مساندة.
وفي غضون ذلك، أكد رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أن الحكومة تعمل على تأمين الطريق الدولي الرابط بين بغداد وعمان بأسرع وقت.
وقال العبادي، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، الذي عقد مساء أمس الثلاثاء: "نعمل على تأمين الطريق الدولي الرابط بين بغداد وعمان، بغية استئناف العلاقات التجارية الطبيعية بين الأردن والعراق".
وتعوّل كل من بغداد وعمان على استعادة القناة الجافة بين البلدين عافيتها من خلال إسناد المهمة لشركة أميركية تتخذ من أبوظبي مقرًّا لها، تم تأسيسها عام 2013 على أنقاض شركة "بلاك ووتر" سيئة الصيت، التي تم تفكيكها عقب سلسلة فضائح وانتهاكات في عدد من دول العالم، أبرزها العراق، حيث تم طردها رسميًّا عام 2007.
إلى ذلك، قال القيادي في تجمع العشائر المناهضة لـ"داعش"، فاضل العيساوي، اليوم الأربعاء، إن الشركة الاميركية المكلفة بحماية الطريق الدولي بين العراق والأردن باشرت أعمال الكشف على الطريق منذ عدة أسابيع، مؤكدًا لـ"العربي الجديد"، أن الشركة التي تتخذ من قاعدة "عين الأسد"، غربي الأنبار، مقرًّا لها لديها عناصر أمنية مدربة تعمل على حماية كوادرها الهندسية والفنية.
واشار إلى وجود تنسيق بين الشركة الأمنية المكلفة بحماية الطريق الدولي بين بغداد وعمان مع القوات العشائرية، من أجل القيام ببعض مهام الإسناد على طول الطريق الذي يمر بمساحات واسعة من الأراضي الصحراوية، مرجحًا أن يتم فتح الطريق خلال فترة قصيرة، بسبب وجود جدية أميركية وعراقية وأردنية في ذلك.
بدوره، أعرب العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، السبت الماضي، عن تفاؤله بالأوضاع في العراق، وفتح منفذ طريبيل الحدودي خلال العام الحالي، موضحًا أن ملامح الطريق مع العراق وسورية بدأت تتضح في ظل وجود بوادر إيجابية في هذا الشأن.
وسبق لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أن أكد على أن الطريق بين العراق والأردن سيمنح لشركة استثمارية أجنبية تتولى مسؤولية إعماره وحمايته.
وأغلق منفذ طريبيل بين العراق والأردن بعد سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي على الموصل، ومدن عراقية أخرى، والصحراء الغربية التي تربط العراق بالأردن وسورية، منتصف عام 2014، وعلى الرغم من إعلان القوات العراقية عن سيطرتها على المنفذ، فإن طريق بغداد – عمان لم يفتح بسبب استمرار سيطرة التنظيم على مساحات صحراوية واسعة غرب الأنبار.