هدوء في إدلب وغموض حول معبر باب الهوى

22 يوليو 2017
هدوء وحذر في إدلب (عمر حاج قدور/فرانس برس)
+ الخط -
تسود محافظة إدلب في الشمال السوري، أجواء من الهدوء الحذر، بعد أيام من التوتر، بسبب القتال، بين"حركة أحرار الشام"، و"هيئة تحرير الشام"، منذ الأربعاء الماضي، والذي أسفر كما يبدو عن "انتصار" الأخيرة، بعد وصولها إلى معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.

واتفق الطرفان على تسليم المعبر، إلى "جهة مدنية" لإدارته، بعد أن كانت تسيطر عليه "حركة أحرار الشام"، خلال الفترة الماضية.

وتسود إدلب، أجواء من الترقب، وسط إشاعات عن إمكانية تشكيل "جسم تنظيمي واحد" في المحافظة، من "هيئة تحرير الشام" و"حركة أحرار الشام"، الأمر الذي نفاه مصدر في الأخيرة، لـ"العربي الجديد".

وقال المصدر، لـ"العربي الجديد"، اليوم السبت، إنّ "الحديث الذي ساد عقب التوصّل إلى اتفاق لوقف القتال، مساء أمس الجمعة، بشأن إنشاء جسم واحد من الفصيلين غير صحيح".

وكشف المصدر عن وجود تقارب بين "حركة أحرار الشام"، وكل من "حركة نور الدين الزنكي"، و"فيلق الشام"، بغية تشكيل جسم واحد أقرب إلى "روح الثورة"، "في مواجهة التيار الجهادي الغالب عند الطرف الآخر، والذي يغذيه الشرعيون غير السوريين الذين كان لهم الدور الأبرز في التحريض على القتال خلال الأيام الماضية"، بحسب المصدر.

وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ "عناصر حركة أحرار الشام ما زالوا داخل معبر باب الهوى، حيث ينص الاتفاق على خروجهم من المعبر الذي أعلنت تركيا عن إغلاقه، اليوم السبت وغداً الأحد بهدف الصيانة".

ونص اتفاق وقف إطلاق النار، بين "هيئة تحرير الشام"، و"حركة أحرار الشام"، على إطلاق سراح المحتجزين من الطرفين، وخروج الفصائل من معبر باب الهوى، وتسليمه لإدارة مدنية.

وكانت "هيئة تحرير الشام"، قد فرضت حصاراً على المعبر مع تركيا، بعد سيطرتها على معظم بلدات الشمال السوري في محافظة إدلب، لتحاصر من بداخله من مقاتلي "حركة أحرار الشام"، ومقاتلين آخرين قدموا من مناطق "درع الفرات" شمال حلب.

ورأى ناشطون، أنّ "هيئة تحرير الشام" ستكون هي الجهة الفعلية المسيطرة على المعبر تحت ستار إدارة مدنية محايدة، محذرين من تدخلٍ دولي محتمل في محافظة إدلب، المدرجة ضمن مناطق "خفض التصعيد" بموجب اتفاق أستانة، برعاية تركية روسية إيرانية.

وترفض تركيا سيطرة "هيئة تحرير الشام"، والتي تصنفها كمنظمة "إرهابية"، على معبر باب الهوى، وقد نشطت، خلال ليل أمس الجمعة، حركة للطيران الحربي الذي يُعتقد أنّه تركي في سماء إدلب، دون شن أي غارات.

وعقب التوصّل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، جابت سيارات تابعة لـ"هيئة تحرير الشام"، شوارع مدينة إدلب، احتفالاً بـ"الانتصار"، على "حركة أحرار الشام"، فيما قال ناشطون إنّ الأخيرة انسحبت من بلدات عدة في المحافظة دخلتها "هيئة تحرير الشام"، دون قتال؛ مثل معرة مصرين ورام حمدان وكفر يحمول.

كما سيطرت "هيئة تحرير الشام"، على معسكر يتبع لـ"حركة أحرار الشام" في شمال بلدة حاس، واعتقلت قائد "لواء الغاب"، أبو عبد اللطيف.

وقال شرعي الجناح العسكري في "هيئة تحرير الشام" أبو يقظان المصري، في كلمة مسجلة، إنّ "حركة أحرار الشام منقسمة على نفسها، وكان لا بد من إنهاء وجودها، حتى نستطيع أن نستمر في هذه المنطقة"، مشيراً إلى أنّ هذا القرار اتخذه قائد "هيئة تحرير الشام" أبو جابر الشيخ .

وأضاف المصري، أنّ "هيئة تحرير الشام لن تسمح لفيلق الشام إلا بقوة محدودة، وكذلك من بقي من الجيش الحر"، واصفاً ما قامت به "هيئة تحرير الشام"، بأنّه "إصلاح للجهاد"، ومبرراً سقوط ضحايا مدنيين بأنّه "تترس يجوز شرعاً في حال احتماء جيش الكفار بمن يحرم قتلهم من المسلمين"، على حد قوله.

وفي تطورات ميدانية أخرى، دمّر سلاح الجو التابع للنظام السوري، عدة مقرات وسيارات، وقتل العشرات من تنظيم "داعش" باستهداف تحصيناتهم وتحركاتهم في معدان وبئر السبخاوي بريف الرقة، وغرب أم الريش وشنداخية غنيمان بريف حمص الشرقي، وفق قول ناطق عسكري باسم قوات النظام، زاعماً أنّ القوات فتحت ممرات لخروج المدنيين من مدينة الرقة، في ريف المحافظة الغربي.

كما دارت اشتباكات بين قوات النظام وتنظيم "داعش"، فجر اليوم السبت، بالقرب من منطقة ضهر الحزم جنوب السخنة بريف حمص الشرقي، بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي متبادل.

في المقابل، أعلنت مصادر إعلامية مقربة من تنظيم "داعش"، عن مقتل أكثر من 25 عنصراً من قوات النظام، بالقرب من قاعدة "T3" الجوية، شرقي تدمر بمحافظة حمص.

وتسعى قوات النظام مدعومة بمليشيات أجنبية، وإسناد جوي روسي، للوصول نحو منطقة السخنة التي يفصلها عنها نحو 9 كيلومترات، والانطلاق منها نحو مدينة دير الزور.

إلى ذلك، قُتل عدة أشخاص، جراء قصف صاروخي، استهدف مدينة السلمية شرقي حماة الخاضعة لسيطرة قوات النظام.

وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ أربعة صواريخ، سقطت على الحارة الغربية، قرب المساكن ومحيط مدرسة العروبة، ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص، بينهم ثلاث نساء، وإصابة عشرين بعضهم حالاتهم خطرة، وقد نقلوا إلى المشفى الوطني.

ورجّح أحد المصادر، أن يكون القصف من قرية السطيحات الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش"، شرق مدينة السلمية في حماة.

المساهمون