التحالفات الانتخابية: الملف الوحيد الذي يشغل قادة العراق

01 يونيو 2017
حوارات سياسية وبحث عن التحالفات (حيدر هادي/الأناضول)
+ الخط -






ينشغل قادة العراق، خلال هذه المرحلة، بإجراء الحوارات الانتخابية والتقارب بين الكتل السياسية، في إطار الاستعداد لخوض الانتخابات المحلية والبرلمانية المقبلة.

وتطغى هذه الحوارات على كافة الملفات الأخرى، والتي تلامس مصالح الشعب، الأمر الذي قوبل بانتقادات شديدة من قبل سياسيين.

وفي هذا السياق، قال مسؤول سياسي لـ"العربي الجديد"، إنّ "رئيس الوزراء حيدر العبادي، ورئيس الجمهورية فؤاد معصوم، عقدا، مساء أمس، اجتماعا مشتركاً في مكتب العبادي لبحث عدد من الملفات المهمة"، مبينا أنّ "ملف الانتخابات والاستعداد لها، من أهم الملفات التي طرحت على طاولة البحث".

 

وأكد المسؤول ذاته أنّ "الطرفين بحثا إمكانية التقارب السياسي في المرحلة المقبلة، وتشكيل تحالفات سياسية وطنية قادرة على قيادة البلاد وإبعادها عن التخندقات الطائفية والقومية الضيقة"، مبينا أنّ "الجانبين أكدا إمكانية التقارب السياسي في المرحلة المقبلة، ضمن الإطار الوطني الشامل".

 

وكان مكتب رئيس الحكومة قد أكد أن "رئيسي الحكومة والجمهورية ناقشا العمليات العسكرية، والانتصارات المتحققة من قبل قواتنا البطلة في الموصل، وشددا على أهمية إدامة زخم الانتصارات مع قرب تحرير الموصل، وإعلان النصر على (داعش)، كما بحثا عددا من الملفات الأخرى المهمة".

 

إلى ذلك، يجري نائب رئيس الجمهورية، نوري المالكي، جولات مكوكية مكثّفة، يلتقي خلالها مع قادة الكتل السياسية وشيوخ العشائر والوجهاء والمسؤولين والأحزاب والكتل الكبيرة والصغيرة، محاولا تحشيدها إلى جانبه في إطار سعيه لخوض الانتخابات المقبلة.

 

والتقى المالكي، أخيرا، مع الأمين العام لـ"حزب الفضيلة" (جزء من التحالف الوطني الحاكم)، عبد الحسين الموسوي.

وبحسب المصدر ذاته، فإنّ "الجانبين بحثا التوقيتات الدستورية لخوض الانتخابات المقبلة، حيث دعا المالكي إلى تبني خطاب موحد برفض تأجيل الانتخابات".

 

وأضاف أنّ "المالكي أكد على ضرورة التقارب في وجهات النظر والاتفاق بين مكونات التحالف الوطني، على رفض تأجيل الانتخابات، وخطورتها"، مبينا أنّه "حذّر من خطورة التأجيل والمؤامرة التي يراد من خلالها الإتيان برئيس حكومة مرتبط بأميركا، وما ينتج من نتائج وخيمة، ومنها حل (الحشد الشعبي)، وتكريس الاحتلال الأميركي للعراق، ورهن البلاد بالمصالح الأميركية".

 

من جهته، انتقد عضو "التيّار المدني العراقي"، غانم الركابي، "انشغال قادة البلاد بملف التحالفات الانتخابية والاستعدادات لخوض الانتخابات وتقديمها على الملفات الأخرى".

 

وقال الركابي، لـ "العربي الجديد "الأوْلى بقادة العراق الذين تحمّلوا مسؤولية البلاد، أن يقدّموا الملفات التي تلامس مصلحة الشعب على أية مصالح خاصة"، مبينا أنّ "الملف الأمني وملف الخدمات، وملف ما بعد (داعش)  تحتاج إلى مباحثات وحوارات بين القادة، وأن يتم التفاهم بشأنها وتذليل العقبات التي تعترض طريقها".

 

وأضاف أنّ "انشغال قادة العراق بملف الانتخابات والصراع على تحقيق المكاسب الانتخابية هو تقصير بواجباتهم تجاه الشعب، وتجاه أزمة النزوح الخطيرة وتراكماتها"، مؤكدا أنّ "البلاد تمر بمرحلة عصيبة، ويجب على القادة أن يلتفتوا لمصالح شعبهم ويتجاوزوا المصالح الخاصة الضيقة".

 

يشار الى أنّ الصراع السياسي على أشدّه بين قادة التحالف الوطني العراقي، بسبب قرب موعد الانتخابات، وتتصارع كتل التحالف تلك وكتل أخرى من خارجه على تحقيق المكاسب السياسية، في وقت يعيش فيه الشعب في ظروف مأساوية أمنية واقتصادية وخدمية.