صحوة صباحي تقسّم الناصريين المصريين: "كومبارس" أم معارضة حقيقية؟

09 مايو 2017
عاد صباحي للظهور بقوة على الساحة الإعلامية(محمد الشاهد/فرانس برس)
+ الخط -
أثارت تصريحات رئيس حزب "الكرامة"، محمد سامي، حول المرشح الرئاسي الخاسر، حمدين صباحي، غضباً واسعاً داخل معسكر الناصريين المصريين، الداعم للأخير والرافض للتلميحات التي تشير إلى أن حمدين أدى دور "كومبارس" للنظام المصري كمرشح شكلي في الانتخابات الرئاسية الماضية في عام 2014.

وأكد مدير الحملة الانتخابية السابق لصباحي، حسام مؤنس، أن صباحي لم يكن "كومبارس"، وأنه خاض الانتخابات الرئاسية الماضية بناءً على ضغط من جانب بعض القوى الشبابية. وتابع في تصريحات إعلامية: "رهان صباحي في الانتخابات كان على أجيال جديدة من حقها أن تعبّر عن نفسها، وفرص مرشحنا كانت وفق تقديرات متفاوتة، ولا أحد يستطيع أن يحكم أو يدعي أن صباحي خاض الانتخابات لإكمال الصورة"، وفق تعبيره.

وهذا الكلام يأتي في سياق الرد على سامي الذي أعلن في تصريحات إعلامية أخيراً، أن "ترشح صباحي خلال الانتخابات الرئاسية الماضية بمنافسة عبدالفتاح السيسي لم يكن الهدف منه الفوز بالانتخابات". وأضاف سامي أن صباحي لم يكن موهوماً بأنه كان سيفوز في الانتخابات، لكن "الحضور العام ودفع الآخر إلى أنه يطور من رؤيته ومن برنامجه، هو جزء من (سبب) الدفع بمرشح"، وفق قول رئيس حزب "الكرامة" الذي اندمج أخيراً مع حزب "التيار الشعبي" الذي يتزعمه صباحي. كما أشار إلى أنه "لو لم يكن هناك مرشح منافس وكان عبد الفتاح السيسي مرشحاً لوحده في الانتخابات، لكانت العملية الانتخابية ستكون عملية ورقية مما سيؤدي للتشكيك في شرعية الرئيس السيسي"، وفق تعبيره.

وتتعارض تصريحات مؤنس مع ما كشفه أحد قيادات حملة صباحي الانتخابية، وانقلب عليه بعد ذلك، قائلاً، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، إنه: "للأسف وقفنا خلف صباحي ظناً منّا أننا نخوض معركة حقيقية، إلا أننا فوجئنا بأنه كان يؤدي دوراً مرسوماً له وفق خطوات محددة". وتابع "طالبناه بالانسحاب من الانتخابات بعد إعلان اللجنة العليا للانتخابات مدّ التصويت ليوم ثالث، وقد كان مقرراً له يومان فقط، وكذلك بعد الانتهاكات الصارخة التي شابت العملية الانتخابية بمنْع وكلاء صباحي من دخول اللجان والتضييق عليهم". وأشار إلى أن "صباحي وقتها لم يلتفت للمطالبات داخل حملته للانسحاب ليرفع الشرعية عن انتخابات بات مؤكداً أنها تمثيلية مزيفة".


وأكد خبير سياسي كان مقرباً من النظام الحالي خلال فترة الانتخابات الرئاسية، أن ما يقوم به صباحي في الفترة الراهنة هو عملية "تمهيد نيراني للانتخابات المقبلة". وأضاف أن "العملية باتت معروفة ويجب أن يسبقها إيحاء بأن هناك معارضة حقيقية". وأشار إلى أن "النظام الحالي يؤمن دائماً بأنه لا بد من صناعة معارضة تحت إدارته، بدلاً من خروج معارضة حقيقية لا تكون خاضعة لسيطرته، ولذلك يدفع بشخصيات مثل صباحي من خلال إعادة إنتاجها مرة أخرى"، وفق تعبيره.

إلا أن محللاً وسياسياً ناصرياً بارزاً لم يستبعد أن تكون تحركات صباحي الأخيرة هي محاولة للانتقام من عمليات التشويه التي قادتها أجهزة الدولة ضده بشكل طاول بيته وأبناءه، على الرغم من مواقفه التي وصفها بالوطنية، وإصرار بعض الشخصيات التي تحركها أجهزة أمنية على النيل من سمعته، بحسب تأكيد المصدر نفسه.

وعاد صباحي إلى الظهور بقوة على الساحة الإعلامية بتصريحات حملت هجوماً عنيفاً على النظام الحالي، قال خلالها إن "هذه السلطة أصبحت تمثل خطراً على الدولة المصرية بسياستها الفاشلة والعاجزة، ومن أراد أن يحمي الدولة المصرية عليه أن يقف في وجه السلطة".

وظهور صباحي هذه المرة صاحبه جدل واسع في ظل كشْفه عن مساعٍ يقودها ما سمّاه بـ"التيار الديمقراطي" للتوافق حول مرشح مدني للرئاسة خلال الانتخابات الرئاسية المقررة في عام 2018، وسط اتهامات واسعة للمرشح الرئاسي السابق بمعاودة تأدية دور المرشح الشكلي للنظام الحالي برئاسة السيسي.

وكان صباحي حصل على أقل من ثلاثة بالمائة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية الأخيرة في مايو/أيار 2014، في حين حصد السيسي 96 بالمائة من الأصوات بعدما تجاوز عدد الأصوات الباطلة الرقم الذي حصل عليه صباحي من الأصوات.