مجازر "داعش" في سورية لا تستثني أحداً من المدنيين

21 مايو 2017
النظام متهم بالتواطؤ مع التنظيم (Orhan Cicek/ الأناضول)
+ الخط -



لم تكد دماء عشرات الضحايا في قرية "عقارب الصافي" الذين أعدمهم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) يوم الخميس الماضي تجف، حتى ارتكب مسلحو التنظيم مجزرة جديدة، راح ضحيتها مدنيون سوريون، لكن هذه المرة في قرية جزرة البوشمس شرقي محافظة دير الزور؛ إذ اقدم عناصر من التنظيم مساء أمس السبت، على اقتحام القرية الخاضعة لسيطرة "قوات سورية الديمقراطية"، وأعدموا نحو 12 من السكان المحليين، قبل أن ينسحبوا بعد اختطافهم لمدنيين آخرين إلى مواقع سيطرتهم القريبة.

مجزرة "جزرة البوشمس"

وأعدم التنظيم، وفق ما أفادت به مصادر لـ"العربي الجديد" 12 مدنياً قبل انسحابه من المواقع التي تقدم إليها في القرية، بينما قتل 12 آخرين من المدنيين جراء الاشتباك والقصف العشوائي المتبادل مع "وحدات حماية الشعب الكردية" التي تشكل العمود الفقري لـ"قوات سورية الديمقراطية"، فيما لا يزال مصير 12 مدنيا من أبناء القرية مجهولا بعد اختطافهم من قبل التنظيم.

وتحدثت المصادر عن أن معظم القتلى من عائلات الشيبات، والطعمة، والجاسم، وصكر وهم من العشائر العربية التي لم تتمكن الميليشيات الكردية من تهجيرها من منازلها في القرية إثر معارك سابقة بين التنظيم والمليشيات الكردية. وكانت المليشات في الثاني من فبراير/ شباط الماضي قد سيطرت على القرية الواقعة بالقرب من طريق دير الزور الرقة على الضفة الشمالية من نهر الفرات.

مجزرة "عقارب الصافية"

بشكل مباغت قام عناصر "داعش" بالوصول إلى المدنيين في قرية عقارب الصافية بعد تجاوزهم حاجز قوات النظام في النقطة الجنوبية من القرية، وفقا لما ذكره الناشط رضوان السلموني، لـ"العربي الجديد" مضيفاً: "قاموا بقتل ثمانية عشر مدنيا بينهم امرأتان وثلاثة أطفال ذبحاً بالسكاكين"، فيما وصل عدد ضحايا المجزرة ككل لنحو خمسين.

وبعد اكتشاف دخول عناصر "داعش" إلى القرية إثر صراخ المدنيين بدأ اشتباك بين أهالي القرية العزّل وعناصر التنظيم، ما أسفر عن مقتل 30 مدنيّا منهم 12 طفلا بينما فُقد خمسة مدنيين من قرية صبورة الواقعة شمال القرية خلال قدومهم إلى القرية بالتزامن مع توقيت الحادثة.

وبعد المجزرة اشتبكت قوات النظام السوري "مليشيا الدفاع الوطني" مع التنظيم لقرابة ساعة، انسحب بعدها التنظيم من الجهة ذاتها التي هاجم القرية منها باتجاه بلدتي أبو حنايا والحردانة في ناحية عقيربات بريف حماة الشرقي، وخلّف وراءه ضحايا معظمهم من ثلاث عائلات من آل ديب، وقطلبي وشبيب، التي تعيش في عقارب الصافية.

وغصّ المستشفى الوطني في مدينة السلمية بأكثر من 100 جريح من بينهم حالات خطيرة، استدعت أن تقوم المساجد في المدينة بالنداء على المواطنين من أجل التبرع بالدم بسبب الحاجة الشديدة، فيما سادت حالة من الخوف لدى السكان نتيجة استهداف المدينة بصواريخ غراد، بينما أشاع موالون للنظام في المدينة أنباء عن بدء التنظيم باقتحام كبير بهدف الوصول إلى المدينة.

وأوضح الناشط السلموني وهو من أبناء السلمية وشهد معظم أجزاء الواقعة وله أقارب في القرية المنكوبة، أن تنظيم "داعش" دخل قرية عقارب الصافية من نقاط سالم واحد وسالم اثنين، في الجهة الجنوبية الشرقية المتاخمة لمنطقة غابة الباسل وانتشرت أنباء في المنطقة تقول إن التنظيم قام بتصفية عناصر قوات النظام في النقطتين المذكورتين بأسلحة مزودة بكواتم الصوت، بينما ذكرت أنباء أن النظام كان قد سحب النقاط المتقدمة حول القرية قبل المجزرة بيومين ما سهّل عملية دخول عناصر التنظيم.

وذكرت مصادر فضلت عدم الكشف عن اسمها لدواع أمنية أن النّقاط المتقدمة كانت تتمركز فيها قوات مليشيا "كتائب البعث" التابعة للنظام السوري ومهمة تلك الكتائب تأمين القرى الشرقية من ناحية السلمية، والتي يقطنها خليط من الطوائف.

ويذكر أن قرية المبعوجة المجاورة لقرية عقارب الصافية تعرضت لمجزرة وحشية من قبل التنظيم في مارس/ أذار 2015 راح ضحيتها 48 معظمهم من المدنيين بعد هجوم مماثل شنه التنظيم على القرية وقام بحرق منازل ونهبها بعد قتل عدد من الأطفال والنساء.

وارتفعت أصوات في منطقة السلمية طالبت النظام بالعمل على طرد التنظيم من ناحية عقيربات التي تعد معقل التنظيم في ريف حماة الشرقي، واتهمته بالتقصير في هذه المسألة، فيما اتّهم رئيس وفد المعارضة السورية إلى محادثات جنيف، نصر الحريري، النظام السوري بتسهيل هجمات التنظيم بهدف المكاسب السياسية تزامنا مع عقد الجولة السادسة من مفاوضات جنيف حول الانتقال السياسي في سورية.

مجزرة مخيم الهول بريف الحسكة

وكان التنظيم قد قتل في بداية شهر مايو/أيار عشرين من المدنيين، وأوقع أكثر من 35 جريحاً بهجوم شنه على مخيم الهول للنازحين في ريف الحسكة الجنوبي، ويحوي المخيم آلاف النازحين السوريين والعراقيين الفارين من المعارك والقصف العشوائي في مناطق سيطرة التنظيم.

وكانت قد بلغت حصيلة الضحايا المدنيين الذين قتلهم "داعش" خلال عام 2016 أكثر من 1510 مدنيين، بحسب تقرير صادر عن "الشبكة السورية لحقوق الإنسان".