تقدير إسرائيلي: عباس قلق من مفاجآت ترامب

02 مايو 2017
استشار عباس شخصيات أميركية قبل لقاء ترامب(ثائر غنام/Getty)
+ الخط -
ترجّح أوساط إسرائيلية بأنه يتوفر ما يكفي من الأسباب التي تدعو رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، إلى القلق الشديد من نتائج اللقاء الذي سيجمعه، غداً الأربعاء، بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، في البيت الأبيض.
ووفقاً لورقة صدرت عن "مركز يروشليم لدراسة المجتمع والدولة"، المقرب من دوائر الحكم في تل أبيب، فإن الوفد الفلسطيني الذي زار أخيراً واشنطن لتنسيق زيارة عباس، وضم عدداً من كبار موظفي السلطة برئاسة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، عاد بانطباعات سلبية.

وجاء في الورقة التي نشرت، أمس الاثنين، على موقع المركز، أن كلاً من مستشار ترامب وصهره جاريد كوشنر، ومبعوث ترامب إلى المنطقة جيسون غرينبليت، اللذين التقيا ممثلي السلطة، رفضا الإفصاح عن طابع المواقف التي سيطرحها ترامب خلال اللقاء المرتقب، وهو ما أفضى إلى شعور قيادة السلطة بإحباط شديد.

وأوضحت الورقة أن التسريبات من واشنطن تؤكد أن كلاً من كوشنر وغرينبليت رفضا التعقيب على الخطوط العامة للمواقف التي سيطرحها عباس على ترامب في اللقاء المرتقب، والتي نقلها وفد السلطة برئاسة عريقات.

وحسب ما جاء في ورقة المركز، الذي يرأس مجلس إدارته دوري غولد، وكيل وزارة الخارجية الإسرائيلي السابق، فإن خيبة أمل عباس من نتائج لقاء ممثليه بمساعدي ترامب دفعته لعدم الإفصاح عما دار في اللقاء لأعضاء اللجنة المركزية لحركة "فتح". وأشارت الورقة، التي أعدها رئيس سلطة البث السابق في إسرائيل، المستشرق يوني بن مناحيم، إلى أن شخصيات أميركية استشارها عباس نصحته بأن "يحرص بكل قوة على توظيف سحره الشخصي في اللقاء مع ترامب، وأن يسعى لصياغة كيمياء شخصية معه، وأن يتعامل معه بمنتهى الحذر والحساسية". وحسب الورقة، فإن عباس سيحاول استمالة ترامب من خلال "إبراز الجهود التي تقوم بها السلطة في الحرب ضد الإرهاب، إلى جانب تعبيره عن تحفظه من السياسات التي تنتهجها إيران في المنطقة". وأضافت الورقة أن "عباس حرص على تملق ترامب عشية اللقاء من خلال الإجراءات التي اتخذها ضد قطاع غزة وحركة حماس، وأنه معني باستعادة السيطرة على غزة من خلال فرض إجراءات اقتصادية صعبة". وكان موقع "وللا" قد كشف الأسبوع الماضي عن أن ترامب سيطالب عباس خلال اللقاء بوقف دفع مخصصات مالية للأسرى الفلسطينيين وعوائل الشهداء والجرحى الذين سقطوا برصاص جيش الاحتلال. وأشار الموقع إلى أن ترامب سيعرض على عباس قائمة من المطالب قام ببلورتها بالتنسيق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وبهدف تكثيف الضغط على قيادة السلطة عشية اللقاء مع ترامب، اتهم نتنياهو عباس بـ"تمويل الإرهاب بدل العمل من أجل السلام"، في إشارة إلى المخصصات المالية التي يحصل عليها الأسرى الفلسطينيون وعوائل الشهداء والجرحى. وخلال كلمه ألقاها، أمس، أمام عائلات جنود قتلوا في حروب إسرائيل، وجه نتنياهو حديثه لعباس قائلاً: "تتحدث عن السلام مع إسرائيل، وفي الوقت نفسه تقوم بتمويل الإرهابيين القتلة، دلل على صدق نواياك بوقف دفع المخصصات لهم".

في غضون ذلك، كشفت صحيفة "معاريف"، أمس، النقاب عن أن إسرائيل ستحاول إقناع ترامب خلال زيارته المرتقبة لها نهاية مايو/ أيار الحالي، بالعدول عن تنفيذ تعهده بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وبدلاً من ذلك إصدار قرار بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان. وأشارت الصحيفة إلى أن كبار المسؤولين الإسرائيليين يدركون أن الاعتراف الأميركي بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان أهم بكثير من نقل السفارة الأميركية للقدس، على اعتبار أنه إجراء يكتسب أهمية رمزية فقط. وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين الإسرائيليين سيحاولون إقناع ترامب بأن التحولات التي تشهدها سورية تدلل على أهمية أن يبقى الجولان تحت السيادة الإسرائيلية، على اعتبار أن هذه الخطوة من متطلبات الحفاظ على الأمن القومي الإسرائيلي. ونقلت الصحيفة عن أوساط رسمية في تل أبيب تقديرها بأن ترامب لن يضغط على إسرائيل لقبول مبادرة السلام العربية على اعتبار أن اعتراف نتنياهو بالمبادرة يعني تفكك ائتلافه الحاكم.


دلالات