إدانات عربية ودولية لـ"مجزرة التابعين" في غزة: إسرائيل تعرقل المفاوضات

10 اغسطس 2024
ما بقي من مدرسة التابعين في حي الدرج بعد قصفها، 10 أغسطس 2024 (الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **إدانات واسعة**: أدانت قطر، مصر، الأردن، السعودية، لبنان، وإيران المجزرة الإسرائيلية في مدرسة "التابعين" بغزة، معتبرينها انتهاكاً للقانون الدولي. دعت قطر لتحقيق دولي عاجل، وأكدت مصر على غياب الإرادة السياسية لدى إسرائيل لإنهاء الحرب.

- **الوضع الإنساني**: استهدف الاحتلال 13 مركزاً لإيواء النازحين، بما في ذلك مدرسة التابعين التي كانت تؤوي أكثر من 6 آلاف نازح، مما أسفر عن مقتل وجرح العشرات.

- **تصريحات أممية**: وصفت المقررة الأممية فرانشيسكا ألبانيز غزة بأنها "أكبر معسكر اعتقال في القرن الـ21"، مؤكدة أن إسرائيل تستخدم أسلحة أميركية وأوروبية لإبادة الفلسطينيين.

الرئاسة الفلسطينية: على واشنطن إجبار الاحتلال على وقف عدوانه

مصر: الاستهداف دليل قاطع على غياب إرادة إسرائيل لوقف الحرب

الأردن: القصف مؤشر على سعي إسرائيل لعرقلة جهود المفاوضات وإفشالها

تتوالى الإدانات العربية والدولية للمجزرة المروعة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم السبت بحق النازحين الفلسطينيين في مدرسة "التابعين" بحي الدرج وسط مدينة غزة، والتي راح ضحيتها أكثر من 100 شهيد وعشرات المصابين، فيما اعترف جيش الاحتلال باستهداف المدرسة، وزعم أن عناصر وقيادات من المقاومة الفلسطينية كانوا فيها.

ورأت العديد من المواقف أن إسرائيل، بارتكايها المجرزة، تثبت أن لا نية لديها لوقف الحرب، وتريد عرقلة المفاوضات وإفشالها، لا سيما أنّ الاستهداف أتى غداة البيان المشترك للوسطاء، قطر ومصر والولايات المتحدة، في وقت متأخر الخميس - الجمعة، والذي شدد على ضرورة إبرام اتفاق وقف لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجزين، ودعوة إسرائيل وحركة حماس إلى استئناف عاجل للمفاوضات يوم الخميس المقبل.

وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، اليوم السبت، في بيان، إنّ "هذه الجريمة تأتي استمراراً للمجازر اليومية التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة، وكذلك في الضفة الغربية، والتي تؤكّد مساعي دولة الاحتلال لإبادة شعبنا عبر سياسة المجازر الجماعيّة وعمليات القتل اليومية، في ظل صمت دولي مريب". وأضاف أنه "في الوقت الذي تعلن فيه الإدارة الأميركية الإفراج عن 3.5 مليارات دولار لصالح إسرائيل، لإنفاقها على أسلحة وعتاد عسكري أميركي، تقوم فوراً بارتكاب جريمة نكراء ومجزرة بحق أهلنا في غزة، النازحين في مدرسة بمدينة غزة". وقال أبو ردينة: "على الإدارة الأميركية إجبار دولة الاحتلال فوراً على وقف عدوانها ومجازرها ضد شعبنا الأعزل، واحترام قرارات الشرعية الدولية، ووقف دعمها الأعمى الذي يقتل بسببه الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ العزل".

قطر تجدد الدعوة إلى تحقيق دولي عاجل

ودانت دولة قطر بأشد العبارات قصف الاحتلال الإسرائيلي مدرسة التابعين في غزة. وذكر بيان لوزارة الخارجية القطرية، اليوم السبت، أنّ الدوحة تعد القصف "مجزرة مروعة، وجريمة وحشية بحق المدنيين العزل وتعدياً سافراً على المبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي، وقرار مجلس الأمن الدولي 2601". وجددت وزارة الخارجية مطالبة دولة قطر بتحقيق دولي عاجل يتضمن إرسال محققين أمميين مستقلين، لتقصي الحقائق في استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي المستمر للمدارس ومراكز إيواء النازحين، داعية في الوقت ذاته المجتمع الدولي لتوفير الحماية التامة للنازحين، ومنع قوات الاحتلال من تنفيذ مخططاتها الرامية لإجبارهم على النزوح القسري من القطاع، وإلزامها بالامتثال للقوانين الدولية.

مصر: إسرائيل تفتقر إلى الإرادة السياسية لإنهاء الحرب

بدورها اعتبرت مصر، اليوم السبت، أنّ القتل المتعمد للفلسطينيين العزل يظهر افتقار إسرائيل إلى الإرادة السياسية لإنهاء الحرب في غزة. واستنكرت وزارة الخارجية المصرية، في بيان لها، "استمرار الاعتداءات الإسرائيلية في حق المدنيين بقطاع غزة، في استخفاف غير مسبوق بأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني"، مطالبة بـ"موقف دولي موحد ونافذ يوفر الحماية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ويضع حداً لمسلسل استهداف المدنيين العزل".

واعتبرت الخارجية أنّ استمرار ارتكاب تلك الجرائم واسعة النطاق، وتعمد إسقاط تلك الأعداد الهائلة من المدنيين العُزّل، كلما تكثفت جهود الوسطاء لمحاولة التوصل إلى صيغة لوقف لإطلاق النار في القطاع، "دليل قاطع على غياب الإرادة السياسية لدى الجانب الإسرائيلي لإنهاء تلك الحرب، وإمعان في استمرار المعاناة الإنسانية للفلسطينيين". وأكدت أنّ مصر "ستستمر في مساعيها وجهودها الدبلوماسية، وفي اتصالاتها المكثفة مع جميع الأطراف المؤثرة دولياً، لضمان نفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، والعمل على التوصل إلى وقف لإطلاق النار، مهما تكبدت من مشاق أو واجهته من معوقات".

الأردن: إمعان في الاستهداف الممنهج للمدنيين

من جانبها، دانت وزارة الخارجية الأردنية بأشد العبارات قصف إسرائيل مدرسة التابعين التي تؤوي نازحين في حي الدرج في غزة، معتبرة ذلك خرقاً فاضحاً لقواعد القانون الدولي، وإمعاناً في الاستهداف الممنهج للمدنيين ومراكز إيواء النازحين. وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة سفيان القضاة في بيان "إدانة المملكة واستنكارها المطلق لاستمرار إسرائيل لما تقوم به من انتهاكات للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، في ظل غياب موقف دولي حازم يلجم العدوانية الإسرائيلية ويجبرها على احترام القانون الدولي ووقف عدوانها على غزة، وما ينتجه من قتل ودمار وكارثة إنسانية غير مسبوقة".

وقال القضاة إن "هذا الاستهداف الذي يأتي في وقت يسعى فيه الوسطاء لاستئناف المفاوضات على صفقة تبادل تفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار مؤشر على سعي الحكومة الإسرائيلية لعرقلة هذه الجهود وإفشالها"، مشدداً على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته، وخصوصاً مجلس الأمن لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة فوراً، ووقف الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة والمستمرة للقانون الدولي، ومحاسبة المسؤولين عنها.

السعودية تستنكر تقاعس المجتمع الدولي

كما أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة بأشد العبارات استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي مدرسة التابعين التي تؤوي نازحين في حي الدرج. وجاء في بيانها بهذا الخصوص: "تؤكد المملكة ضرورة وقف المجازر الجماعية في قطاع غزة الذي يعيش كارثة إنسانية غير مسبوقة بسبب انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتستنكر تقاعس المجتمع الدولي تجاه محاسبة إسرائيل جراء هذه الانتهاكات".

لبنان: استهداف مدرسة التابعين دليل واضح على الاستخفاف بالقانون

من جانبها، دانت وزارة الخارجية اللبنانية بأشد العبارات استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي مدرسة التابعين التي تؤوي نازحين فلسطينيين عُزّل. وقالت في بيان إنّ "القصف العشوائي المُمنهج لجيش الاحتلال الإسرائيلي وقتل الأطفال والمدنيين دليل واضح على استخفاف الحكومة الإسرائيلية بأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني". واعتبرت أن "استمرار ارتكاب الجرائم بحق الفلسطينيين، وتعمد إسقاط هذه الأعداد الهائلة من المدنيين العُزّل، كلما تكثفت جهود الوسطاء الدوليين لمحاولة التوصل إلى صيغة لوقف إطلاق النار في القطاع، يعطي الدليل القاطع لنية إسرائيل إطالة الحرب وتوسيع رقعتها".

ودعت وزارة الخارجية اللبنانية المجتمع الدولي والدول المعنيّة إلى "اتخاذ موقف دولي موحد، وجدي، وفعال، أولاً، لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة ووضع حد لهذه الكارثة الإنسانية، باعتبار أن وقف العدوان على غزة هو الخطوة الأولى باتجاه التهدئة ووقف التصعيد ومنع اشتعال صراع أوسع في المنطقة. وثانياً، لتفعيل المسار الدبلوماسي السلمي من خلال خطوات جدية تلزم الجانب الإسرائيلي بقبول حل الدولتين وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة".

إيران: الحل الوحيد هو إجراء حازم وقوي

ودان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني مجزرة مدرسة التابعين، مؤكداً أنّ الهجوم "دليل واضح على ارتكاب متزامن لجريمة الإبادة وجريمة الحرب وجريمة ضد الإنسانية". وأضاف كنعاني، في بيان، أنّ جريمة مدرسة التابعين أثبتت مرة أخرى أن الكيان الإسرائيلي غير ملتزم بأي قوانين ومقررات دولية، مشيرا إلى أن الحل الوحيد ضد الاحتلال هو "إجراء حازم وقوي للدول الإسلامية وأحرار العالم في تقديم دعم عملي للشعب الفلسطيني ونضاله ومقاومته ضد الاحتلال والعدوان". ودعا كذلك المجتمع الدولي إلى ملاحقة ومحاكمة قادة الاحتلال الإسرائيلي.

مقررة أممية: إسرائيل تبيد الفلسطينيين بأسلحة أميركية وأوروبية

وتعليقاً على مجزرة التابعين في غزة، قالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيز إنّ "إسرائيل تبيد الفلسطينيين بأسلحة أميركية وأوروبية وسط عدم مبالاة من كافة الدول المتحضرة". واعتبرت ألبانيز، في منشور على حسابها عبر منصة إكس، قطاع غزة "أكبر معسكر اعتقال وأكثرها خزيا في القرن الـ21، تبيد إسرائيل فيه الأحياء والمستشفيات والمدارس و"المناطق الآمنة" واحدة تلو أخرى.

وأضافت: "فليصفح عنا الفلسطينيون لعجزنا الجماعي عن حمايتهم، واحترام المعنى الأساسي للقانون الدولي". وأرفقت المقررة الأممية بمنشورها صورة تظهر أشلاء قتلى مدرسة التابعين المتفحمة والمتكدسة فوق بعضها.

وقال متحدث الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل، اليوم السبت، إنّ "الاحتلال الإسرائيلي استهدف 13 مركزاً لإيواء النازحين في أنحاء القطاع منذ بداية أغسطس/ آب الحالي". وأفاد بصل، في مؤتمر صحافي عقده بمدينة غزة، بأنّ "الاحتلال الإسرائيلي استهدف في مدرسة التابعين طابقين، الأول كان يؤوي النساء النازحات والأطفال، والأرضي، وهو عبارة عن مصلى للنازحين".

وأضاف: "مدرسة التابعين تؤوي أكثر من 6 آلاف نازح ذهبوا إليها بعد تدمير قوات الاحتلال الإسرائيلي منازلهم في أكثر من منطقة بقطاع غزة". ‏وذكر أن "الجميع فُجع بحجم المجزرة الكبيرة والمخيف، بفعل العدد الكبير من الشهداء والجرحى بينهم أطفال ونساء، وجزء منهم أشلاء وجزء آخر اشتعلت فيهم النيران في مشهد مخيف لم يراع أدنى الاعتبارات الإنسانية".

واضطر الآلاف من أبناء غزة منذ بداية الحرب إلى النزوح من منازلهم واللجوء إلى المدارس ومحيط المستشفيات مع قصف الطائرات الحربية والمُسيرات الإسرائيلية عشرات آلاف المنازل وتدميرها، واستقبلت المدارس أعداداً كبيرة من النازحين الذين اعتقدوا أنها آمنة، على اعتبار أنها معروفة للإسرائيليين، وأنها تظهر من الجو أبنيةً مدرسيةً مفتوحةً، وهو ما يميزها عن الأبنية والمناطق الأخرى.

المساهمون