صواريخ حوثية تستهدف السعودية وعين الشرعية على الحديدة

28 مارس 2017
ركزالتحالف على استهداف القواعد العسكرية للصواريخ البالستية(محمد حويس/فرانس برس)
+ الخط -

 

في الأيام الأولى للعام الثالث على انطلاق التدخل العسكري للتحالف العربي في اليمن، يسود التصعيد المشهد العام في البلاد، حيث أطلق الحوثيون أربعة صواريخ بالستية تجاه جنوب السعودية، في وقت تذهب فيه مختلف المؤشرات إلى أن ميناء الحديدة الاستراتيجي الواقع غربي اليمن، سيكون المحطة المقبلة للتصعيد العسكري في الساحل الغربي، سواء بعملية عسكرية للزحف نحو المحافظة، أو بإغلاقه وتحويل الشحنات التجارية إلى موانئ أخرى. 

وأعلنت قيادة التحالف، في وقت سابق اليوم الثلاثاء، أن قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي اعترضت عند الساعة 6.40 من صباحاً، أربعة صواريخ بالستية "أطلقتها المليشيات الحوثية اليمنية باتجاه مدينتي خميس مشيط وأبها"، (جنوب السعودية)، موضحة أنه "تم اعتراض الصواريخ وتدميرها بدون أي أضرار"، وأن قوات التحالف الجوية بادرت في الحال إلى استهداف الموقع التي انطلقت منها الصواريخ. 

في المقابل، أعلنت مصادر تابعة لجماعة أنصار الله (الحوثيين)، أن مسلحي الجماعة وحلفاءهم أطلقوا ثلاثة صواريخ بالستية، قالوا إنها استهدفت قاعدة الملك خالد الجوية، في منطقة عسير الحدودية مع اليمن، وإن الصواريخ استهدفت مركز القيادة ومرابض الطائرات ومدينة الطيارين بالقاعدة، من دون الإشارة إلى وجود الصاروخ الرابع الذي أعلن عنه التحالف. 

ويحمل التصعيد في هذا التوقيت العديد من الرسائل والأبعاد، إذ إنها المرة الأولى تقريباً التي يطلق فيها الحوثيون ثلاثة (أو أربعة) صواريخ دفعة واحدة، وجاء التطور مع دخول العام الثالث على بدء عمليات التحالف العربي، والذي كان تدمير الصواريخ البالستية الواقعة تحت سيطرة الحوثيين وحلفائهم من الموالين لعلي عبد الله صالح، على رأس قائمة أهدافه، باعتبارها مصدر التهديد الحوثي تجاه السعودية. 


من جهة ثانية، يعدّ التصعيد الصاروخي من قبل الحوثيين وحلفائهم، مع بدء العام الثالث، مؤشراً على استمرار التصعيد العسكري في البلاد، الأمر الذي يؤكده بيان التحالف، اليوم، إذ اعتبر أن "استمرار المليشيات في استهداف المدن بالصواريخ البالستية، أكبر دليل على استمرار تهريب الأسلحة إلى الداخل اليمني بكل الطرق والوسائل، خصوصاً من ميناء الحديدة". 

ويتفق حديث التحالف عن استمرار تهريب الأسلحة إلى الحوثيين، مع تصريح لافت، للخارجية الأميركية، يوم 26 مارس/آذار الجاري، إذ اعتبرت واشنطن في سياق حديثها عن العقوبات المفروضة على إيران، بأن "انتشار تكنولوجيا الصواريخ الإيرانية يؤجج التوترات الإقليمية"، معقبة بالقول "وقد رأينا مؤشرات تشير إلى أن إيران تقدم الدعم الصاروخي للحوثيين في اليمن"، وتابعت "لا تؤدي هذه الأنشطة المزعزعة للاستقرار إلا إلى تأجيج النزاعات الإقليمية وتشكل تهديداً كبيراً على أمن المنطقة". 

وكان من أبرز ما حمله بيان التحالف اليوم، الإشارة إلى ميناء الحديدة، وإلى أن السلاح المُهرّب، وفقاً للاتهامات، يأتي بـ"كل الطرق والوسائل، خصوصاً من ميناء الحديدة"، في تصريح يعزز توجه التحالف لجعل الميناء التجاري، والذي يعد المرفأ الأول في البلاد، والوحيد الذي يسيطر عليه الحوثيون، محور التطورات العسكرية والمقبلة. 

في السياق، تؤكّد مصادر يمنية مقربة من الحكومة لـ"العربي الجديد"، أنّ محافظة الحديدة وميناءها التجاري المطل على البحر الأحمر، باتا هدفاً رئيسياً لقوات الشرعية والتحالف الفترة المقبلة، على ضوء التقدم الذي تحقق خلال الثلاثة الأشهر المنصرمة، في الجزء الجنوبي من الساحل الغربي، وتحديداً في مديريتي "ذوباب" و"المخا"، التابعتين إدارياً لمحافظة تعز، والقريبتين من المضيق الدولي "باب المندب".