السعودية و"الرمزية الإسلامية"

20 مارس 2017
يمكن للسعودية والولايات المتحدة التعاون في ملفات عدة(مارك ويلسون/Getty)
+ الخط -
محاولات عزل إيران في المنطقة جاءت متأخرة، ورد فعل على انفتاح إيران على الولايات المتحدة، ودول أوروبية، بعد الاتفاق النووي الذي أراده ورعاه الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، جزءاً من رؤية أوسع لتغير اقتصادي في إيران يقود لتغير اجتماعي ثم سياسي على مدى 15 سنة.

رؤية أوباما كانت تتجاهل بشكل فاضح سياسات إيران العدوانية في المنطقة العربية، وضرورة مواجهتها فوراً، المسألة التي تلحّ عليها السعودية ودول الخليج العربي، وهي محقة في ذلك بلا شك.

بدأت خطوات عزل طهران فعلياً بعد اقتحام المقار الدبلوماسية السعودية في إيران (يناير/ كانون الثاني 2016). وكانت آثار هذه المحاولات ضئيلة في نظر طهران، مقابل انفتاحها على الغرب، لكن الأوضاع تغيرت الآن مع وصول دونالد ترامب إلى السلطة في أميركا، وإعلانه سياسات عدائية مضادة لطهران، ما يهدد الاتفاق النووي نفسه الذي كان ممهداً لانفتاح إيران على دول غربية.

في هذا السياق، نشطت الرياض في محاولات عزل إيران خليجياً ثم عربياً وإسلامياً، والآن آسيوياً، في الوقت الذي أبدت فيه المملكة انفتاحاً كاملاً على سياسات ترامب في المنطقة، الخطوة التي جاءت رد فعل على التباعد السعودي – الأميركي في حقبة باراك أوباما.

السعودية بحاجة لما هو أكبر من الانفتاح على الولايات المتحدة، ومحاولة الركوب على موجة ترامب، وهو ترسيخ حضورها أكثر في العالم الإسلامي، ومحاولة التعاون مع أميركا باعتبارها تمثل ما يتجاوز بُعدها الجغرافي إلى ثقلها الرمزي في المنطقة.

هذا لا يأتي إلا من خلال تركيز المملكة على القضايا التي تهم العالم الإسلامي، وتتقاطع مع السياسة السعودية، مثل الضغط على الإدارة الأميركية لإيقاف نقل السفارة الإسرائيلية إلى القدس، ومحاولة أخذ مسافة من موقف ترامب من هجرة مواطني بعض الدول الإسلامية، وخطابه عن الإسلام عموماً، في شيء يشبه ما فعلته الرياض لتخفيف العقوبات الأميركية على السودان، وهذا سيكون مقابل التعاون مع واشنطن ضد الإرهاب، وإيران، القضايا التي تحتاج فيها أميركا تعاون السعودية معها لمعالجتها.

المساهمون