استمرار نزيف الدم في شوارع الموصل وتصاعد وتيرة القصف

06 فبراير 2017
الاستعداد لقتال شرس مع "داعش" بالساحل الغربي(ديميكار ليدكوف/فرانس برس)
+ الخط -

"الحمد لله نجحنا في استخراج امرأة من هذا المنزل، لكن المنزل الآخر لم يخرج أحد منهم، كلهم ماتوا تحت الأنقاض.. استمر الصراخ طيلة ساعات الليل، إلا أنه توقف قبل قليل. فشلنا في إنقاذهم مع الأسف". على وقع هذه الكلمات يصف الدكتور أحمد الطائي وضع ساحل الموصل الأيمن غرب نهر دجلة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وأكد الطائي أن القصف بات أكثر عنفا ومن جميع الجهات، وعلى مختلف الأحياء السكنية لساحل المدينة الغربي، بالتزامن مع بدء التحرك البري للقوات النظامية العراقية ومليشيات "الحشد الشعبي" للهجوم بعد أيام من استعادة الجانب الشرقي إثر معارك استمرت نحو ثلاثة أشهر.

ووفقا للمتحدث ذاته، فقد ارتفع عدد ضحايا القصف الأميركي والعراقي من المدنيين، في اليومين الماضيين، إلى 42 شخصا، بينهم نساء وأطفال، وأصيب عشرات آخرون، مستدركا: "لكن لا أحد يذكرهم، فالجلاد هو القاضي مع الأسف"، وفقا لقوله.

وذكر الدكتور الطائي أنه وثلاثة أطباء آخرين قرروا البقاء لمساعدة السكان، سواء سمح لهم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بمغادرة المستشفى أم لم يسمح.


ويشطر نهر دجلة مدينة الموصل إلى نصفين، يطلق على أحدهما الساحل الشرقي والآخر الغربي، ويصطلح عليها شعبيا بالساحلين الأيمن والأيسر.

وقد استعادت القوات العراقية، مدعومة بالتحالف الدولي، الجزء الأول من المدينة، فيما يتعيّن عليها خوض معركة صعبة لاستعادة النصف الثاني، بسبب صعوبة التضاريس وتمترس مقاتلي التنظيم في هذا الجزء تحديدا، والذي يطل من الاتجاه الغربي على الحدود مع سورية. 

عسكريا، كشف مسؤول عسكري عراقي رفيع المستوى لـ"العربي الجديد"، اليوم الاثنين، عن "وصول فرق خاصة ومدربة إلى ضفاف دجلة، كما تم الاتفاق على رسم سبعة محاور هجوم على الساحل الغربي".

وأوضح المصدر أن محوري حاوي الجوسق ومعسكر الغزلاني (جنوب غرب) سيكونان من حصة الشرطة الاتحادية، بينما محورا تل الرمان ووادي عينه سيكونان لصالح "الحشد الشعبي"، وهو ما لم يحسم بشكل نهائي حتى الآن، بينما توكل مهمة محور نهر دجلة الشرقي لصالح جهاز مكافحة الإرهاب، ومحوري النهروان وحاوي الكنيسة (غرب وشمال غرب) للفرقة السادسة عشرة في الجيش العراقي.

إلى ذلك، جدد الطيران العراقي، اليوم الاثنين، قصفه على أحياء الساحل الأيمن بمدينة الموصل، التي لا تزال تحت سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية".

وفي سياق متصل، اجتمع رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، الليلة الماضية، مع القادة الأمنيين والعسكريين العراقيين لمناقشة خطة تحرير الجانب الأيمن للموصل.

وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي إن الاجتماع، الذي حضره وزيرا الدفاع عرفان الحيالي، والداخلية قاسم الأعرجي، بحث استعدادات القوات العراقية لتحرير بقية مناطق الموصل، والخطط الأمنية اللازمة لذلك، وعمليات مسك الأرض للمناطق المحررة، والوضع الأمني في بقية مناطق البلاد.

ونقل البيان عن العبادي قوله إن "النصر أصبح قريبا جدا، وسيتم تحرير الموصل وكامل الأراضي العراقية".