القضاء الفرنسي يواصل ملاحقة فيون ومرشح اليمين يواصل حملته

25 فبراير 2017
تأتي الضربات القضائية قوية على فيون وأنصاره(إريك فيفيربيرغ/فرانس برس)
+ الخط -
لا يبدو أن القضاء الفرنسي يعرف "هدنة انتخابية"، كما كان يتوقع كثيرون، ومنهم فرانسوا فيون نفسه، ومارين لوبان.

وتلقى فيون وأنصاره ضربات قضائية قوية كان آخر هذه الضربات قرار النيابة المالية، مساء أمس الجمعة، فتح تحقيق قضائي، ضد "شخص غير مُسمّى"، بتهمة "اختلاس أموال عامة، وسوء استغلال ممتلكات اجتماعية، ثم التواطؤ والتستر على جرائم، وسوء استغلال نفوذ، والإخلال بواجب إبلاغ السلطة العليا حول شفافية الحياة العامة".

والجديد في الأمر تعيين ثلاثة قضاة في الأيام القريبة القادمة للتحقيق مع فيون وعائلته، والذين ستوضع تحت تصرفهم وسائل أكبر مما أتيح للمحققين سابقا.


وعلى الرغم من أن هذه الضربة الإضافية، إلا أن المرشح فيون، والذي بادر محاموه إلى نشر بيان يشدد على الحرية التي سيتمتع بها القضاة الثلاثة، وهي التي ستثبت، في النهاية، براءة فيون، على حد وصفهم، خلافا لانتقاداتهم السابقة المسترعة، حينما أعلنت النيابة العامة، قبل أكثر من أسبوع، مواصلة التحقيقات، مشكّكين في قانونيتها.

ولعل قوله قبل أسبوع، وبعد قرار النيابة المالية، "لا شيء سيوقفني حتى تحقيق النصر"، يكشف أن القضاة غير مرغمين، وإن كان ذلك من صلاحيتهم، على توجيه اتهام له، ولا الاستماع إليه باعتباره شاهدا، وبالتالي فإن حملته الانتخابية متواصلة.

وعبر عن هذا الأمر محامو فرانسوا فيون في بيانهم اللبق، بالقول: "لقد أكدت النيابة المالية أنها لم تستطع إثبات حقيقة المخالفات التي يُتابَع بسببها"، واعتبر البيان أن تعيين ثلاثة قضاة مستقلين سيثبت "براءة فرانسوا وبينيلوبي".  

لكن استمرار فرانسوا فيون في حملته، إضافة إلى جوّ التضامن الظاهر من حوله من مجموع اليمين، بعد أن تأكّد الجميع أنه لا إمكانية للدفع بمرشح بديل، لا بد أن يأخذ بعين الاعتبار أن تَواصُل التحقيقات القضائية يُسبّب نزيفاً مُزمناً لأنصاره، ويُؤثّر سلباً على الرأي العام الفرنسي، رغم التفاف نحو 20% من مؤيديه الأوفياء من حوله.

ذلك أن 20% غير كافية لإيصاله إلى الدور الثاني في مواجهة محتملة مع لوبان، والتي تبدو حتى الساعة، ووفق كل استطلاعات الرأي، في طريقها إلى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية الفرنسية.

لكن الأمل لا يزال يراود فيون، وهو الآن يقترب من ضمان تأييد كل تيارات حزبه، فبعد ضمان دعم نيكولا ساركوزي عبر الإيعاز لأنصاره فرنسوا باروان، المرشح للوزارة الأولى، وإستروزي ودارمانين وكزافيي برتراند وآخرين، بالمشاركة الفعّالة في الحملة، يحل فيون ضيفاً على غريمه السابق، فرانسوا كوبي، للحصول على دعمه.

يعرف فرانسوا فيون أنه، وعلى خلاف جل منافسيه (باستثناء مارين لوبان التي تلاحقها تهم فساد، والتي أعلنت عن رفضها تلبية استدعاءات الشرطة)، يكافح على جبهتين، جبهة القضاء والجبهة السياسية.

وإذا كانت التحقيقات القضائية وصداها الإعلامي الصاخب أصابا في الصميم عائلته، وخاصة زوجته، كما اعترف لساركوزي، فإن الاقتراب من معرفة كل المرشحين في هذه الانتخابات، وبدء إيمانويل ماركون الإعلان عن برنامجه الاقتصادي، وهو الذي صرّح قبل أسبوع في صحيفة فرنسية، بأن "البرنامج ليس هو جوهر الحملة الانتخابية"، سيمنح للمرشح فرانسوا فيون، فرصة مقارعة هذه البرامج، في انتظار خلاص قضائي نهائي، يبرّئ ساحته ويطلق يديه. ​

المساهمون