الصمت المصري يعزز احتمال قصف طائرات إسرائيلية لأهداف بسيناء

22 فبراير 2017
شكل عام 2012 بداية الغارات الإسرائيلية في سيناء(فرانس برس)
+ الخط -

أحرج وزير الأمن اﻹسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، النظام المصري، باعترافه ضمناً، بقصف جيش الاحتلال ﻷهداف تعود لتنظيم "ولاية سيناء" التابع لما يعرف بتنظيم "الدولة اﻹسلامية"، على اﻷراضي المصرية في سيناء، في حين لم يصدر أي رد رسمي من السلطات المصرية أو المؤسسة العسكرية.

اعتراف ليبرمان الضمني بقصف أهداف في سيناء جاء عبر قوله ساخراً، ليل الاثنين، "إن القوات الخاصة التابعة للختنشتاين (دولة لا تمتلك جيشاً) هي التي نفذت الهجوم على داعش"، قبل أن يضيف "نحن لا نترك أمراً من دون رد"، وذلك بحسب ما نقلت عنه مواقع إخبارية عدة. وأكد ليبرمان أن تنظيم "داعش" في سيناء لا يعتبر "تهديداً للأمن الإسرائيلي ولكنه يضايق ويشوّش فقط، فلا يمكن مقارنته بحركة حماس أو حزب الله"، على حد قوله.


تصريحات ليبرمان وضعت النظام المصري ومؤسسة الجيش في حرج بالغ، لا سيما مع تعمُّد القاهرة عدم الرد على ما تنشره وسائل الإعلام اﻹسرائيلية من استهداف طائرات من دون طيار إسرائيلية ﻷهداف في سيناء، ما يزيد من الشكوك حول وجود تنسيق كامل بين الجيشين المصري واﻹسرائيلي.

واعتبر مراقبون أن حديث وزير الأمن اﻹسرائيلي يعد اعترافاً رسمياً، ويغلق باب المناورة أمام النظام المصري الذي يتمتع بعلاقات قوية مع الكيان الصهيوني لنفي هذا الخبر. وقد ظهر التقارب بين الطرفين في محطات عدة، أبرزها اللقاء السرّي الذي جمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وملك اﻷردن عبد الله الثاني، ورئيس الوزراء اﻹسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية اﻷميركي السابق جون كيري، بالعقبة في اﻷردن.
وتأتي تصريحات ليبرمان بعد إعلان المتحدث باسم جيش الاحتلال اﻹسرائيلي، الاثنين الماضي، إطلاق صاروخين من سيناء على أشكول، من دون وقوع خسائر أو إصابات. من جهتها، ذكرت وكالة أعماق الموالية لتنظيم "داعش"، أن إطلاق الصواريخ يأتي رداً على مقتل 5 من أهالي سيناء في قصف طائرة من دون طيار إسرائيلية، في 18 فبراير/ شباط الحالي، لسيارة بقرية شيبانة، جنوب مدينة رفح، على حد وصفها.

في غضون ذلك، رأت مصادر قبلية في سيناء أن التدخل العسكري اﻹسرائيلي في سيناء، سواء بتنسيق كامل مع الجيش المصري أو بدونه، يؤزّم الأوضاع تماماً ويصعّب من عملية حسْم الصراع مع الجماعات المسلحة، بل ويعطي اﻷخيرة قوة على اﻷرض.
وقالت المصادر القبلية لـ"العربي الجديد"، إن أهالي سيناء وتحديداً سكان مدينتي الشيخ زويد ورفح، يدركون تماماً أن الطائرات من دون طيار، التي تسمى "الزنانة"، هي إسرائيلية. وبالتالي تتزايد حالة الغضب الشديد من النظام الحالي والجيش، باعتبار أن اﻷخير يساعد على قتل الصهاينة للمدنيين.
وأضافت المصادر نفسها أن دماء المواطنين العشرة الذين قصفتهم طائرة إسرائيلية الشهر الماضي لم تبرد بعد، حتى تتم معاودة القصف والاختراق اﻹسرائيلي للأجواء المصرية. وتابعت أن أهالي سيناء يرفضون بشدة هذا التعاون المخزي، والذي يدفع ثمنه المدنيون، ويسقط قتلى من النساء واﻷطفال، في ظل صمت تام من النظام الحالي، لتحقيق تقارب لمصالح السيسي الشخصية.
وفي وقت سابق، كشفت مصادر عسكرية مصرية أن الجيش المصري لا يمتلك طائرات من دون طيار "حربية"، أي قادرة على حمل صواريخ لقصف أهداف. ويملك الجيش المصري طائرات من هذا النوع لكن ﻷهداف استطلاعية ومسحية فقط.
وقالت المصادر ذاتها، التي خدمت في سيناء، في حديث مع "العربي الجديد"، إن قيادة الجيش المصري تصدر تعليمات بانسحاب كل الطائرات المصرية سواء الأباتشي أو الـ"f 16"، من أجواء سيناء، وهو ما يعني دخول طائرات من دون طيار إسرائيلية، فضلاً عن عدم القيام بأي عمليات عسكرية في نطاق تحركات الطائرات اﻹسرائيلية.

من جهته، أكد خبير سياسي في مركز اﻷهرام للدراسات السياسية، أن تصريحات ليبرمان تتسق مع ما نشرته وسائل إعلام عبرية خلال السنوات الثلاث الماضية، عن قصف طائرات من دون طيار لأهداف في سيناء.
وقال الخبير السياسي، في تصريحات خاصة، إن المتحدث الرسمي العسكري السابق أحمد علي، نفى ما نشرته إحدى الصحف اﻹسرائيلية حول قصف أهداف في سيناء، وهي على الأغلب المرة الوحيدة التي صدر فيها نفي من الجانب المصري لهذا اﻷمر. وأضاف أن حديث وزير الأمن الإسرائيلي لم يترك مساحة للنظام الحالي للمناورة.
وفي سياق اﻷوضاع في مدينة العريش، أفاد شهود عيان بأن مسلحين قاموا بإزالة كاميرات المراقبة من أمام بعض المحلات التجارية بالقرب من أحد أقسام الشرطة، قبل أن ينسحبوا من دون تدخل من قوات اﻷمن أو الجيش.