وتتمحور الخلافات المحورية بين أعضاء اللجنة المركزية على مقعدين أساسيين؛ الأول نائب رئيس حركة "فتح" وهو المنصب المعطل عملياً، ومنصب أمين سر الحركة.
ورجحت مصادر عليمة لـ"العربي الجديد"، أن يكون منصب نائب رئيس الحركة من نصيب محمود العالول، وأمانة السر لجبريل الرجوب، بحسب ما يتم تداوله في أوساط "المركزية".
وقال عضو اللجنة المركزية للحركة، جمال المحيسن، لـ"العربي الجديد": "لدينا اجتماع، مساء اليوم الأربعاء، وسيتم توزيع مهام اللجنة المركزية فيه، إما بالتفاهم أو بالانتخاب، حسب ما ينص النظام الداخلي للحركة، ولا أحد يستطيع معرفة أي شيء قبل الاجتماع، وستتضح الأمور اليوم إذا تم التوافق أو سنذهب للانتخاب".
وأكد المحيسن: "كل أعضاء اللجنة المركزية متساوون في الحقوق والواجبات والمسؤوليات حسب المادة 48 في النظام الداخلي للحركة".
ويحتدم نقاش فتحاوي داخلي حول منصب نائب رئيس حركة "فتح" وأمين سر الحركة، ويبدو التنافس شديداً تمثله أقطاب قوية ولها ثقلها في الحركة، مثل جبريل الرجوب الذي فاز فوزاً ساحقاً بالأصوات، بعد القيادي الفتحاوي الأسير مروان البرغوثي.
وكان القيادي الفتحاوي، أبو ماهر غنيم، يشغل منصبي (نائب رئيس الحركة وأمين سرها)، منذ المؤتمر السادس وحتى السابع، لكن دون تأثير يذكر، ويطالب أعضاء المركزية الحالية بتفعيل هذين المنصبين كما نص عليهما النظام الداخلي للحركة.
وحسب مصادر مطلعة فإن الرجوب يسعى لأمانة سر الحركة، مع الإشراف على مفوضية التعبئة والتنظيم، لكن طموحه يواجهه بطموح أعضاء آخرين في المركزية مثل محمود العالول الذي ترأس مفوضية التعبئة والتنظيم منذ المؤتمر السادس 2009 وحتى السابع.
وأمام هذه التجاذبات وعدم التوافق على توزيع المناصب في آخر اجتماع عقدته اللجنة المركزية لحركة فتح في الخامس من ديسمبر/ كانون الأول 2016، "عين الرئيس لجنة من أعضاء المركزية لاستمزاج آراء الأعضاء، وتم إطلاعه على نتائج هذا الاستطلاع أخيراً، وفي حال كان هناك تباين أو رفض اليوم من أعضاء الحركة للنتائج المستطلعة، فإن اللجنة المركزية كلفت الرئيس أبو مازن بالقرار، ولذلك إما أن يصدر قراره أو أن يقول للمركزية انتخبوا في ما بينكم". حسب المحسين.
ويؤكد المحيسن "لم يكن هناك خلاف، هناك 18 عضو لجنة مركزية، وإذا كان هناك تباين في الآراء عند واحد أو اثنين منهم فهذا لا يعني خلافاً".
وفي ظل هذه الخلافات، تظهر أصوات تطالب بتعيين الأسير، مروان البرغوثي، نائباً لرئيس الحركة، بسبب حصوله على أعلى الأصوات من بين الـ 18 مرشحاً، حيث حصل على 930 صوتاً، تلاه مباشرة جبريل الرجول 878 صوتاً.
وكتبت زوجة الأسير، مروان البرغوثي، فدوى على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" انتقاداً قالت فيه: "اللجنة المركزية كلفت الرئيس بإطار تفاهم، وإذا لم يحدث ذلك نذهب نحو الانتخاب، أستغرب النقاشات حول نائب رئيس حركة فتح في حين أن المؤتمر، وهو سيد نفسه، اختار المناضل، مروان البرغوثي، وتم انتخابه بأعلى الأصوات عضواً للجنة المركزية، مما يعني في أعراف الحركة أنه نائب رئيس الحركة".
وتابعت زوجة البرغوثي: "لا يمكن تجاهل أو تجاوز إرادة المؤتمر، ولا يمكن تجاهل أو تجاوز مروان البرغوثي، والذي يبرر هذا التجاهل والتجاوز بوجود مروان خلف القضبان؛ يعطي حق النقض الفيتو لقوة الاحتلال على اختيار الحركة لقادتها وينصاع لتهديدات نتنياهو"، وأضافت: "وجود مروان في الأسر لا يعيبه، بل يؤكد دوره القيادي وقدرته على التضحية، وإن كان يحرمه من أي امتياز، لكنه لا ينتقص من حقه، فهو ليس غائباً، لكنه في مهمة نضالية مقدسة، قاسية ومشرفة، وكما التزم مروان بنتائج المؤتمر السادس على الجميع الالتزام بنتائج المؤتمر السابع، مروان لا يبحث عن منصب أو موقع ويكفيه مكانته في قلوب شعبنا الفلسطيني، ولكن نأمل من اللجنة المركزية، أن تصون الحركة، وأن تحترم إرادة مناضليها وكوادرها، والعديد منهم يعتبر هذا الأمر مؤشراً حول موقف أعضاء اللجنة المركزية من اعتقال أحد زملائهم، وقائد لم يثنِه الاعتقال عن لعب دوره الوطني دفاعاً عن حرية الشعب، ووحدة الصف وحقوق الناس".
وفي السياق ذاته، أصدر الأسرى المحررون الفتحاويون، بياناً تناقلته عدد من وسائل الإعلام الفلسطينية، مساء أمس الثلاثاء، طالبوا فيه "أن يكون الأسير مروان البرغوثي نائباً لرئيس حركة فتح"، وجاء في البيان: "في ضوء الجدل حول توزيع المهام على أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح، وبما أن الموضوع تسرب للإعلام وصار متداولاً بكثافة، وبسبب التأخير في القيام بهذه الخطوة البديهية التي كان يفترض أن تنجز في ظرف أسبوع من انتهاء أعمال المؤتمر السابع، فإننا نحن الأسرى الفتحاويون المحررون ندعو اللجنة المركزية لحسم مسألة في غاية الأهمية؛ وهي التوافق على القائد مروان البرغوثي ليكون نائباً لرئيس الحركة، وذلك لعدة أسباب".
وقال جمال المحيسن: إن "أعضاء اللجنة المركزية حسب النظام متساوون في الحقوق والواجبات والمسوؤليات سواء من انتخب وجاء بأعلى الأصوات أو من تم تعيينه".
وأكد: "نتمنى الإفراج القريب والعاجل عن الأخ مروان البرغوثي، ولو كان حراً لحاز على أعلى الأصوات في تصويت المركزية على المسؤوليات، وكل شيء خاضع للتصويت والتفاهم في اللجنة المركزية، لكن منصب نائب الرئيس مناط به مسؤوليات يومية للإشراف على المفوضيات في غياب الرئيس، والقيام بمهماته في غيابه، وترأس اجتماعاتها، في الداخل والخارج والتعبئة الفكرية والثقافية، وبالتالي هناك مهام يومية يجب أن يمارسها".
أما حول مهمات أمين سر الحركة، فأكد المحيسن على "التنسيق مع الرئيس لتحديد موعد اجتماع اللجنة المركزية، والتنسيق مع اللجنة المركزية من أجل جدول الأعمال، وحفظ السجلات".