أزمة النازحين تهدد بتأجيل الانتخابات البرلمانية في العراق

20 نوفمبر 2017
الانتخابات حددت في 25 من مايو المقبل(Getty)
+ الخط -
تمارس قوى سياسية عراقية ضغوطاً كبيرة على الحكومة والبرلمان من أجل العمل على إعادة النازحين إلى مناطقهم قبل إجراء الانتخابات، ملوحة بمقاطعة العملية الانتخابية إذا لم تتم الاستجابة لمطالبها، فيما شكك نواب من "التيار الصدري"، بقدرتها على مقاطعة الانتخابات.

وذكر مصدر برلماني، اليوم الإثنين، في حديث مع "العربي الجديد"، أنّ نواباً من قوى سياسية مختلفة تنتمي للمحافظات الشمالية والغربية "السنية"، يشددون على ضرورة الإسراع بإعادة مئات الآلاف من النازحين إلى المدن والمناطق المحررة من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، قبل الحديث عن إجراء انتخابات في هذه المناطق.

ولفت المصدر، إلى أنّ "هذه القوى تخشى من التلاعب بنتائج الانتخابات من خلال التحكم بأصوات الناخبين، الذين ما زالوا نازحين في إقليم كردستان، ومدن جنوب العراق".

في المقابل، اعتبر عضو البرلمان العراقي عن كتلة "الأحرار"، التابعة لـ"التيار الصدري"، عبد الهادي الخير الله، وجود رغبة لدى القوى السياسية "السنية" لتأجيل الانتخابات، مبيناً أنّ تياره مع إجراء الانتخابات في موعدها المحدد.

وأضاف الخير الله، خلال مقابلة متلفزة، أنّ هذه القوى تعتقد أن الشارع في محافظاتهم لا يتقبلهم في الوقت الحاضر بسبب عدم إعادة النازحين في مدنهم، ما دفعهم لتبني خيار تأجيل الانتخابات، معتبراً أنّ هذه الأمور فضلاً عن المشاكل الأخيرة، التي وقعت بين الحكومة العراقية، وحكومة إقليم كردستان، قد تؤثر على موعد الانتخابات.

وشكك بقدرة القوى على مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة التي تعتبر استحقاقاً دستورياً رسمياً، مشيراً إلى قرب طرح هذه القوى فكرة تأجيل الانتخابات على البرلمان.

وقال "لا اعتقد أن المقاطعة ستنفعهم، وليس كل السنة هم مع تأجيل الانتخابات"، مرجحاً أن يكون محور تأجيل الانتخابات قد حضر في الحوارات التي أجراها رئيس البرلمان، سليم الجبوري، أخيراً في واشنطن.

يشار إلى أن الجبوري سبق أن أكد عدم إمكانية إجراء الانتخابات المقبلة في موعدها، مضيفاً "لا يمكن إجراء الانتخابات في وقتها ما لم يتم توفير المستلزمات الضرورية لإنجاحها، مع أننا مع إجرائها في توقيتها الدستوري والقانوني".

وأوضح، في كلمة ألقاها في معهد السلام بواشنطن، أنّ "أهم هذه المستلزمات هو إعادة النازحين، وتحقيق الاستقرار لهم لضمان مشاركة أوسع لمكونات الشعب، الذي عانى الكثير، وقدم الكثير ويستحق حياة أفضل توازي تضحياته"، محذّراً من مشاكل ستواجه العراق خلال المرحلة المقبلة.

لكن نائب الرئيس نوري المالكي رفض دعوات تأجيل الانتخابات، وأكد خلال كلمة ألقاها في حفل ديني ببغداد، على ضرورة إجرائها في موعدها، معتبراً أنّ "تأجيلها يزيد خطر "داعش" ولا نريد الدخول بفراغين أمني وسياسي".

وسبق لمفوضية الانتخابات في العراق أن أعلنت الشهر الماضي عن تحديد، يوم الخامس عشر من مايو/أيار المقبل، موعداً لاجراء الانتخابات البرلمانية في العراق، التي تجري بحسب الدستور العراقي بشكل دوري كل أربع سنوات.




المساهمون