تقرير إسرائيلي: المستوطنون يصدرون الأوامر لجنود الاحتلال بالضفة الغربية

31 يناير 2017
المستوطنون يلقون الأوامر على الجنود (حازم بدر/فرانس برس)
+ الخط -

 

أظهر تقرير رسمي نشرته منظمة "يكسرون الصمت" التي توثّق جرائم الاحتلال في الضفة الغربية أن المستوطنين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، خاصة في المستوطنات الكبيرة، وعلى رأسها مستوطنة الخليل، يقومون في حال وقوع عمليات فلسطينية تستهدف جنود الاحتلال أو المستوطنين أنفسهم، بالسيطرة على موقع العملية، وتوجيه التعليمات والأوامر لجنود الاحتلال.

كذلك يبيّن التقرير أن المستوطنين وطواقمهم الأمنية تتصرّف في المستوطنات والأراضي المحتلة باعتبارها صاحبة الكلمة الأخيرة.

وجاء التقرير الذي حمل عنوان "القيادة العليا" على إثر توفر شهادات ومواد إضافية حول سلوك المتصرفين، بعد إعدام الشهيد عبد الفتاح الشريف في آذار/مارس من العام الماضي.

وكان تحقيق صحافي للقناة الإسرائيلية الثانية قد اعتمد على أشرطة تصوير لموقع عملية الإعدام، بث قبل شهرين، قد كشف مقاطع ظهر فيها قادة المستوطنين في الخليل، وعلى رأسهم رئيس تنظيم "كهانا حاي"، المحظور باروخ مرزيل، وعوفر أوحنا، وهم يصدرون الأوامر للجنود في الموقع.  

وبيّن تقرير "يكسرون الصمت" الذي نشر مساء أمس أن المستوطنين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، تحديداً في المستوطنات الكبيرة، يقومون عادة "باستضافة" جنود الاحتلال في نهايات الأسبوع، كما يقدمون لهم بشكل دائم وجبات مجانية ويوفرون لهم نوادي محلية، ما يزيد من تأثيرهم الشخصي على هؤلاء الجنود، بحيث يكسرون معارضة الجنود لتلقي تعليمات من المستوطنين عند وقوع عمليات تنتهي بإعدام الفلسطينيين.

وبيّنت الشهادات التي جمعتها منظمة "يكسرون الصمت" أن هذا الوضع قائم منذ سنوات وليس مقصوراً على حادثة إعدام الشهيد عبد الفتاح الشريف، إذ بيّنت الصور وأشرطة التصوير المستوطنين وهم يُصدرون التعليمات للجنود بما في ذلك صوت عوفر أوحنا وهو يصرخ قبل إعدام الشهيد عبد الفتاح الشريف بلحظات قائلاً: "هذا الكلب لا يزال حيّاً فليقم أحدكم بشيء".


ووفقاً لشهادات جمعتها المنظمة من الجنود الذين خدموا في الضفة الغربية، فقد أقرّ الجنود بأنهم واجهوا حالات من التأثير الكبير للمستوطنين على النشاط اليومي لهم في الضفة الغربية، مقابل انعدام أية أوامر أو توجيهات من قيادة الجيش في مواجهة اعتداءات وعنف المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة. وبحسب واضعي التقرير فإن من أخطر ما يسبّبه غياب هذه التعليمات هو استغلال ذلك من قبل المستوطنين أنفسهم لفرض حقائق على الأرض بما يخدم أهدافهم الأيديولوجية وفي مقدمتها عمليات السطو على أراضٍ فلسطينية بملكية خاصة وإقامة البؤر الاستيطانية عليها.

في المقابل يقرّ التقرير، بناء على شهادات الجنود أنفسهم، بأن الجنود تحولوا في أكثر من حالة، في حال رفض تعليمات المستوطنين، إلى ضحايا لعنف وشتائم المستوطنين ضدهم، لدرجة نعتهم أيضاً بأنهم نازيون.

ويكشف التقرير ما كان معروفاً في صفوف الفلسطينيين عموماً منذ مدة، عن العلاقة الوثيقة بين المستوطنين وبين جنود وقادة عسكريين في الضفة الغربية، النابعة من وجود عدد كبير من وحدات جيش الاحتلال على مقربة من المستوطنات في الضفة الغربية، وأحياناً يدخل المستوطنون إلى ثكنات الجيش ويقومون بتوزيع هدايا وعطايا على الجنود ووجبات طعام ساخنة، لاستغلال هذا الأمر للترويج لأفكار المستوطنين ودعوتهم للمشاركة في اجتماعات كهذه، خاصة في نهايات الأسبوع، تحت غطاء استقبال "دخول السبت"، وتوفير جو عائلي للجنود، فضلاً عن تنظيم جولات للجنود مع شرح "رواية المستوطنين وأحلامهم" التي لا تخلو من مضامين عنصرية صرفة تحرّض على كراهية العرب والفلسطينيين.