الغنوشي لـ"العربي الجديد": لم نغيّر موقفنا من الأسد

29 سبتمبر 2016
تحدّث الغنوشي على هامش اجتماع المكتب السياسي(ياسين غايدي/الأناضول)
+ الخط -


قال رئيس حركة "النهضة" في تونس راشد الغنوشي، إنّ موقف الحركة من رئيس النظام السوري بشار الأسد "ثابت ولم يتغيّر"، معتبراً أنّ الحروب في المنطقة العربية لا تخدم إلا إسرائيل.

وأوضح الغنوشي، في حديث لـ "العربي الجديد"، ما تردّد حول تغيير الحركة موقفها من  بشار الأسد، نافياً قول أي أحد في الحركة إنّ "رئيس سورية أصبح ديمقراطياً".

وفي الوقت نفسه، أكد الغنوشي أنّ الحركة ترفض الحرب وتؤيد المصالحة وتدعم التوافق في البلدان العربية لا سيما في ليبيا وسورية، مضيفاً أنّ "السوريين في حوار يجمع كل الأطراف ولا أحد يزايد عليه"، آملاً أن يصل الحوار إلى حلول سلمية "لأنّ الحروب في المنطقة العربية لا تخدم إلا إسرائيل"، بحسب قوله.

وتحدّث الغنوشي لـ"العربي الجديد"، أمس الأربعاء، على هامش انعقاد الجلسة الأولى للمكتب السياسي الجديد لحركة "النهضة"، والذي شهد انضمام شخصيات جديدة مثل محمد القوماجي ونوفل الجمالي وبلقاسم حسن وسعاد الحاجي وحياة العمري.

وأكد الغنوشي أنّ المكتب الجديد يضم قيادات قديمة وأعضاء جدداً في إطار الانفتاح على أصحاب الكفاءات والشباب والنساء، قائلاً إنّ "انضمام هذه الشخصيات المستقلة تقدير من الحركة لرؤيتها السابقة وتطويرها في الوقت ذاته عبر الانفتاح على كفاءات سياسية جديدة".

ووصف الغنوشي المكتب بأنّه "المطبخ السياسي للحركة" الذي يضع سياساتها ويتخذ قراراتها، مؤكداً الحرص بالتالي على ضم كفاءات متنوعة إلى صفوفه.


وحول تقييم أداء الحكومة التونسية برئاسة يوسف الشاهد، قال الغنوشي إنّ "الحكومة الحالية لم تحدّد حتى الآن موقفها النهائي من طريقة تعاملها مع الأحزاب، ولكنّها قامت بمبادرة جيّدة تمثلت في اجتماعها بأحزاب الائتلاف الموقعة على وثيقة قرطاج".

ورأى أنّ بداية الحكومة "تبّشر بالخير" من خلال معالجتها لملفات معقّدة مثل ملف شركة بتروفاك والفوسفات، مضيفاً أنّ "منهجها يعتمد الحوار والتفّهم والاستجابة لطلبات معقولة"، متمنياً مواصلة هذا المنهج وإنجاز الحكومة ما لم تنجزه الحكومات السابقة.

ورأى الغنوشي أنّ التعيينات الأخيرة التي أقرتها الحكومة "متنوعة لكنّها لا تعتبر نهائية"، كاشفاً أنّ الحركة قدّمت بعض الملاحظات حولها.

ولفت إلى أنّ تعيينات أخرى تلوح في الأفق لا سيما في سلك المعتمدين والمحافظين والمديرين العامين، رافضاً تحديد موقف نهائي منها، مؤكداً أيضاً أنّ بإمكان رئيس الحكومة تحقيق التوازن "الذي لم يتحقّق في التعيينات السابقة".

وحول التخوّف من تحوّل السلطة إلى قرطاج، أي بيد الرئيس، قال الغنوشي إنّ "هذا الحكم سابق لأوانه والدستور واضح في هذه النقطة، حيث قام بتقسيم السلطة بين رئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية وبرلمان الشعب"، مؤكداً أنّ الجميع ملتزمون بتنفيذ الدستور.

وبخصوص ما تردّد عن فتور علاقته برئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، قال الغنوشي إنّ "سياسة التوافق في تونس تقوم على هذه الحلقة أي العلاقة الوطيدة برئيس الجمهورية، والتي يحاول البعض كسرها".

يشار إلى أنّ رئيس المكتب السياسي لحركة "النهضة" نور الدين العرباوي، قدّم ورقة عمل اجتماع المكتب، والتي ناقشت عدة ملفات، أهمها مشروع خطة المكتب السياسي للعام المقبل، وبحث الورقة المعروضة من الحكومة على كل القوى السياسية المشاركة في الائتلاف الحاكم، من أجل إبداء الرأي في طريقة العمل بين الأحزاب والحكومة.

المساهمون