خطوات إسرائيلية جوية وبرية لمواجهة سيناريو تسلل عبر الجولان

28 سبتمبر 2016
تدريبات إسرائيلية بالجولان المحتل بـ13 سبتمبر 2016(جلاء مرعي/فرانس برس)
+ الخط -
في الوقت الذي أعلن فيه قائد المستوطنين في الجولان المحتل عن استيعاب المئات من العائلات اليهودية في المستوطنات المقامة هناك، كشف الجيش الإسرائيلي عن جملة من الإجراءات الميدانية والاستخباراتية الهادفة إلى تحسين قدرته على مواجهة إمكانية تحول الجولان إلى نقطة انطلاق لتنفيذ عمليات لاستهداف العمق الإسرائيلي. وأقدمت شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" على جملة من الخطوات الهادفة إلى تحسين قدرتها على جمع المعلومات الاستخباراتية لتمكين جيش الاحتلال من إحباط عمليات يمكن أن تخطط لها جماعات "جهادية" ومجموعات تابعة لحزب الله اللبناني في المنطقة.

وحسب ما ذكره المعلق العسكري، أمير بوحبوط، قامت "أمان" بتزويد "ذراع جمع المعلومات الميدانية"، الذي ينشط بكثافة على طول الحدود مع سورية، بطائرات بدون طيار صغيرة (يطلق عليها بالعبرية رحفان)، تحلق على ارتفاع عشرات الأمتار وقادرة على الرصد في عمق الأراضي السورية، ويمكن أن تتحول إلى صاروخ ينفجر في الأهداف التي يحددها الجيش.

وفي تقرير نشره موقع "والاه" يوم الإثنين، قال بوحبوط إن الجيش اشترى المزيد من الطائرات بدون طيار الصغيرة من الصناعات الجوية الإسرائيلية وزودها لكتيبة "عيط"، المسؤولة عن جمع المعلومات الميدانية على الحدود مع سورية. ونوّه إلى أن هذه الطائرات تمنح الجيش القدرة التكتيكية على مواجهة مخططات محتملة لتنفيذ عمليات عبر الحدود السورية. وأشار إلى أن الجيش اتخذ إجراءات أخرى تتمثل في بناء جدار طويل وعوائق ترابية ودوريات راجلة ومتحركة على طول الحدود إلى جانب استقدام وحدات وألوية معدة لمواجهة مثل عمليات التسلل.

وأضاف بوحبوط أن الجيش الإسرائيلي يَفترِض أن تؤدي حالة "الفوضى التامة" السائدة شرق الحدود نتيجة وجود عدد كبير من الحركات الجهادية والمجموعات التابعة لحزب الله، إلى بلورة واقع من شأنه أن يدفع بعضها إلى محاولة تنفيذ عمليات ضد إسرائيل. وشدد على أن الجيش أقدم على خطوات تهدف إلى ردع الجماعات المتصارعة شرق الحدود وإفهامها "بعدم محاولة اختبار صبر إسرائيل"، ذاكراً أن هذا ما دفع جيش الاحتلال إلى الرد على كل قذيفة تسقط في الجولان المحتل بطريق الخطأ.


وحسب المعطيات التي ذكرها بوحبوط، لقد شهد عام 2016 انخفاض عدد القذائف التي سقطت في الجولان مقارنة بعددها خلال عام 2015. وقال إن الجيش الإسرائيلي يهدف من خلال إجراءاته في الجولان إلى إرسال رسائل أيضاً إلى حركة حماس في قطاع غزة، مشيراً إلى أن "نجاح" منظومة القبة الحديدية في إسقاط قذائف هاون أطلقت من الجولان السوري يدل على أن حركة حماس لن يكون بوسعها استخدام هذه القاذفات مجدداً. وأعاد بوحبوط للأذهان حقيقة أن هذه القذائف تسببت في قتل عدد كبير من الجنود والمستوطنين خلال حرب 2014.

وفي سياق آخر، اعتبر رئيس مجلس المستوطنات اليهودية في الجولان المحتل، إيلي مالكا، أن المجلس يعكف بالتعاون مع حكومة بنيامين نتنياهو على تنفيذ مخطط لتطوير المشروع الاستيطاني في الهضبة. وفي مقابلة مصورة عرضها "والاه" معه يوم الإثنين، قال مالكا إن المئات من العائلات اليهودية أتت للاستقرار في مستوطنات الجولان منذ بداية العام الحالي. وادعى مالكا أن الإجراءات التي يقوم بها الجيش في الأراضي السورية المحتلة، حسّنت من مستوى الشعور بالأمن الشخصي لدى المستوطنين.

ومن المرجح أن تصريحات مالكا تندرج في إطار محاولة رفع المعنويات لدى المستوطنين، إذ إن تحقيقاً نشرته صحيفة "ميكور ريشون" اليمينية المقربة من الحكومة أخيراً، أشار إلى وجود حالة من الخوف في أوساط المستوطنين. وما يخشاه هؤلاء هو تعرض المستوطنات لعمليات تسلل عبر الحدود.

إلى ذلك، قال معلق الشؤون السياسية في صحيفة "هآرتس"، آرييه شفيت، إن الحرب الدائرة في سورية عززت من مكانة إسرائيل الاستراتيجية وبيئتها الإقليمية. وفي مقال نشرته الصحيفة أخيراً، أشار إلى أن تفكك الجيش السوري قد حسن موازين القوى لصالح إسرائيل، فضلاً عن أنه أسفر عن تلاشي التهديدات التقليدية التي كانت تل أبيب تتحسب لها على مدى عقود. وأوضح أن تورط حزب الله في سورية قلص فرص اندلاع حرب ثالثة بينه وبين إسرائيل، لافتاً إلى أن هذا التورط مس بمكانة الحزب داخل لبنان. وخلص إلى أن التحولات المتواصلة في العالم العربي حسنت من البيئة الإقليمية لإسرائيل بسبب إسهامها في بلورة شبكة من المصالح المشتركة مع "أنظمة الحكم المعتدلة، تتمثل في مواجهة إيران والتصدي للحركات الإسلامية، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين".